صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«اعتكاف النساء» بالمساجد.. فتاوى حائرة بين «الحلال» و«الحرام»

نشوة حميدة

الثلاثاء، 05 يونيو 2018 - 03:45 م

•    سعاد صالح: اعتكاف المرأة في «غرفة النوم» أفضل من «المسجد».. وهذه الشروط الصحيحة للتعبد


•    أمين «لجنة الدعوة»: قرب من الله.. ولا تحرموا «الحلال»
 

مع حلول شهر المبارك، تتجدد حالة الجدل حول اعتكاف النساء في المساجد، فذهب بعض العلماء إلى جواز ذلك، على اعتبار أن الاعتكاف سُنة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بينما حرم فريق ثاني مكوث المرأة في ساحات الصلاة، مؤكدين على ضرورة التزامها منزلها في الأيام المباركة.

 

في هذا السياق، ترصد «بوابة أخبار اليوم» أبرز الفتاوى عن اعتكاف النساء، ومدى جواز ذلك من عدمه، تابعها السطور التالية:

 

«شروط الاعتكاف»

 

في البداية، قالت د.سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الاعتكاف سنة مشروعة ومستحبة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف، وقد قامت زوجاته بذلك اقتداء به، فعن السيدة عائشة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أنها قالَتْ: «كانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا أَرادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ، وانَّهُ أَمَرَ بِخِبائِهِ فَضُرِبَ- أَرادَ الاعْتِكافَ فِي الْعَشْرِ الأَواخِرِ مِنْ رَمَضانَ- فَأَمَرَتْ زَيْنَبُ بِخِبائِها فَضُرِبَ، وَأَمَرَ غَيْرُها مِنْ أَزْواجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخِبائِهِ فَضُرِبَ، فَلَمّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ نَظَرَ فَإِذا الأَخْبِيَةُ، فَقالَ آلْبِرَّ تُرِدْنَ؟ فَأَمَرَ بِخِبائِهِ فَقُوِّضَ، وَتَرَكَ الاعْتِكافَ فِي شَهْرِ رَمَضانَ حَتَّى اعْتَكَفَ فِي الْعَشْرِ الأَوَّلِ مِنْ شَوّالٍ».

 

وأكدت لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الاعتكاف سنة، ولها شروطها، ولعل أبرزها، الإسلام حيث لا يقبل الاعتكاف إلا من مسلم، وكذلك الطهارة، فلا يصح الاعتكاف من حائض أو من جنب، وثالثًا النية بالانقطاع والتعبد ابتغاء وجه الله، مشددة على ضرورة أن يتم الاعتكاف في مسجد، ولا يجوز للمعتكف إتيان زوجته بجماع.

 

 «اعتكاف المرأة في المساجد»

 

وبالنسبة للمرأة، قالت ««سعاد»: اعتكاف المرأة له شروط، أولها أنها يجب أن تتخذ مكانا لا يراها فيه أحد، ويستحب الصوم معه، ومن المهم أن لا تخرج المرأة من معتكفها إلا للضرورة لأمور ملحة.

 

وأضافت: يشترط في اعتكاف النساء النية، ولكن إذا كان سيؤثر على وجباتهن نحو بيوتهن فهو ليست مطلوبا، لأنه من باب السنة وليس من باب الواجب.

 

 «الاعتكاف في غرفة النوم»

 

وتابعت: «اعتكاف المرأة في المساجد غير مستحب»، موضحة أنه مستحب في غرفة نومها، متابعة: «كلما كان المكان ضيقا ومحبوكًا عليها كان أفضل، وعليها أن لا تتحدث مع أحد، ولا تخرج من مكانها إلا ضرورة حتى يُقبل منها».

 

ودعت جموع السيدات إلى ضرورة الالتزام بتلك القواعد لقبول الأعمال الصالحة.

 

 «قرب من الله»

 

فيما قال د. محمد زكي بدار، أمين اللجنة العليا للدعوة، إن كل الأمور في الدين وبينها اعتكاف السيدات مبنية على التيسير، وأن شهر رمضان يريد الله فيه اليسر وليس العسر، فإذا تيسر اعتكاف النساء في المساجد فهو أمر مستحب وغير مرفوض، بحيث لا يتأثر بيتها بتقصير أو أي واجب عليها، مضيفًا: «لا تحرموا إماء الله الاعتكاف في مساجد الله»، واعملوا بالآية الكريمة {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ}.

 

وأضاف «بدار» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن شهر رمضان هو شهر التنافس، وأوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار، والله له كل يوم في رمضان عتقاء من النار، فيجب أن تنال المرأة فيه نصيبهاـ لان في هذا فليتنافس المتنافسون ما بين الصوم والعبادة وكذلك الاعتكاف.

 

وأوضح أن اعتكاف النساء قرب من الله، وبُعد ن الدنيا وأهوائها، واعتزال الشهوات والنزوات، وحب وإقبال على الله والعيش في جواره، وذكر وتضرع، فلابد أن لا نحرم عباد الله ذكورًا أو إناثا من سنة أحياها الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا نحلل أو نحرم ما أحله الله أو ما حرمه.

 

 «النية ولو للحظة»

 

وتابع: من أهم شروط الاعتكاف، النية ولو لحظة، بأن يمكث في الإنسان في مسجد، فمن اعتكف يوما في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار، وجعل بينهما خندقًا كما بين السماء والأرض، وفي الاعتكاف أيضًا لابد أن يلتمس  المسلم ليلة القدر في العشرة الأواخر من رمضان، وفي ذلك فليتنافس المسلمون.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة