الأحد، 01 يوليه 2018 - 03:01 م

عزبة صغيرة يقطنها المئات من المواطنين، الذين تجمعهم علاقات المودة والرحمة، فدائمًا ما نجد كل من فيها يحاول أن يسك عليه بابه، حتى لا يعرف أحد أسراره، فبداخل تلك المنازل بدأت قصة فتاة «18 عامًا» تدعى «علا. ع»، التي عرفت بنشاطها وحب أهل القرية لها، فلا يوجد أحد في القرية لا يشكر في طيبة قلبها ويمدح في أخلاقها.

كانت «علا» تملأ المنزل بالمرح والحيوية، فلم تكن ترفض لأبيها أو أمها طلبًا، حتى جاء اليوم الذي تقع فيه في عذاب الحب، مع شخص لم يعرف أن الدنيا كما تدين تدان، فبدأ يتلاعب بمشاعرها بكلامه المعسول، حتى وقعت في شباكه، فلم يرحم نار حبها ولهفتها لرؤيته، إلا أنه كان يتوعد لها، ويرسم خططه التي يتبرأ منها الشيطان، لكي يوقع بها في الخطيئة، حتى جاءت اللحظة الحاسمة، عندما استسلمت وتركت نفسها له يفعل ما يشاء، بعد أن وعدها بالزواج.

مرت الأيام عليها ثقيلة، والشهور قاسية، وهو مستمر في تجديد وعده بالزواج منها، وتسويف إصلاح فعلته، حتى بدأت تشعر بألم في البطن، فذهبت إلى الطبيب بمفردها لتكتشف أنها حامل، فضربتها المفاجأة كصاعقة، فذهبت مسرعة له تشكو ما حدث، وتطالبه بأن يتستر عليها ولا يكشف أمرها، إلا أنه كان يماطل في وعوده، ويتحجج بأنه سوف يأتي حينما يجد فرصة عمل.

حاولت أكثر من مرة أن تخفي عن أهلها آلام الحمل، حتى اشتدت عليها، فعلمت والدتها بالأمر، وسرعان ما أخبرت والدها، إلا أنها كانت في الشهر الأخير من الحمل، فحاول الأب أن يعرف منها من الفاعل لكي ينتقم منه، إلا أن محاولاته باءت بالفشل بسبب تمسكها وخوفها أن يصاب بالأذى، فسرعان ما لبس الأب عباءة الشيطان وقرر وزوجته أن يتخلصا منها ومن طفلها، لكي يمحوان العار عنهما، فتركها بعد أن وضعت الجنين الذي تركاه دون ربط حبله السري للتخلص منه، وعقب وفاته قاما بدفنه بحظيرة طيور ملحقة بالمنزل.

وفي صباح اليوم التالي، استيقظت «علا» باحثة عن طفلها، فعلمت أنه تم التخلص منه، فلم تستطع الصمت، ما دفع أهلها إلى التخلص منها أيضًا، فقاما بخنقها بإيشارب حريمي حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، بعدها تخلصا منها بإلقاء جثتها في منطقة نائية، وبالصدفة عُثر على الجثة، وبعمل التحريات تم ضبط المتهمين، اللذين اعترفا أمام قوات أمن الفيوم بارتكاب الواقعة، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 3980 إداري، وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.