الجدار العازل
الجدار العازل


الجدار البحري .. عازل جديد بين غزة والأراضي المحتلة

أحمد نزيه

الأحد، 27 مايو 2018 - 08:03 م

بدايةٌ كانت بجدار عازلٍ فصل بين قطاع غزة والأراضي التي تحتلها إسرائيل من فلسطين بدءًا من عام 1948، لكن هذا الجدار لم يكن كافيًا للإسرائيليين للاحتماء به من الفلسطينيين الثائرين من أجل حقوقهم، فقرروا بناء جدار آخر بحري ، يتحصنون فيه، فكعادتهم لا يقاتلون إلا من وراء جدرٍ.

 الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أوفير جندلمان، أعلن أن إسرائيل شرعت، اليوم الأحد، في بناء حاجز بحري شمال قطاع غزة لمنع تسلل عناصر حماس إلى شواطئها.

وكتب جندلمان في صفحته على "تويتر" أنه بدأت اليوم الأعمال على إقامة حاجز بحري لا مثيل له في العالم يهدف إلى منع من وصفهم بإرهابيي حماس من التسلل بحرًا إلى شواطئهم وأراضيهم، حسب زعمه، معتبرًا أن هذا الحاجز يشكل ضربة نوعية جديدة لحماس التي بذلت جهودًا كبيرة لتدريب الغواصين الإرهابيين.

وتصنف إسرائيل حركة حماس على إنها جماعة إرهابية، وهو نفس التصنيف الذي تلصقه الولايات المتحدة لحركة المقاومة الإسلامية.

سبب إنشاء الجدار العازل

انتفاضة الأقصى عام 2001 كانت وراء إنشاء جدار عازل شرعت حكومة آريل شارون آنذاك، في عام 2002، في بنائه، ليتم الانتهاء منه عام 2006 بطولٍ بلغ ما يربو على الأربعمائة كيلو مترٍ، بيد أن عملية زيادة طوله لا تزال قائمةً ضمن حملةٍ للحكومة الإسرائيلية تهدف إلى جعله يشدد الخناق على الفلسطينيين بأراضيهم على مسافة نحو 703 كيلو مترات.

ذاك الجدار فصلت محكمة العدل الدولية في يوليو عام 2004 في مشروعيته، فقضت بعدم أحقية إسرائيل في إنشائه، مطالبةً دولة الاحتلال بإزالة الجدار من كل الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية وضواحيها مع تعويض المتضررين من بناء الجدار.

قرارٌ لم يدخل حيز التنفيذ على أرض الواقع، في ظل دأب إسرائيل على العصف بقراراتٍ أمميةٍ منذ شنها حرب الخامس من يونيو عام 1967، دون أن يكون هناك رادعٌ حقيقيٌ في ظل دعم الولايات المتحدة الأزلي لإسرائيل.

سبب الجدار البحري

وشرع الفلسطينيون منذ الثلاثين من مارس الماضي في تنظيم مسيرات العودة الكبرى من أجل تخطي سياج الفصل الذي يطوق غزة، وتمكن عددٌ منهم من تخطيه وعبور هذا الجدار، لتوطأ أقدامهم الأراضي التي تحتلها إسرائيل، في حين يتبعهم سيلٌ من طلقات الرصاص من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي قتلت العشرات إلى الآن من بينهم نحو 55 شهيدًا في يومٍ واحدٍ، كان يوم الرابع عشر من هذا الشهر تزامنًا مع نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

وهو ما حدى بإسرائيل أن تمضي قدمًا في إنشاء جدار آخر يكون حصنًا لهم في مواجهة الفلسطينيين، الذين يرفعون شعرات العودة، ويقاومون من أجل تحقيقها.

إسرائيل ماضيةٌ في سياساتها سواء الاستيطانية أو في بناء جدران العزل والفصل بينها وبين فلسطين، ورغم عدم مشروعية تلك الإجراءات فإن تل أبيب لا تكترث بالنداءات الدولية لها لوقف سياساتها، التي دأبت على خرق القوانين والأعراف الدولية.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة