الثلاثاء، 03 يوليه 2018 - 06:55 م

لم تعد المرأة السعودية مختبئة خلف قائمة طويلة من الممنوعات والمحرمات، بل صارت أكثر تفتحا تتمتع بحقوق لم تمارسها منذ سنوات طويلة.
 

ظلت المرأة السعودية حبيسة لا يجرؤ أحد على التكلم عنها أو إظهارها في صورة غير لائقة، أو الترويج لها كمطربة أو ممثلة أو عارضة أزياء، ورغم نجاحها وتألقها خارج حدود بلادها إلا أنها لم يكن لها الحق حتى في قيادة سيارتها أو الخروج بدون محرم داخل بلادها.

والآن، اختلفت كافة المقاييس، وصارت السياسات الإصلاحية هي السائدة، وبالطبع جاء تغيير وضع المرأة على رأس المتغيرات، فأصبح لها الحق في حضور المباريات، كما أصبح لها كامل الحق في إصدار رخصة قيادة وامتلاك سيارة، أما في الخارج فصار طبيعيا أن يتناول الإعلام الغربي أخبار السعوديات اللاتي حققن نجاحات على كافة الأصعدة.

«تاليدا تامر».. اسم تردد على المسامع مؤخرا، كونها أول عارضة أزياء سعودية تشق طريقها نحو العالمية، وتشارك بأسبوع الموضة في باريس، إضافة إلى تعاونها مع العديد من دور الأزياء، كجورجيو أرماني، ولار بيرلا، وغيرها.

نشأت العارضة الشابة ذات الـ18 عاما في مدينة جدة، وهي ابنة لأب سعودي وأم إيطالية، حيث جمع جمالها بين الغرب والشرق، وأصبحت من أشهر فتيات الغلاف لمجلة هاربر بازار.  

لم يكن الدخول في هذا المجال أمرًا سهلًا على الفتاة السعودية الصغيرة، فعندما بدأت في عرض الأزياء لأول مرة، لم تتخيل أبدًا أنها ستصبح أول عارضة أزياء سعودية، إلا أنها خاضت التجربة بشجاعة قائلة لنفسها «لم لا؟»، فيبدو أن الوقت قد حان لاختراق تلك المجالات التي ظلت لسنوات ممنوعة.

لم يكن مجال عروض الأزياء غريبا على تاليدا، فقد ورثت المجال من والدتها الإيطالية «كريستينا» والتي كانت تعمل عارضة لعلامات تجارية كبيرة مثل جورجيو أرماني، وجيانفرانكو فيري، ولا بيرلا، كما أن والدها السعودي أيمن تامر، هو رئيس مجموعة شركات تامر المختصة بمنتجات الصحة والمستحضرات التجميلية.

تفتخر تاليدا بأصلها العربي كثيرا، وهي تسعى دوما لمزج التراث العربي بالموضة الإيطالية، دون إنكار لأي منهما، مما ينتج تناغمًا أكثر تسامحًا وتعددية، على حد قولها.