صورة موضوعية
صورة موضوعية


الابنة الجاحدة.. أشعلت نار الحب فالتهمت أمها وشقيقتها

محمد فاروق- علاء عبدالعظيم

الإثنين، 11 يونيو 2018 - 09:51 م

الابنة الجاحدة، لم تتذكر يوما أنها كانت حملا داخل أحشاء أمها، وكان نموها لايزيد الأم إلا ضعفا وثقلا، ونسيت مسكنة صغرها، وضعف طفولتها، حيث اتخذت القرار، وأشعلت نار الحب المتأججة فالتهمت أمها وشقيقتها التي لا ذنب لها، وراحتا ضحية ابنة جاحدة وغير سوية.

 

ابتسم عقل الابنة يفسح للعواطف طريقا، ينهمر منه شلال يحكي حكاية من قلب الأيام حيث الحصان الأبيض. وفارس الأحلام بعد أول نظرة ولمسة يد جاءت عفوا في طرقة المنزل معه، باتت تحلم بفستان الزفاف، وهرولت مسرعة إلى الأم تروي لها تفاصيل لقاءها معه، ورغبة في موافقتها وأبيها على الزواج منه، حيث شغف قلبه بها حبا أيضا، ويرغب في زيارة العائلة ليطلب يدها ويخطبها.

 

انتابت الأم سعادة غامرة، واستقبل الأب الشاب بترحاب شديد، ووسط فرحة عارمة، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وبقلب وإحساس الأبوة والأمومة اكتشفا بأنه ليس الشخص المناسب لابنتهما، وخشيا عليها من حياة الشقاء، ولسمعته غير الطيبة، وضيق اليد أيضا.

 

حاولت الابنة إقناعهما بالعدول عن قرارهما برفضه إلا أنهما نهراها ووبخها، وطلبا منها قطع علاقته به، ولم ييأس الشاب وتقدم لهما أكثر من مرة كي يثبت حسن نيته وحبه لها إلا أنه كان يقابل بالرفض أيضا.

 

أصيبت الابنة بحالة نفسية، واعتادت الاختلاء بغرفتها، وعدم التحدث أو الاستماع لنصائح والديها، بل لبست عباءة إبليس، ولم تراودها نفسها ولو لبرهة، واتخذت القرار بالانتقام دفاعا عن حبها، وتسللت خلسة بينما تغط الأم وشقيقتها في نوم عميق، وقامت بسكب كميات كبيرة من الكيروسين، وبعينبن طافحتين شرا أشعلت النار في الغرفة، ولم يحرك لها ساكنا رغم صرخات الاستغاثة المدوية من الأم وشقيقتها حتى أصيبتا بالاختناق وسقطتا على الأرض تلتهما ألسنة النيران وصوت أجيجها وسعيرها ولقيا مصرعهما متأثرتين بجراحهما.

 

انتقض الأب من فوق مضجعه تعلو وجهه علامات الهلع والذعر، وأطلق أيضا صرخات اليأس تسبقها الدموع تلهب وجهه بعد فشل في إنقاذهما، وأصيب بالاختناق، والحروق بأماكن متفرقة من الجسد، وسقط مغشيا عليه وتم نقله إلى المستشفى وايداعه العناية المركزة نظرا لخطورة حالته.

 

وأمام المستشار محمد جمال وكيل أول نيابة عين شمس، اعترفت الابنة الجاحدة، بأنها كانت تربطها علاقة عاطفية بأحد الشباب، وفي يوم الحادث نشبت بينها وبين والدتها مشادة كلامية بسبب رفضها وأبيها الارتباط بمن أحبته، وأنه تقدم لخطبتها أكثر من مرة لكنه كان يقابل بالرفض، فسكبت الكيروسين وأشعلت النار في الغرفة انتقاما من عائلتها.

 

صرح وكيل النائب العام بدفن جثة الأم والشقيقة بعد العرض على الطب الشرعي، وسماع أقوال الأب بعدما يتماثل للشفاء، وحبس الابنة الجاحدة ٤ أيام على ذمة التحقيقات، والتي سوف يثقل الذنب كاهلها أمام الخالق، وتعيش ما بقي لها من حياة في عذاب دائم.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة