سعد سمير
سعد سمير


حكايات| القادمون من الخلف.. سعد سمير «بائع الفول» في مونديال روسيا

إبراهيم مدكور- محمد رمضان

الخميس، 07 يونيو 2018 - 01:05 م

 

«كابتن محمود الخطيب!!.. أقفل يا أستاذ وبطل هزار عيب»، ببساطة ريفية وضحكة مصرية خالصة ورحلة شقاء لصبي يبحث عن جنيهات تساعده على حياة العاصمة القاهرة، سطر سعد سمير قصة من نوع خاص ظاهرها الكوميديا وباطنها الشقاء.

 

لـ«سعد» مشوار يمكن تفصيل عشرات القصص منه، فكيف لشاب قادم من بنها ثم ينضم لمدرسة الموهوبين بألعاب القوى في باستاد القاهرة فيتحول إلى لاعب كرة فجأة بدون أي مقدمات.

 

كعادتها الأيام، لم تُداعب سعد سمير في نعومة أظافره فلقنته درسًا في تحمل المسئولية وجمع الجنيه على الجنيه لاستكمال المشوار، ومع بدايات الظهور الكروية بين أسوار نادي اتحاد الشرطة لم يكن للاعب الصاعد إمكانية الاستمرار والتنقل من وإلى ناديه دون عمل ثانٍ، لتبدأ رحلة العمل كبائع فول في أحد المطاعم. 

 

على أكتاف «سعد» - 17 عامًا حينها- وزملائه، صعد اتحاد الشرطة إلى دوري الدرجة الأولى؛ لكن رحلة الكفاح اتخذت طريقًا جديدًا من الشقاء وهذه المرة داخل نادي النصر الليبي حين انتقل ليعلب مع فريقه الأول، ولولا البحث عن فرصة عمل إضافية كـ«عامل» في ليبيا للإنفاق على إقامته لما كان النجاح حليفًا له من جديد.

 

ضمن صفوف منتخب الشباب بات سلم الصعود مفروشًا بالورود أمام الشاب القروي، إلا أن حل العام 2012 حاملا معه الخير، حتى أن سعد سمير روى بحسه الكوميدي المُغلف بنبرات حزن كيف دار مكالمة الكابتن محمود الخطيب معه لضمه إلى الأهلي.

 

 

وبعد فترة «التجميد» على دكة بدلاء المارد الأحمر، لم يجد اللاعب «الشقيان» حلا أفضل من الخروج على سبيل الإعارة إلى المقاولون العرب ثم إلى المصري، وبين جدران النادي البورسعيد حقق سعد تطورًا في أدائه، دفع الأهلي لاستدعائه مرة أخرى مستعينًا به لاعبًا مميزًا كـ«قلب دفاع».

 

اقرأ حكاية أخرى| «شارة سوداء» قادت أيمن أشرف للمونديال

 

«سعد سعد يحيا سعد».. كانت ولا تزال تلك الكلمات الأربع «شفرة» الحب المتبادل بين جمهور الأهلي وسعد سمير مع كل بطولة يحققها ابن النادي المولود كرويًا خارج أسواره.

 

فرض سعد نفسه بقوة على منتخبات الشباب والأولمبي والأول، جزء منها بفضل رجولته كلاعب داخل المستطيل الأخضر، وجزء آخر بحسه الكوميدي وعلاقاته بزملائه، خاصة الأجانب والأفارقة منهم، وبقدر هذا الحس الساخر إلى أن كثيرًا من المدراء الفنيين دفعوا به متحدثًا باسم زملائه عقب كل مباراة لكلامه الموزون ودقة تصريحاته.

 

 

من جديد تفتح الدنيا أبوابها لسعد سمير لتمنحه قبلة الحياة الكروية باللعب ضمن 23 محاربًا يمثلون منتخب الفراعنة في كأس العالم بروسيا 2018، باعثة برسالة: «من رحم الأزمات تولد المعجزات».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة