صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تنصيب السيسي| الشباب على مقاعد القــيادة خــلال سنـــوات

محمد سعيد

السبت، 02 يونيو 2018 - 03:38 ص

تنبهت الدولة مبكرا لأهمية الشباب ودورهم المحوري كشركاء أساسيين في صناعة مستقبل الوطن، واعتمدت الدولة في تثبيت مؤسساتها وإعادة بنائها على الشباب كركيزة أساسية، وبدأت في اتخاذ إجراءات فعلية لإعداد كوادر شبابية مدربة، ومؤهلة على تولى القيادة في مختلف القطاعات خلال أقصر مدة ممكنة.


وبدأت الدولة برنامجها لصناعة قيادات المستقبل، وتنفيذه على أرض الواقع بإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى 2016 عاما للشباب، وبدء الدراسة للدفعة الأولى من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة الذي أطلق في نهاية 2015، وتوج ذلك بالمؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ..


اتجهت الدولة بصدق نحو الشباب وراهنت عليهم لحمل راية المستقبل والمساهمة في بناء الوطن فكانت المؤتمرات المتتالية للشباب، والدفعات المتوالية للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة والذي تطور ليتحول خلال وقت قصير إلى أكاديمية لتدريب وتأهيل الشباب.. قرار الدولة بالرهان على الشباب وتحمله لراية القيادة تجسد في تعيين عدد منهم في مناصب قيادية بالجهاز الإداري بالدولة ما بين معاوني ومساعدي وزراء ومحافظين وغيرها من القطاعات التنفيذية بالدولة، والحرص على تطوير الحياة السياسية بتجهيز كوادر شبابية، وطلب الرئيس تحديد موعد انتخابات المحليات، وتشديده على ضرورة الدفع بالشباب وتمكينهم من المحليات.


اتخذت الدولة خطوات فعلية وجادة على أرض الواقع لتمكين الشباب من القيادة.. وعهدت الدولة للشباب بحمل لواء بناء المستقبل المبنى على العلم والتدريب والخبرات المكتسبة نتيجة الممارسة المبكرة للإدارة والتخطيط، ومواجهة وإدارة الأزمات، والرؤى السياسية والأمن القومي.


وفى ديسمبر 2015 كانت بداية تحقيق الحلم بعد إطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة «PLP»، بهدف إنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة على تولى المسئولية السياسية والمجتمعية والإدارية. بدأت الدراسة للدفعة الأولى والتي ضمت 500 طالب في فبراير 2016، لتتخرج في نوفمبر من نفس العام، وظهرت بصمات شباب البرنامج الرئاسي واضحة خلال الإعداد لفعاليات المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي عقد في أكتوبر 2016 بشرم الشيخ فى نهاية عام الشباب الذي أطلقه الرئيس السيسى فى يناير 2016.


الالتحاق بالبرنامج متاح للشباب دون تمييز أو تدخل أو محسوبية، ويتم ذلك إليكترونيا من خلال التسجيل على الموقع الإلكتروني الخاص بالبرنامج واجتياز الاختبارات الموضوعة، ويقوم البرنامج على تدريس 20% فقط من المحتوى العلمي على أن يقوم كل طالب بإعداد الأبحاث، والمشروعات، والدراسات الميدانية لاستكمال الـ 80% المتبقية من المحتوى المعرفي والعلمي الذي يقدمه البرنامج، وتلقى طلاب الدفعتين الأولى والثانية من البرنامج محاضراتهم بالمجالس التخصصية لدراسة التسويق، والموارد البشرية، وإدارة التغيير، وفى أكاديمية ناصر لدراسة كل ما يتعلق بالأمن القومي ومعرفة التحديات التي تواجه الدولة، وفى معهد إعداد القادة تم تدريس سياسة واقتصاد وريادة أعمال، بينما تم دراسة كل ما يتعلق بالإدارة والقيادة في كلية العلوم والإدارة العسكرية، بالإضافة لمحاضرات حول المشروعات القومية، وتلقى الدارسون محاضرات عن كيفية إعداد دراسة الجدوى للمشروعات بشكل عام، كما تم تنظيم زيارات ميدانية للمناطق العسكرية.


أما الدفعة الثالثة من البرنامج الرئاسي فكانت أولى الدفعات التي تدرس في الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب منذ فبراير الماضي.


