المرأة الإيرانية
المرأة الإيرانية


صور|المرأة الإيرانية بمدرجات كأس العالم..«الفضيلة ليست بالإجبار»

ناريمان فوزي

الخميس، 28 يونيو 2018 - 02:47 ص

ظهرت في مدرجات كأس العالم، ارتدت الملابس القصيرة والمكشوفة أسوة بالأوروبيات، تخلت عن عباءتها السوداء و«نصف حجابها» المعتاد لتؤكد للعالم أجمع أن الفضيلة ليست بالإجبار وليست حكرا على مكان دون الأخر..إنها المرأة الإيرانية التي شاهدناها جميعا في مظهر غير مألوف عبر الشاشات.

منذ بدايات سبعينيات القرن المنصرم، أسقط نظام الشاه بإيران واندلعت نيران ما عرف بالثورة الإسلامية لتتغير الخريطة السياسية والاجتماعية بصورة كبيرة وتتحول إيران من بلد منفتح لدولة «المرشد الأعلى» تحلل وتحرم ما يراه وما يأمر به.
 

 

 واستيقظت النسوة الإيرانيات على العديد من الممنوعات وقائمة بما يجب عليهن فعله وإلا تعرضن للسجن والغرامة، أُعلن عن قانون الحجاب الإجباري، والعمل به في نظام الجمهورية الإسلامية، قبل يوم واحد من يوم المرأة الإيرانية في الثامن من مارس 1979 والمصادف ليوم المرأة العالمي أيضًا.

خلال خطاب آية الله الخميني، في إحدى المدارس، أعلن عن استيائه من وجود نساء غير ملتزمات بالحجاب الديني في الوزارات ومؤسسات الدولة الإسلامية، وطلب بضرورة التزامهن به.  

ولكن عقب انتشار هذا الخطاب الناري، تحولت تظاهرات النساء، في يوم المرأة، إلى أكبر تظاهرات مناهضة للحجاب الإجباري، فتجمع نحو 15 ألف امرأة في جامعة طهران، بمشاركة العديد من الرجال، وتوجهوا جميعا باتجاه مكتب رئيس الوزراء ليعلنوا غضبهم لهذا القرار.
 

 في عام 1984 وبعد سنوات من الشد والجذب، أعلنت إيران إقرار المادة 102 من قانون العقوبات الإسلامي، وأصدرت السلطات الأوامر للتصدي والتعامل الحازم مع كل من لا يلتزم بهذا القانون، وتم تشكيل لجان من النساء والرجال، أوكلت إليهم هذه المهمة تحت مسمى «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتصدي لغير الملتزمات بالحجاب الإسلامي».

 وعلى الرغم من تغير الأوضاع تدريجيا في التسعينيات حيث اتخذت بعض الفتيات من ابنة الرئيس هاشمي رافسنجاني آنذاك قدوة لهن بعد ظهورها مرتدية البنطال والأحذية الملونة إلا أن الأوضاع بقيت على حالها وصار لباس المرأة ومراعاة الأخلاق والانضباط وتنفيذ المعايير الشرعية في التعاملات الشغل الشاغل للمجتمع الإيراني، بل صار مادة انتخابية يتناولها السياسيون سواء كانوا رؤساء أو مسؤولين تسن لها القوانين وتتغير على أساسها المعايير على مدار السنين.

وأمام التطور التكنولوجي وانفتاح المرأة الإيرانية على العالم الخارجي، تبدد المخاوف شيئا فشيء فصار الاختلاط عاديا، وباتت دعوات التمرد على الحجاب الإجباري تتداول علانية حتى قامت إحداهن في أوائل 2017 بالوقوف على شيء مرتفع بإحدى الشوارع خالعة حجابها وواضعة إياه فوق عصا خشبية، وبالرغم من اعتقال الفتاة إلا أن دعوات التمرد استمرت لأيام عديدة داخل إيران وخارجها.

واستكمالا للتغييرات التي تعيشها المرأة الإيرانية، فقد سمحت السلطات للنساء والعائلات بالدخول إلى ملاعب الكرة لمشاهدة مباريات المنتخب خلال منافسات كأس العالم، وذلك للمرة الأولى منذ 37 عاما من المنع، لا لأي شيء سوى لأسباب تتعلق بالحرمانية.

  رصدت عدسات الوكالات العالمية صورا لفتيات إيرانيات ذهبت لمؤازرة منتخب بلادهن بروسيا وقد نزعن الحجاب وظهرن بشعرهن مرتديات الملابس القصيرة بوجوه مرسوم عليها العلم الإيراني جنبا إلى جنب مع الرجال في مشهد كان غير مألوفا خاصة وأنهن يحملن بطاقات تظهر هويتهن بالحجاب الإسلامي، وكأنهن يردن إيصال رسالة أن الفضيلة ليست بالملبس ولا يعد فرضها واجبا في بلد اشتهر بعمليات تجميل الأنف والاهتمام بالمظهر، وازدادت فيه معدلات ممارسة البغاء عن السابق بنسب كبيرة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة