الجمعة، 29 يونيو 2018 - 01:49 م

قرر حسين حسن محمد، أن يترك ابنتيه لإحدى جاراته، بعد وفاة والدتهما، للعناية بهما خلال سفره وترحاله المستمر بحثًا عن الرزق، مع إيداع مبلغ من المال للإنفاق عليهما.

كانت هدى ابنته الصغرى، مليئة بالفرح، تنتظر أيامًا سعيدة بجوار والدتها التي أصابها المرض حتى فاضت روح والدتها إلى بارئها، وما إن شيعوا الجنازة حتى أظهرت الدنيا لها وجهها القبيح، وبدخولها منزل الجيران بدأت صاحبة هذا المنزل البغيض وتدعى «ملكة حسن محمد يوسف» بإجبار هذه الفتاة البريئة بالضرب والتعذيب والتهديد للقيام بالأشغال الشاقة المنزلية، ومعاملتها كعبدة لا حول ولا قوة لها، وبعد الانتهاء من تلك الأشغال عليها أن تتسول في الشوارع.

ولم تتوقف معاناة «هدى» عند هذا الحد، بل أكمل عليها «جمال أحمد علي، 19 عامًا» ابن «ملكة» ويعمل بائع خبز في إمبابة، وشقيقه «بلال»، بمواقعتها غصبًا بمساعدة صديقهما «عاطف حنفي محمد حسن» صاحب مقهى، وسط دموع شقيقتها «16 عامًا» التي لا تملك لها نفعًا ولا ضرًا لتغيير واقعها التعس، ولكن الطفلة كانت أشجع من شقيقتها، فقررت أن تنجو بنفسها ومالها المسلوب غصبًا عنها، وهمّت بالفرار من مسكن الوحوش، شاكية رب العباد، فلاحقها الأشرار وأعادوها، كما توعدوها بالعصي الحديدية ضربًا وتهديدًا بالقتل والعذاب والحرمان من الأكل والشرب، منفذينه عليها لإجبارها للانصياع لهم، فلما زادت في رفضها زادوا في تعذيبها لمدة 10 ليال متتابعة، فأحدثوا بها الإصابات التي أودت بحياتها.

وبالقبض على المتهمين، أحالتهم النيابة العامة لمحكمة جنايات الجيزة، التي قررت وبإجماع الآراء إحالة أوراق المتهمين الأربعة لمفتي الجمهوية، لإبداء الرأي الشرعي في إعدامهم.

وحددت المحكمة جلسة 27 أغسطس المقبل للنطق بالحكم، وصدر القرار برئاسة المستشار إبراهيم عبد الخالق إبراهيم، وعضوية المستشارين أحمد عزت أبو الفضل، وطلبة فوزي شلبي الرؤساء بمحكمة استئناف القاهرة.