وجاء إنشاء الأكاديمية وبدء الدراسة بها خلال أقل من عام ونصف العام من التوصية بإنشائها في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ 2016 دليلا على جدية الدولة وصدق توجهاتها لتدريب وتأهيل الشباب وصقل خبراتهم وقدراتهم التي تمكنهم من تولى القيادة، ومواجهة الأزمات، وإدارة المشروعات.


وتهدف الأكاديمية لتحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بجميع قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم، وتجميع طاقات الشباب فى عمل وطني يفيد الدولة ويبنى نهضتها، ونشر الوعي بين الشباب، والمساهمة في إعداد الأنظمة والسياسات الحكومية لتلاءم احتياجات الشباب، بالإضافة إلى إعداد كوادر سياسية وإدارية قادرة على معاونة الدولة فى مهامها، وتنمية قدرات ومهارات الشباب لتكون شريكا أساسيا وفعالا في الحكم المحلى، وتم تصميم نظام التعليم بالأكاديمية على غرار المدرسة الوطنية للإدارة الفرنسية وبالتعاون مع عدد من الهيئات والمعاهد والمؤسسات العلمية الدولية.


وتتولى الأكاديمية رسم سياسات تدريب الكوادر البشرية بجميع قطاعات الدولة، ووضع خطط التدريب اللازمة في مختلف المجالات لكل المراكز التدريبية على مستوى الجمهورية ومتابعة تنفيذها، ومراجعة واعتماد محتويات البرامج التدريبية المقدمة من المراكز التدريبية، والرقابة على جميع مراكز التدريب وتقييم أدائها والتحقق من التزامها بالقواعد والمعايير والأهداف المنوط بها، بالإضافة إلى وضع الشروط والقواعد التى يتم على أساسها منح شهادات الصلاحية اللازمة لمدربي مراكز التدريب، واعتماد مدربي مراكز التدريب وإعداد قاعدة بيانات بالمدربين المعتمدين وتنقيحها بصفة دورية.


الأكاديمية وإن كان يدرس بها حاليا 500 طالب هم الدفعة الثالثة من طلاب البرنامج الرئاسي.. إلا أنها ستبدأ خلال أيام دورات متخصصة لعدد من المتدربين ترشحهم الوزارات المختلفة لتنمية قدرات القيادات الحكومية وإعداد قيادات الدولة على جميع المستويات بما يحسن من أداء الجهاز الحكومي، ودورات للدعاة، والصحفيين، ودورات للشباب فى مختلف المجالات فوق سن 30 عاما، كما ستطلق الأكاديمية قريبا دورات لتدريب وتأهيل الأطفال من سن 12 وحتى 20 عاما، ويتم دراسة إطلاق دورات تدريب وتأهيل للأطفال أقل من 12 سنة خلال السنوات القليلة المقبلة، ويعد السلوك والتدريب عليه ضمن برامج التدريب والتأهيل فى جميع دورات وبرامج التدريب فى الأكاديمية، كما أن هناك برامج أخرى لمتابعة خريجي الأكاديمية في مواقع عملهم، وتقييمهم بشكل دوري من خلال شئون الخريجين.


وأصبحت تجربة مصر في تأهيل وتدريب الشباب نموذجا فريدا، سواء فيما يتعلق بالبرنامج الرئاسي، أو الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، وهو ما بدا واضحا خلال أحاديث عدد من شباب العرب وإفريقيا خلال «منتدى شباب العالم» الذي أقيم بشرم الشيخ في نوفمبر الماضي، ولنقل التجربة المصرية فى إعداد كوادر شبابية مدربة ومؤهلة للقيادة ستبدأ الأكاديمية فى إطلاق برامج تدريبية للشباب الإفريقي، وكذا زمالات مع عدد من الدول العربية.


ويتماشى إنشاء الأكاديمية مع جهود الدولة لتدريب وتأهيل الشباب للقيادة بعد 30 يونيو، فمن أبرز تلك الجهود برنامج إعداد القيادات الوسطى من الدولة، الذي شارك في مرحلته الأولى 225 شابا وفتاة، وتجربة معاوني ومساعدي الوزراء التي تشمل حاليا 35 مساعدا ومعاونا، بالإضافة للتعاون مع جامعة إسلسكا لمنح ماجستير إدارة الأعمال الحكومية لعدد 1500 شاب حتى 2020، وتدريب المدربين من شباب العاملين بالجهاز الحكومي على نظام ورش العمل اليابانية مع مؤسسة جايكا اليابانية، بخلاف النص في قانون الخدمة المدنية الجديد على إنشاء مراكز تنمية الموارد البشرية بالوزارات والمحافظات والجهات الحكومية.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة