دراما رمضان.
دراما رمضان.


في العشر الأوائل من دراما رمضان

منال بركات

السبت، 26 مايو 2018 - 04:14 م

عشرة أيام هي عمر مسلسلات رمضان التي طلت علينا وشغلت البيت المصري، خاصة مع تزامن الشهر الكريم مع الإجازات الصيفية، ودخول أجيال جديدة من الكتاب والمخرجين إلى صناعة الدراما ساهم بشكل ما في تغيير جوهر وشكل الدراما التليفزيونية.

 

ولعل أكثر ما يلفت الانتباه في التغيير الذي طرأ على الدراما التليفزيونية أنها تحولت إلى دراما بنكهة السينما إن جاز هذا التعبير، وفي السينما نختزل الزمان بشكل عميق، وفي الدراما نختزل الفكرة بشكل أعمق، فرغم جودة الموضوعات والأفكار المطروحة على الشاشة وتنوعها هذا العام غير أن طرق معالجتها يبدو سطحيا وهشا وغير متماسك إلا فيما ندر.

 

 

وهذا العام يطل علينا النجم يحيى الفخراني في عمل كوميدي جديد بعد غيابه العام الماضي، ومسلسل "بالحجم العائلي" مع الفنانة ميرفت أمين وكوكبة من الشباب، وهي الإطلالة الأولى للدراما عقب الإفطار مباشرة، وفيها نجد ‎السفير السابق "نادر التركي"، الذي ترك عمله بالسلك الدبلوماسي، وذلك لكي يتفرغ للقيام بما يحبه، وهو الطبخ، حيث يفتتح منتجع سياحي في مرسى علم، وهذا التغيير الطارئ يؤرق زوجته، وتلك التيمة ليست بجديدة بل قتلت بحثا من قبل في الدراما المصرية منذ اغتراب الزوج من أجل المادة وتلك الموضوعات قتلت بحثا، لكن نادر التركي دبلوماسيا فهو في مهمة وطنية، ولكنه تخير طريقه.

والفخراني لديه القدرة أن يصبغ قيمة على أي شخصية يلعبها لما لديه من روح غير عادية في الأداء، ورغم الـ10 حلقات فالأحداث واهية ولولا أداء الفخراني وأبطاله لكن بالحجم العائلي في مأزق.

 

 

وعلى النقيض نجد أن التصاعد الدرامي يجري بقوة وتناسق في "عوالم خفية" يتسق مع الفكرة التي يعالجها، وفيها تقع في يد كاتب صحفي وروائي شهير عدد من الوثائق الهامة والتي ترتبط بقضايا فساد لعدد من المسئولين في الدولة. وهذا العام يخلع عادل إمام عن ذاته ثوب الكوميديا ويناقش قضايا فساد، بصياغة الكاتبين أمين جمال ومحمد محرز، وعلى مدار 10 أيام تسير الحلقات باتساق تام.

 

 

وفي إطار التراث والعصر الجميل تعود بنا إنجي القاسم، وسماء أحمد عبد الخالق، والمخرج هاني خليفة، مع مسلسل "ليالي أوجيني" إلى مدينة بورسعيد وبداية القرن الماضي، وكانت الحلقات قد بدأت قوية وساخنة من الحلقة الأول ومن ثم بدأت تتصاعد الأحداث بإيقاع متزن يوم بعد آخر.

 

 

أما المخرج عمرو سلامة في أول تجاربه التليفزيونية فلم يحقق نفس النجاح في السينما، ورغم مرور 10 أيام من ليالي طايع فإن الأحداث التي كتبها الأخوة خالد ومحمد وشرين دياب لم تكن موفقة. وقضية الجمع بين تهريب الآثار والثأر فكرة جيدة، وكان من الممكن أن تخلق عملا جيدا ولكن هناك خلل ما في السيناريو كما أن هناك حقائق ثابتة لن تجرؤ فتاة صعيدية مهما بلغت من التعليم وحب والدها لها أن تحذو حذو مهجة بالمسلسل.

 


 

ويبدو أن جيل الشباب متسرع بطبعه بعد أن حقق نجاحا في خطوة من حياته فإنه يعمل على تصدر المشهد، وها هو عمرو يوسف وياسر جلال بعد نجاح أعمالها العام الماضي "ظل الرئيس" و"جراند أوتيل" تحمل أسماء الشخصيات التي يقدموها هذا العام عنوانا للمسلسل، فبعد "طايع" هناك "رحيم" الشخصية التي لم تظهر ملامحها بعد عشر حلقات هي عمر المسلسل فالخطوط العريضة التي قدمها محمد جلال ومحمد إسماعيل أمين مؤلفا المسلسل تشير إلى اللغز الذي نحن بصدده وسوف ينكشف خلال الأيام القادمة.

 

 

والشقيقان آل مدحت أحمد مخرجا وأيمن مؤلفا، قدما معا دراما "اختفاء" وهو عملا حتى الآن شيقا في أحداثه، والذي يدور حول دكتورة جامعية في روسيا، تعود من غربتها لتجد اختفاء زوجها، لتبدأ رحلة البحث عنه، وفي كل حلقة نكشف خيطا جديدا يربطنا بالمسلسل، حدث يلتقي عبره المشاهد مع صناع العمل.


وأتصور أن عشرة أيام كافية ليحكم المشاهد إذا ما كان العمل الدرامي سيتطور في الأيام القادمة أم يبحث عن مسلسل جديد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة