مشروعات «الاستزراع السمكي».. مهمة قومية لتحقيق الأمن الغذائي للمصريين
مشروعات «الاستزراع السمكي».. مهمة قومية لتحقيق الأمن الغذائي للمصريين


صور| مشروعات «الاستزراع السمكي».. مهمة قومية لتحقيق الأمن الغذائي للمصريين

أسامة حمدي

الخميس، 28 يونيو 2018 - 05:05 م

«بركة غليون» تنتج 120 ألف طن سنوياً.. وتُزيد نصيب الفرد من 12 إلى 20 كيلوجرام

«الاستزراع السمكي بالقناة» يوفر 10 آلاف فرصة عمل.. وتنفيذ 85% من المرحلة الثالثة

«سد الفجوة الغذائية والتصدير للخارج وتوفير فرص العمل وخلق مجتمعات عمرانية».. أبرز الأهداف

 

شرعت الدولة في الفترة الرئاسية الأولي للرئيس عبد الفتاح السيسي، وبعد ثورة 30 يونيو، في التوسع بمشروعات الاستزراع السمكي، ولعل أبرز تلك المشروعات القومية التي تُولى لها الدولة اهتماما بالغا هما مشروعا «بركة غليون» بمحافظة كفر الشيخ، والمشروع القومي للاستزراع السمكي بمنطقة قناة السويس، وتستعرض «بوابة أخبار اليوم» أهم المعلومات حول تلك المشروعات وما تم إنجازه بها..

 

 

 

الاستزراع السمكي بمنطقة القناة

 

وبدأت المشروع هيئة قناة السويس، في نفس الوقت مع مشروع قناة السويس الجديدة، وافتتح المرحلة الأولى منه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بطاقة 1034 حوضًا كخطوة استرشادية نحو استكمال المشروع الكبير بطاقة 4440 حوضًا، على أن يتم الانتهاء من المرحلة النهائية خلال الفترة من منتصف 2018 إلى نهاية العام نفسه.

 

ويشمل المشروع أنواعًا متعددة من الأسماك المختلفة، كما يهدف للمساهمة في تحقيق الأهداف العامة للدولة لسد الفجوة الغذائية، وتنمية منطقة قناة السويس وسيناء، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة.


ونجح المشروع حتى الآن في توفير 3 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، في حين تشير دراسات الجدوى إلى وصول عدد الفرص التي يخلقها المشروع بعد اكتمال تنفيذه، إلى 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في كل المهن والتخصصات، كما يعمل المشروع على تقليل الاستيراد من الأسماك، وتصدير فائض الإنتاج عن استهلاك السوق المحلية إلى الأسواق العالمية بما يوفر العملة الصعبة ويدعم الاقتصاد المصري.

 

ويتكون المشروع من ثلاث مراحل رئيسية، بإجمالي أحواض 4440 حوض سمك، موزعة على 5 أحواض ترسيب رئيسية، تضم أسماكًا بحرية عالية الجودة، منها: «دنيس ولوت وثعبان البحر وسهليه وقاروص وأسماك العائلة البورية والبلطي«.

 

وفيما يخص المرحلة الثانية انتهت هيئة قناة السويس، ممثلة في شركة قناة السويس للاستزراع السمكي، من حفر جميع الأحواض بهذه المرحلة، وتم حفر ترعتين رئيسيتين بإجمالي 16 كيلومترًا، ومصرفين رئيسيين بإجمالي 12 كيلومترًا، و75 مصرفًا وترعة فرعية بإجمالي 50 كيلومترًا.


كما تم إنشاء محطة رفع رئيسية لري أحواض العائلة البورية بطاقة 12 مترًا مكعبًا/ ثانية بالحوض رقم 23، و15 محطة رفع مياه بطاقة 3.5 أمتار مكعب/ ثانية لكل منها بالحوض رقم 21.


وتم توفير زريعة المرحلة الثانية بالكامل لكل من أسماك (دنيس- لوت- قاروص- جمبري- ثعبان البحر- العائلة البورية)، في حضانات داخل المشروع ومفرخ محلي، وتم التعاقد مع إحدى الشركات العالمية لإنشاء مصنع الأعلاف بالمنطقة الصناعية بالقنطرة شرق بطاقة إنتاجية 150 ألف طن سنويًّا مقسمة على 3 خطوط، والانتهاء من الدراسات الخاصة بالمفرخ والحضان بطاقة إنتاجية 160 مليون إصبعية أسماك بحرية، وكذلك 500 مليون يرقة جمبري سنويًّا.

 

وأحرزت شركة قناة السويس للاستزراع السمكي تقدمًا ملحوظًا فاق البرامج الزمنية الموضوعة في دراسات الجدوى، حيث بدأت بالفعل تنفيذ المرحلة الثالثة من المشروع، وتم حفر 55 مصرفًا وترعة فرعية بنسبة 85% من إجمالي المرحلة، وتمت مراعاة منع دخول النباتات والأعشاب إلى داخل الأحواض، عن طریق وضع حواجز شبكية عند منبع قنوات الري والصرف.


ومن المخطط أن يحتوي المشروع على وحدة بيطرية تشمل معامل وتحاليل وأبحاث لضمان سلامة المياه والغذاء، وصحة الأسماك وخلوّها من الأمراض، ومعمل فحص وتحالیل بیطریة على أعلى مستوى، على أن يتم تجهيزه للحصول على شهادة الأيزو؛ لفحص عينات الري والصرف ومطابقتها بالمعاییر المسموح بها، وكذلك فحص عينات الأسماك؛ للتأكد من سلامتها من الأمراض.

 

كما يضم المشروع مركزًا لتدريب العاملين بمشروع الاستزراع يعمل على توفير كوادر بشرية قادرة على التعامل الفائق مع المزارع السمكية البحرية، وهو ما يضمن في النهاية أقصى جودة وإنتاجية للأسماك المستزرعة.

 

ويضم المشروع مخازن تنقسم إلى رئيسية وفرعية للأعلاف والمُعدات والمهمات وقطع الغيار، على أن يتم تنفيذ جميع المباني باستخدام تكنولوجيا عالية للتأمين ووحدة إطفاء تعمل ذاتيًّا حالة حدوث حريق، طبقًا للكود المصري.

 

وتم الأخذ في الاعتبار عند إعداد الدراسات الخاصة بالمشروع أن يتوافق بصورة كاملة مع المعايير والاشتراطات البيئية؛ بهدف صيانة وحماية حقوق الجيل الحاضر في الحصول على احتياجاتهم دون المساس بحق الأجيال المقبلة، وهو ما يطبق مبدأ التنمية المستدامة.

 

وقد تعاونت هيئة قناة السويس مع جامعة السويس «معهد الاستزراع السمكي» في إجراء هذه الدراسة لمشروع الاستزراع السمكي، حيث حرصت الهيئة على التفكير في العناصر البيئية بصورة متوازية مع الجهود المبذولة في التنمية؛ حتى تتم وقاية هذه العناصر من المخاطر المحدقة بها وتوفير تقييم الأثر البيئي من خلال البيانات والمعلومات عن البيئة المستهدفة للمشروع.

 

 

«بركة غليون» بكفر الشيخ

 

وافتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 18 نوفمبر 2017، ويُعدّ أكبر مشروع للاستزراع السمكي بالشرق الأوسط، وهو أحد المشروعات التي تشرف عليها القوات المسلّحة، ويُقام المشروع على مساحة أربعة آلاف فدان بمحافظة كفر الشيخ.

 

وتُنتج بركة غليون ثلث إنتاج محافظة كفر الشيخ من الاستزراع السمكي، التي تُنتج ثلث إنتاج مصر السمكي.

 

ومن المقرر أن يساهم المشروع في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك، إذ ينتج الاستزراع السمكي 75% من الإنتاج العام للسمك بمصر، في حين أن الصيد الحرّ على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع من المصايد الطبيعية على البحرين الأحمر والمتوسط، وبعض البحيرات، يُنتج 25% فقط.

 

 

 

ويزيد الاستزراع السمكي ببركة غليون حصة مصر من إنتاجية السمك، وسيجعلها من أوائل الدول المصدّرة، ومن المتوقع أن يُنتج المشروع 120 ألف طن سنوياً من السمك، وسيزيد نصيب الفرد من السمك من 12 كيلوجراماً بالعام إلى 20 كيلوجراماً.

 

ومن المقرر أن يتم إنشاء مدينة سمكية بجوار مشروع البركة، وإنشاء مصانع للمعدات التي تُستخدم في الصيد، وإنشاء كلية للثروة السمكية، وورش إنتاج وإصلاح مراكب الصيد بالمنطقة.

 

ويعتبر أحد المشروعات القومية التي تتم بخبرة صينية وأموال مصرية خالصة بمشاركة القوات المسلحة ومؤسسات الدولة المختلفة بمشاركة 28 شركة مصرية، وبعمالة بأكثر 5 آلاف مهندسين وفنيين وعمال.

 

 

كما يهدف المشروع إلى استغلال منطقة «غليون» التي تعد منطقة حدودية وتم إحياؤها من العدم، حيث إنها كانت منطقة لانطلاق الراغبين من الشباب في الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط إلى الدول الأوروبية، ليتم استغلالها وجعلها مكانا للتنمية وبالفعل تم تجهيزها لتكون نقطة الانطلاق للتنمية بمنطقة شمال غرب الدلتا، حيث تم تمهيد طريق خاص بالمشروع بطول 18 كم كل اتجاه به 3 حارات، بالإضافة إلى 45 كم أخرى متمثلة في الطرق الداخلية بداخل المشروع الإستراتيجي ومحطة كهربائية بطاقة 35 كيلو وات / ساعة.

 

وتتمثل منتجات المشروع في دعم الاقتصاد القومي من السمك والجمبري وإنشاء معمل التفريغ لإنتاج الذريعة السمكية، وكذلك إنتاج مصنع لتجميد وتغليف الأسماك والجمبري للإنتاج المحلى والباقى للتصدير، مع وضع قاعدة بيانات صناعية للاستفادة منها مستقبلا في مشروعات مماثلة وأيضا إنشاء قاعدة بيانات للأساليب التي تعمل على زيادة إنتاج الذريعة من الأسماك والجمبرى، وإنشاء معامل مجهزة على أحدث الأساليب العملية للكشف المبكر عن الأمراض ومكافحة الفيروسات إن وجدت والعمل على علاجها، بالإضافة إلى إنشاء مراكز لتدريب الشباب ومراكز بحثية وبنية تحتية للاستفادة المستقبلية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة