دراما 2018
دراما 2018


النهايات الحزينة تسيطر على دراما 2018

منال بركات

الإثنين، 18 يونيو 2018 - 01:55 م

 

كل عام درامي ونحن بخير، هكذا أسدل الستار على الموسم الرمضاني لعام 2018، ونحن غير متأثرين أو منفعلين بهذا الكم الهائل من المسلسلات التي حاصرت أوقتنا إلا فيما ندر.

 

وهذا الموسم الدرامي يختلف عن غيره من حيث الكم لأن عدد الأعمال لهذا العام أقل من الأعوام السابقة حيث لم تتجاوز إحدى وثلاثين مسلسلا، ومن حيث الشكل أيضا بعدما صارت معظم الدراما سطحية بلا عمق وأبطالها شخصيات كارتونية هشة بلا جذور أو عمق درامي،  وهو ما يدفعنا للقول رحم الله الأستاذ  أسامة أنور عكاشة، الذي كانت الأسرة المصرية والعربية تلتف بأثرها لتستمتع إلى ملحمته الدرامية عاما بعد عام. 

 

ونتساءل لماذا يختلف «عكاشة» عن غيره في الدراما، والإجابة بسيطة وسهلة جدا لمن يبحث عنها، فالأستاذ كان حاصلا علي ليسانس الآداب من قسم الدراسات النفسية والاجتماعية،  أي أن دراسته تعتمد علي العمق والغوص في بواطن النفس البشرية فضلا عن الظواهر الاجتماعية، وليس هذا فحسب بل عمل بعد تخرجه أخصائيًا اجتماعيًا في مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم كأخصائي اجتماعي في رعاية الشباب بجامعة الأزهر، قبل أن يقدم استقالته ليتفرغ للكتابة والتأليف.

 

 وهو ما يفسر لماذا كان يعمد في أعماله إلى تحليل ودراسة النفسية البشرية التي تمثل أصعب مخلوقات الله على الأرض، وتحير أمهر الأطباء النفسيين، فتأتي شخوصه كلها متوازنة مع أعماله ولا تضاهي كتاباته أعمال آخري.     

 


وسجلت دراما 2018 مجتمعات غير مجتمعنا المصري، ويمكن القول أنها مجتمعات مخيلة من جيل من الكتاب في حاجة إلى مزيد من الوقت قبل أن يمدونا بسيناريوهات كاملة، وقد يكون عامل الوقت هنا مؤثر على تلك الأعمال التي شاهدنها خلال رمضان، ولكن في النهاية ليست مسئولية المشاهد إنما من قام بالإنتاج ليلحق بماراثون رمضان.

 

وأكبر دليل على هذا الأعمال التي قدمت أهل الجنوب من الصعيد، فهي بعيدة كل البعد عن الصعيد وناسه كما جاء في مسلسلي «طايع» و«نسر الصعيد» وما تحمله من أخطاء بعادات وتقاليد أهل الجنوب.

 

أو شخصيات كارتونية هشة كما جاءت في مسلسل «رحيم» الرجل الأسطورة التى يدخل كل المعارك دون أن يخدش أو يمس بسوء، وكل الأحداث مرهونة بأحداث ثورة يناير وكل الأخطاء معلقة على الحقب الزمنية الماضية في استسهال شديد في الكتابة يصيب الشكل الدرامي.

 

والطريف والعجيب أن أبطال دراما رمضان جميعهم خسروا عدى الزعيم عادل إمام، الذي مازال يقدم الصورة الوردية لجميع الأحداث والنهايات السعيدة، ففي مسلسل بالحجم العائلي، مات الدبلوماسي السعيد «نادر»، وفي مسلسل «رحيم» قتل رحيم في النهاية.

 

 وفي مسلسل «طايع» بعد قتل معظم المحيطين بطايع يدخل هو نفسه السجن وتنتهي أحداث المسلسل بمسجون في يده آله حادة لقتل طايع.

 

 وفي مسلسل «اختفاء» تموت بسيمة و"سليمان عبد الدايم، وهكذا النهايات الحزينة تسيطر على دراما 2018 وكل عام وأنتم بخير.  
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة