صورة موضوعية
صورة موضوعية


زكاة الفطر وقيمتها بين العلماء والعوام| ووكيل الأزهر يرد

إسراء كارم

الأربعاء، 13 يونيو 2018 - 06:14 م

حددت دار الإفتاء المصرية قيمة زكاة الفطر لهذا العام، وهي 13 جنيهًا للفرد الواحد، وهو ما اعتبره البعض قليلًا وغير معقول.

 

وبدأت العديد من المنشورات في الانتشار على صفحات التواصل الاجتماعي، والتي تشكك في هذه القيمة، كما شكك البعض الآخر في حكم إخراجها مالًا.

 

«شومان»: زكاة الفطر نقدًا أنفع للفقراء

قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، إنه بعد مرور كل هذه القرون على تشريع زكاة الفطر الثابتة بما نقله عبد الله بن عمر، قال: فرض رسول الله زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة، لا زال الخلاف والجدل يدور حول إخراجها طعامًا أو نقدًا، وحول الوقت المجزئ لإخراجها، وينشغل بأمرها من يعلم ومن لا يعلم.

 

وأضاف: «رأيت بعضهم نشر على بعض صفحات التواصل، تحذيرًا، يحذر الناس ويطلب منهم تحذير معارفهم من إخراج القيمة التي حددتها دار الإفتاء، فهو لا يرى جواز إخراجها نقدًا، بل يشترط إخراجها طعامًا، كما ورد في نص الحديث، فإن لم يكن لديه الواجب من الطعام، دفع المال لمن يشتري الطعام ويقوم بتوزيعه»، موضحًا عبر حسابه بموقع «فيسبوك»، أن هذا النوع من اللغط الذي ينشغل به الناس، لا يحتمله الوقت، ولا يعود بثواب على فاعله، ولا بنفع على الناس، فالخلاف حول إخراجها من الطعام أو قيمته النقدية، قديم معروف عن طلاب العلم، فضلاً عن دار الإفتاء، وهي جهة مختصة مع الأزهر، وما تصدره حجة بالنسبة لسائر المواطنين.

 

وتابع: «ولا داعي للخوض في الرد على هؤلاء ومناقشتهم وبيان عدم وجود ما يمنع من إخراج القيمة النقدية، ولا داعي أيضًا لطرح المزيد من الأسئلة الكاشفة لشطط من يشترطون إخراجها طعامًا من المعاصرين، وإن كان ورد عن السابقين، فمثلاً ماذا يصنع فقير يسكن في بئر سلم عمارة أو أعلى سطحها في منطقة راقية بصاع أو أكثر من القمح، حيث لا طحن ولا خبز، بينما لا يجد هو وأولاده ما يستر أجسادهم يوم العيد؟».

 

واستطرد: «أولى بهؤلاء ترك الأمر لأهل الاختصاص الذين لم يمنعوا أحدًا من إخراجها طعامًا، لكنهم وسَّعوا ويسَّروا لمن سهل عليه إخراجها نقدًا، لاسيما أنه منقول عن المذهب الحنفي، أقدم المذاهب السنية».

 

واختتم وكيل الأزهر، منشوره مدونًا: «يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا وهو أولى وأنفع للفقراء وأيسر على المُزَكِّين، ويجوز الاقتصار على القيمة التي حددتها دار الإفتاء 13 جنيهًا، ومن زاد زاده الله فضلاً وأجرًا، ومن أراد إخراجها طعامًا فهو جائز بلا خلاف، وليترك الناس هذا الجدل، ولينشغلوا بالعبادة والدعاء وترقب ليلة القدر».

 

سلفي: الصواب أن تخرج من الحبوب

من جانبه، علق الداعية السلفي سامح عبد الحميد، قائلاً: «هذا الرأي ضعيف، والصواب أن تُخرج من الحبوب»، مضيفًا: «زكاة الفطر هي صاع من غالب قوت أهل البلد مثل الأرز وغيره، وحدد النبي صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر أنها صاع من طعام فيما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير»، وقال أبو سعيد الخدرى: «كنا نخرجها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعًا من طعام».

 

واختتم تصريحاته، التي نشرها عبر صفحته بموقع «فيسبوك»، قائلاً: «لهذا فالقول الراجح من أقوال أهل العلم أن زكاة الفطر لا تُجزئ من المال، لأن النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم موجود، فلا قول لأحد بعده، ولا استحسان للعقول، ومذهب مالك والشافعي وأحمد أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر قيمة، وقد أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بعدم جواز زكاة الفطر نقدًا».

 

الإفتاء: يجوز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن قيمة زكاة الفطر لهذا العام تقدر بـ13 جنيهًا كحدٍّ أدنى عن كل فرد، موضحة أنها اختارت الأخذ برأي الإمام أبي حنيفة، في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم.

 

وأضافت الإفتاء، عبر موقع «فيسبوك»، أن قيمة زكاة الفطر تعادل كيلو جرامين ونصف الكيلو جرام من الحبوب عن كل فرد، وفقًا لأقل أنواع الحبوب سعرًا، وهو القمح.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة