الإخون
الإخون


30 يونيو| مخطط واحد فى مصر وسوريا

بوابة أخبار اليوم

السبت، 30 يونيو 2018 - 12:47 ص

هل كان يخطر ببال أكثر المتشائمين أن تصل العلاقات بين مصر وسوريا لمرحلة القطيعة، وإغلاق السفارة السورية بالقاهرة، وسحب القائم بالأعمال المصري من دمشق؟!.. ذلك التصور الذي يعد دربا من الخيال نظرا لطبيعة العلاقات بين البلدين والشعبين تحول إلى واقع مؤسف في الخامس عشر من يونيو 2013 على لسان الرئيس المعزول محمد مرسى أمام حشد من أهله وعشيرته في الصالة المغطاة بإستاد القاهرة خلال فعاليات مؤتمر الأمة المصرية لنصر الثورة السورية.

وفى بداية حديثه دعي المعزول للجهاد في سوريا قائلا «لبيك يا سوريا».. وهو المعنى الذي أكد عليه وأعلنه صراحة المتحدثون خلال المؤتمر من أئمة الجماعة وأنصارها.

ولأن المخطط واحد والهدف نفسه فى مصر وسوريا، باعتلاء جماعة الإخوان سدة الحكم في البلدين، كان من الطبيعي بعد أن تمكنت الجماعة الإرهابية من اختطاف الرئاسة فى مصر أن تعمل بشتى الطرق لتنفيذ المخطط في سوريا لتمكين فرع الجماعة في سوريا والذي يرجع تاريخ تأسيسه إلى الثلاثينات من القرن الماضي من تحقيق مكاسب على الأرض وسط الصراع الدائر بين المجموعات المسلحة على الأراضى السورية..

حيث مثلت جماعة الإخوان شرارة المظاهرات التى انقلبت بعدها الأحداث فى سوريا منذ 2011، وتحولت الجماعة للقتال المسلح على الأراضي السورية لتنفيذ مخططها فتم تشكيل كتائب مسلحة تحت لواء ما عرف وقتها بالجيش الحر، وهو ما جاء على لسان ملهم الدروبى الناطق الرسمى باسم الجماعة فى سوريا وعضو المجلس الوطنى السورى والذى أكد تشكيل الإخوان لكتائب مسلحة فى الداخل السورى، وأن تلك الكتائب منتشرة فى معظم المناطق والمحافظات السورية وخاصة الملتهبة منها، مشيرا إلى أن هذه الكتائب تابعة للجيش الحر وتتعاون وتنسق معه.. كما عملت الجماعة فى سوريا على تكوين ودعم جبهة النصرة والتى تراجع دورها أمام تمدد داعش مؤخرا، بالإضافة لسيطرة الإخوان على ما يسمى بالمجلس الوطنى المعارض.

وما يؤكد أن ما قاله «المعزول» خلال المؤتمر كان بهدف دعم الجماعة فى سوريا، وأن قطع العلاقات مع دمشق كان الهدف منه الضغط لتمكين أنصار جماعته الإرهابية هناك العدد الكبير من أعضاء الجماعة بمصر الذين تم تصفيتهم خلال المعارك الدائرة على الأراضى السورية.

ولأن تنفيذ أهداف الجماعة ومخططاتها كان الهدف الأسمى لمرسى وأهله وعشيرته، ولأنهم لا يعترفون بالأوطان، كان قرار قطع العلاقات المصرية السورية التى ترجع أصولها إلى ما قبل التاريخ وتخلده جدران المعابد الفرعونية.. مرورا بإصلاحات إبراهيم باشا فى سوريا خلال حكم محمد على لمصر، والوحدة بين البلدين عام 1958، وخوض حرب أكتوبر 1973، وما أعقبها من حقب تاريخية.. فالعلاقة بين دمشق والقاهرة تؤكد أن تاريخ البلدين مشترك وإن شابه بعض الفترات من الشد والجذب لكنه لم يصل لمراحل العداء أو القطيعة بين البلدين الشقيقين.. فالدور المصرى مع سوريا كان دائما مختلفا عن دورها مع غيرها من الدول العربية.

تلك العلاقة الخاصة التى تربط بين الشقيقتين انعكس بالتبعية على الشعب المصرى والسورى.. وهى ما دفعت الإعلامى السورى الهادى البكار أن يطلق مقولته الخالد فى إذاعة دمشق «هنا القاهرة من دمشق» خلال العدوان الثلاثى على مصر عام 1956.. وهى أيضا التى شكلت وجدان المصريين عند استقبال أشقائهم السوريين الذى جاءوا إلى مصر هروبا من الصراع الدائر فى سوريا.. فهنا وعلى أرض المحروسة يعيش السوريون كمواطنين مصريين يتمتعون بحقوقهم.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة