السبت، 16 يونيو 2018 - 02:41 ص

رأى مراقبون ومفكرون سياسيون أن وجود نواب لوزراء الحكومة الجديدة سيؤدي إلى فوائد كبيرة تصب في صالح الجهاز الإداري للدولة عبر الاستفادة من خلق جيل جديد من الشباب قادر على تحمل المسئولية في المستقبل كاملة وتقلد المناصب القيادية في الدولة، وذلك استنادا إلى الإستراتيجية التي اتبعها الرئيس عبد الفتاح السيسي في إشراك الشباب وتأهيلهم وتدريبهم لتحمل مسئولية قيادة الدولة في المستقبل.
وأكد الدكتور جمال سلامة عميد كلية العلوم السياسية بجامعة قناة السويس أن تكوين الحكومة الجديدة في تشكيلها يجعلها حكومة تكنوقراط متخصصة، موضحا أن كل وزير تقلد منصبا في مجاله فيما عدا الوزارات السيادية كالدفاع والداخلية والخارجية والعدل اللذين هم في الأساس متخصصين في مجالهم، لافتا إلى أن هذا يعطي للحكومة فرصة أن تكون حكومة كفاءات.
وأشار سلامة إلى أن وجود نائب لكل وزير أمر جيد ويمكن له أن يساعد في  عمل الوزارات المصرية شريطة إلا يكون هذا النائب مساعدا للوزير لاسيما وأن هناك الكثير من مساعدين للوزراء في الوزارات المختلفة، لافتا إلى أن تحديد تخصصات هؤلاء النواب هو من سيعظم من فوائد وجود هؤلاء النواب، موضحا أن أي وزير في الحكومة لديه رؤية سياسية يريد تطبيقها وذلك عبر الاستعانة بفنيين يعاونوه في الوزارة، ولذا وجب تجديد الاختصاص لهؤلاء النواب حتى لا يتم خلط عملهم بعمل هؤلاء الفنيين وكذلك وكلاء الوزارة.
ورأى اللواء محسن النعماني وزير التنمية المحلية الأسبق، أن عجلة البناء التي بدأها الرئيس السيسي تحتاج إلى إيجاد أجيال ممن لديهم الخبرة لتتقلد السلطة وتكون قادرة على القيادة، لافتا إلى أن الملاحظ في الفترة الماضية هو الاهتمام بالشباب من حيث تأهيلهم وتدريبهم لاسيما وتقلدهم مناصب كمساعدين في الوزارات ليأتي الدور عليهم أيضا في تقلد مناصب الوزراء ونواب مجلس الشعب ولتأهيل كوادر قادرة على المشاركة وتحمل المسئولية حاليا وفي المستقبل بإشراكها في المسئولية.
وأضاف وزير التنمية المحلية الأسبق أن هناك وكلاء للوزارات ولديهم مهام معتمدة واختصاصات ثابتة وليس فيها تداخل مع عمل نواب الوزراء وإنما يوجد تناسق وإشراف وتيسيرا لعملهم في الوزارة وفق كل اختصاصاتهم.
وأكد جمال أسعد الفكر والمحلل السياسي، أن وجود نواب للوزراء في الحكومة الجديدة معظمهم من الشباب يهدف إلى وضع بذور قيادات وأجيال من الشباب تهيأ وتعد لتأخذ المواقع السياسية والتنفيذية في المستقبل وهو ما يعني أخذ الشباب وضعه في الدولة لاسيما وأن الدولة تمثل في تعدادها أكثر من 60% من الشباب ليكون لديهم خبرة أكثر من خلال هذه الخطوة وهو ما يعطي لنا حصيلة و أرضية من شباب مؤهل لمواقع سياسية وتنفيذية، موضحا أن هناك فرق بين وكيل الوزارة والنائب يتمثل في أن الوكيل في وجوده يخضع للجانب التقليدي البيروقراطي أي أنه موظف وصل في السلم الوظيفي إلى وكيل وزارة في حين أن الوزير والنائب فمواقعهم هي سياسية وليست تنفيذية في المقام الأول لاسيما و أن الوزير يخضع للرؤية السياسية لخطة مجلس الوزراء التي تنفذ على أرض الواقع بيان رئيس الجمهورية الذي تقدم به أمام البرلمان من خلال المسئولية التضامنية للوزارة كاملة.
وأشار أسعد إلى أن نواب الوزراء مركز سياسي لمساعدة الوزير لتنفيذ الرؤية السياسية على مستوى وكلاء الوزارات بمعنى أن النواب هم الذين سيكونون همزة الوصل بين الوزير كرؤية سياسية وبين وكلاء الوزارات كعمل تنفيذي على أرض الواقع.
ونوه أسعد إلى أن وجود نائب يعني أن الوزير موجود وليس بالضرورة أن يكون تمهيدا لتغيير الوزراء الذين إن أخفقوا في مهمتهم في الوزارة و إنما هو في الأساس للمستقبل في عمل كوادر ذوي خبرة لتقلد الحقائب الوزارية.