المبتهل طارق عبد الرحمن
المبتهل طارق عبد الرحمن


القصة الكاملة| مبتهل «الخمورجية والحشاشين» بين تحقيقات الأوقاف ومنع ماسبيرو

إسراء كارم

الخميس، 28 يونيو 2018 - 04:35 م

تعد الابتهالات والتواشيح الدينية من الفنون المصرية التي عرفها المصريون منذ وقت طويل، وارتبطت بعض الأسماء بها من بينها الشيخ سيد النقشبندي، و طه الفشني، ونصر الدين طوبار، وتكون في حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، تسمو معها النفس وتزيد معها الروحانيات.


ومع الوقت، حاولت مواهب جديدة أن تثبت نفسها إما عن طريق التقليد أو بخلق أسلوب مختلف، ولكن استغل البعض موهبته بشكل فيه تجاوز واختيار كلمات غير لائقة مع جمهور بعضه قد لا يستوعب المعنى.


«فينا خمورجية وفينا حشاشين»:


وربما المبتهل طارق عبد الرحمن، صاحب الصوت المميز، حاول أن لنفسه جمهورًا كمن سبقوه، فقدم سابقًا ابتهال في اللاعب «محمد صلاح» معتبرًا ذلك واجب وطني، ثم الابتهال المثير للجدل داخل أحد المساجد بالشرقية ليخلق روحًا من الفكاهة، إلا أن الأمر تجاوز الفكاهة ليصل إلى انتهاك حرمة المسجد حسب وصف متداولي الفيديو عبر صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة.


وانتشر الفيديو خلال ساعات قليلة، والذي قال فيه المبتهل: «احنا ولاد المدد.. واحنا العاشقين في الزين.. فينا خمورجية وفينا حشاشين»، مع مطالبات لوزارة الأوقاف بالتدخل الفوري ومنع المبتهل وغيره من المتجاوزين من الظهور والتعامل مع الجمهور باعتبار ذلك مسيئًا للإسلام.


أزهري: «المساجد خط أحمر»


وأدان الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية ووكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، ما ظهر من المبتهل في الفيديو، قائلا: «محاريب المساجد خط أحمر».


وأوضح خلال تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنه تم التأكيد مرارًا وتكرارًا على ضرورة فصل الخطاب السياسي عن الدعوي وعدم اقتحام المساجد في الخطاب السياسي الحزبي. 
وأكد أنه لا يجوز استخدام محاريب المساجد في تقديم خطاب متصوف مشتت للأذهان مبلبل للأفكار به مصطلحات خاصة جدًا مقصورة على أهلها، وتحتاج إلى شروح وتفاصيل وتأويلات لتصل إلى الناس.  


وأضاف خلال تصريحه: « لا يليق أن يقال في محراب أي مسجد احنا أهل المدد فينا الخمورجية والنصابين والشوارعية»، معترضًا على محاولة «المستشيخ» تبرئة نفسه بعد ما وجه له من اعتراضات ليقول «أنا قصدي خمر الجنة»، واصفًا ذلك بالتلاعب بالمصطلحات ودين الله عز وجل. 


وشدد الدكتور محمود الصاوي، على أن التصرفات «الرعناء» لا تحسب على التصوف، مناشدًا ساداته وعلمائه أن ينقوا ساحته من هذا الخطاب «الهزلي»، الذي يلبس على الناس».
وأنهى تصريحه، قائلا: « ابعدوا محاريب المساجد عن شطحات المبتهلين، ورغم تقديري الكامل والمستمر لدور الابتهال والإنشاد الديني في خدمة الثقافة الإسلامية ونشر القيم الفاضلة والأصيلة في مجتمعنا المصري الحبيب، إلا أنني أؤكد علي ضرورة احترام قدسية المساجد».


«تحرك سريع من الأوقاف»:


واستجابت وزارة الأوقاف، لمطالبات رواد مواقع التواصل الاجتماعي محققة في الفيديو لمعرفة مكان التقاطه والمبتهل، ليظهر أنه في إحدى مساجد الشرقية وللمنشد طارق عبد الرحمن، معلنة تحويله للتحقيق.


وخاطبت الهيئة الوطنية للإعلام، للنظر في وقفه أو شطبه، أو اتخاذ ما تراه مناسبًا بشأنه، كونه مبتهلا إذاعيًّا، وذلك بعدما صدر منه من عبارات لا تتناسب مع هيبة وقدسية وجلال المسجد، ولا حتى مع الذوق العام.

 

 «موقف الوطنية للإعلام»:


من جانبها، قررت الهيئة الوطنية للإعلام منع المبتهل من دخول مبنى ماسبيرو أو الظهور في الفضائيات ووقف ترخيص عمله كمبتهل معتمد ووقف الاعتماد، كما سيتم منع بث تسجيلاته بالإذاعة والتليفزيون لإخلاله بمبادئ الاعتماد والبث الديني.

«هكذا حاول المبتهل تبرئة نفسه»


وحاول المبتهل طارق عبد الرحمن، الخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه، من خلال تعليقات له في بعض المداخلات الهاتفية مع بعض البرامج الشهيرة ليؤكد أنه لم يقصد المعنى الذي فهمه الجمهور.
أكد المبتهل في البداية أن الفيديو مقتطع وليس كاملا، وأن المنتقدين أساءوا فهم الشعر، وأن الاستعارات والخيال الوارد فيما ألقاه جاء في إطار مداعبة المستمعين فقط، لافتًا إلى أن الخمر المقصود هو خمر الجنة وليست الخمور التي تباع في المحلات.


ونشر المبتهل الفيديو الكامل عبر حسابه على موقع «فيسبوك» مع التعليق عليه بأنه دليل البراءة، حيث يعلن في بدايته أن ما سيقدمه لن يفهمه سوى «الدراويش»، متمسكًا في هذه القشة كي تنقذه من الغرق.


 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة