الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي


خلال مؤتمر مع رئيس وزراء إثيوبيا..

السيسي: سيظل النيل رابطا للتعاون بين مصر وإثيوبيا

محمد هنداوي

الأحد، 10 يونيو 2018 - 08:09 م

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن العلاقات المصرية الإثيوبية ممتدة عبر آلاف السنين، وتقوم على وشائج أزلية من الأخوة والصداقة والمصالح المشتركة، مشيرا إلى أن البلدين يربطهما نهر النيل العظيم الذي كان ويجب أن يظل، رابطاً للتكامل والتعاون ومصدراً رئيسياً للحياة.
وشدد الرئيس السيسي، على أن العلاقة بين البلدين هي علاقة شراكة إستراتيجية، كما أن توجه مصر الاستراتيجي هو ترسيخ المصلحة المشتركة مع إثيوبيا في كافة المجالات، وأننا لن نألو جهداً في سبيل تحقيق ذلك.
وقال الرئيس، إن مصر حكومة وشعبا، ستظل سياستها نحو إثيوبيا دائماً تتسم بالحرص الكامل على مصالحها واستقرارها وأمنها، والسعي نحو تقدم ورخاء شعبها الشقيق، مشيرا إلى رغبة مصر في دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين على كل المستويات، استغلالاً لما يجمع بينهما من مصالح مشتركة كبيرة، من أجل وضع أسس التعاون والشراكة والتكامل في كافة المجالات، تعظيماً للمكاسب المشتركة، وبما يتفق مع آمال وتطلعات الشعبين، وما يجمعهما من مشاعر المحبة والمودة الضاربة في عمق التاريخ.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس السيسي مع رئيس وزراء أثيوبيا د. أبيي أحمد علي عقب جلسة مباحثات بينهما بقصر الاتحادية، وذلك بحضور الوفد المصري الذي ضم كل من المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان وسامح شكري وزير الخارجية والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والدكتور محمد عبدالعاطى وزير الري.
وأضاف السيسي، أنه يجب أن يستقر في وجدان كل مصري وكل إثيوبي، من واقع العلاقة الخاصة التي طالما ربطت بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما يجمع بينهما من امتداد وعلاقات تعاون متصـلة، على نحو يستحق منا العمل على جعل الشعوب المصرية والسودانية والإثيوبية أشبه بشعب واحد في وطن واحد.
وأشار إلى أنه أولى اهتماماً خاصاً على مدار السنوات الأربع الماضية للعلاقة مع إثيوبيا، وتعزيز التواصل والتعاون وترسيخ مفاهيم العمل المشترك من أجل تحقيق المصالح الكبرى في إطار إعمال مبدأ المنفعة للجميع وعدم الإضرار بمصالح أي طرف، وبما يحقق التنمية والرخاء والازدهار لشعبينا الشقيقين.
وأوضح الرئيس، أنهم قطعا شوطاً مهماً على صعيد بناء الثقة وتعزيز التعاون الثنائي، وسيواصلون جهودهم المخلصة والصادقة من أجل تجاوز أية تحديات مشتركة، وفي مقدمتها التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن سد النهضة يؤمن استخدامات مصر المائية في نهر النيل الذي لا جدال في أنه شريان الحياة الوحيد للشعب المصري.
وذكر السيسي، أن نهر النيل يسهم في تحقيق التنمية والرفاهية للشعب الإثيوبي الشقيق، ولهذا فإن هذه الزيارة الهامة لأخي دولة رئيس الوزراء الإثيوبي تمثل فرصة طيبة للتباحث في هذا المسعى النبيل الذي نصبو إليه جميعاً.
وبين السيسي أنه بحث مع رئيس وزراء أثيوبيا فرص زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة في ضوء ما نلحظه من اهتمام من قبل القطاع الخاص المصري بزيادة استثماراته في السوق الإثيوبي.
وقال السيسي: «اتفقنا على أهمية تقديم كافة التسهيلات الممكنة من الجانبين بغرض دعم تلك الاستثمارات، بما في ذلك التعاون لإقامة منطقة صناعية مصرية في إثيوبيا، وتشجيع مزيد من الاتفاقات بين القطاع الخاص المصري والإثيوبي لاستيراد اللحوم الإثيوبية، فضلاً عن التعاون في مجالات الاستثمار الزراعي، والثروة الحيوانية، والمزارع السمكية، والصحة، بما يفضي لتعزيز التكامل الاقتصادي بين مصر وإثيوبيا، وتقديم نموذج ناجح للتكامل المطلوب أفريقياً».
وأكد السيسي، أنه أكد لرئيس الوزراء ما نوليه من أولوية لتفعيل ما سبق الاتفاق عليه بين مصر وإثيوبيا والسودان، بشأن إنشاء صندوق ثلاثي لتمويل مشروعات البنية التحتية بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاثة، وأهمية البدء في اتخاذ خطوات تنفيذية لإنشاء الصندوق وذلك بناء على الاجتماع المقرر أن تستضيفه القاهرة يومي 3 و4 يوليو 2018 على مستوى كبار المسئولين لهذا الغرض.
وأضاف الرئيس، أنه بحث أيضا الأوضاع الإقليمية، وبالأخص ملفات جنوب السودان، والوضع في الصومال، والعلاقات الإثيوبية الإريترية، وهناك تطابق في وجهات النظر ورغبة صادقة في العمل المشترك لإحلال السلام الإقليمي ومساعدة دول الإقليم على تجاوز التحديات الراهنة.
واختتم السيسي كلمته في المؤتمر الصحفي: «انطلاقا من حجم التفاهم والثقة اللي تمت خلال المباحثات هتتحرك أجهزة الدولتين من أجل تحقيق الشراكة الإستراتيجية».
وشدد السيسي، على أن كل المصريين يكنون كل التقدير والمحبة والأماني الطيبة للشعب الأثيوبي وكل شعوب المنطقة وسوف تتحرك مصر بكل قوة لتحقيق هذا الهدف، ووعد الشعبين المصري والإثيوبي بعد الثقة التي تم بناءها وتأكيدها أن تتطور وتتحسن العلاقة بين البلدين في كافة المجالات قائلا: «والله والله لن نضر بكم أبدا».
وخلال كلمته في المؤتمر الصحفي، طلب الرئيس السيسي من رئيس وزراء أثيوبيا أن يقسم بعدم إلحاق الضرر بمصر وشعبها فيما يخص مياه النيل، وهو ما استجاب له أبيي على الفور قائلا: «والله والله لن نلحق الضرر بمصر».

من جانبه، توجه رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد للرئيس السيسي بالشكر لحفاوة الاستقبال، معربا عن سعادته بالزيارة.
وأضاف أنه تم بحث العلاقات الثنائية، مؤكدا أن الإثيوبيين يعرفون معنى الأخوة وحسن الجوار ويخافون الله وليس لديهم رغبة في إلحاق الضرر بالشعب المصري.
وأكد آبيي، أن الشعب الإثيوبي يؤمن بأهمية الاستفادة من نهر النيل بما لا يضر بالشعب المصري، مطالبا بوجود ثقة في هذا الشأن وشدد رئيس وزراء إثيوبيا على وصول حصة مصر من مياه النيل، مضيفا: «سنعمل بأن تزيد حصة مصر من مياه النيل».
وقال إن بعض رجال السياسة وبعض الإعلاميين حاولوا الاستفادة من الخلافات بين الدولتين، إلا أن القيادة السياسية في كلتا الدولتين لا تعرفان هذا الطريق الجبان وكل العلاقة بين الجانبين علاقة تعاون تفيد الجانبين والشعبيين ويجب أن نكون مساعدين لبعضنا البعض وليس حاقدين على بعضنا البعض.
وأشار إلى أن بعض الدول الإفريقية تتآمر على بعضها البعض ولم تستفد من هذه السياسة ويجب التغلب على المشاكل من خلال التعاون، مضيفا أن التآمر ضد بعضنا البعض كانت نتيجتها الخسارة، مؤكدا أن ما ترغب فيه إثيوبيا هو نسيان الماضي وبدء مرحلة جديدة من المودة والحب والتعاون واحترام الآخرين.
ووجه رئيس الوزراء الإثيوبي حديثه للشعب المصري بأن زيارتهم لمصر خلال شهر رمضان المبارك للتأكيد على ما يكنه الإثيوبيون للمصريين من مودة ومحبة ومحو الشكوك حول إثيوبيا، مضيفا أن كل ما ترغب فيه إثيوبيا هو استخدام حصتها والتأكد من وصول حصة المصريين لبلدهم.
وأكد عدم وجود حقد أو خلاف بين مصر وإثيوبيا، مطالبا الإعلاميين بالتقريب بين الشعبين بما ينعكس من نجاح على الشعبين الشقيقين، مشددا على ضرورة عدم اللجوء إلى أسلوب زرع الفتن لأنه لن يخدم أي علاقات.
وأشار إلى أن إثيوبيا لديها 29 مليون طالب وتحتاج إلى التعاون لأن الخلافات لن تفيد ولابد أن نترابط من خلال تحقيق التنمية عبر الموارد المشتركة مثل نهر النيل ومد السكك الحديدية بين البلدين.
وكشف أبيي عن موافقة الرئيس السيسي إطلاق سراح عدد من المسجونين الإثيوبيين في مصر الذين تم ضبطهم عبر الحدود، مشيرا إلى أن المباحثات مع الرئيس كانت ودية للغاية.
وشدد رئيس الوزراء الإثيوبي في ختام كلمته على أن حكومته وشعبه ليس لديهم أي نية في إلحاق الضرر بمصر، قائلا : «بإمكاننا التعاون في كافة المجالات وليس مجال النيل فقط وعلى الشعب المصري أن يعرف أننا نكن لهم كل الاحترام.. والله والله لن نقوم بأي ضرر للمياه في مصر».
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة