دونالد ترامب وكيم جونج أون
دونالد ترامب وكيم جونج أون


تقرير| من جنّب أمريكا الحرب مع كوريا الشمالية؟

أحمد نزيه

الثلاثاء، 03 يوليه 2018 - 07:56 م

"لولاي لكنا الآن في حرب مع كوريا الشمالية!" هكذا قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء 3 يوليو، مرجعًا الفضل لنفسه في تجنيب الولايات المتحدة الدخول في صراعٍ عسكريٍ مباشرٍ يفضي إلى الحرب مع كوريا الشمالية، في تغريدةٍ له عبر "تويتر".

ترامب بذر بذور وأد الصراع بين واشنطن وبيونج يانج في الثاني عشر من يونيو الماضي، خلال القمة التي جمعته مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في سنغافورة، كان هدفها نزع السلاح النووي ، ولكن هل يرجع الفضل الحقيقي لترامب في إنهاء الصراع مع كوريا الشمالية، وإن كانت الصراع بالأساس لم ينتهِ بعد؟

نعود بالوراء قليلًا، ونسترجع الخلافات التي جمعت ترامب بوزير خارجيته السابق ريكس تيلرسون، والذي أقاله ترامب في شهر مارس الماضي  ، معزيًا سبب الإقالة إلى وجود خلافات بينه وبين تيلرسون بشأن التعامل مع أزمة كوريا الشمالية، كأحد أسباب رحيل تيلرسون عن منصبه.

تيلرسون كان يسلك الطرق الدبلوماسية كطرف أملٍ أخيرٍ ينقذ البلاد من الانزلاق في حربٍ نوويةٍ مع كوريا الشمالية، وذلك في وقتٍ لم يكن يستبعد فيه الرئيس الأمريكي اللجوء للخيار العسكري مع كوريا الشمالية، وكررها وزير دفاعه جيم ماتيس في أكثر من مناسبة.

ووسط سعي تيلرسون الحثيث للحل الدبلوماسي، كان ترامب يقول له إنه يضيع الوقت في البحث عن مخرجٍ دبلوماسيٍ، وأنه لا يوجد حل سوى الردع العسكري مع كوريا الشمالية.

"كوريا الشمالية ستواجه الحديد والنار والغضب الذي لا مثيل له"، هكذا كان وعيد ترامب لكوريا الشمالية في شهر أغسطس الماضي، بعد أنباء عن نية بيونج يانج ضربة جزيرة جوام العسكرية الأمريكية، الواقعة في المحيط الهادي غرب الولايات المتحدة.

قمة بين الكوريتين

تلك كانت قصة الماضي القريب، فماذا عن الحاضر، والأوضاع السياسية الموجودة الآن؟

قبل أن يشرع ترامب في عقد قمته مع كيم جونج أون، والتي ننوه إلى أن ترامب كان قد لغاها في فترةٍ مُنحيًا باللائمة على عدم الجدية من بيونج يانج قبل أن يعدل في قراره بعد ذلك، التقى الزعيم الكوري الشمالي مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن في قرية بان مون جوم، عند الحدود الفاصلة بين البلدين، أواخر شهر أبريل الماضي، في قمةٍ تاريخيةٍ أذابت جبل الجليد الجاثم في العلاقات بين البلدين، منذ ما يربو على 65 عامًا.

لقاء مون جيه إن مع كيم جونج أون، كان البذرة الحقيقة لإحلال السلام محل النزاع في شبه الجزيرة الكورية، وكان مقدمةً للقمة التي عقدها ترامب مع كيم جونج أون في سنغافورة قبل أقل من شهر.

عوامل كثيرة ساعدت في تجنيب الصراع العسكري من جهة وبين الولايات المتحدة وحلفائها في كوريا الجنوبية واليابان من جهةٍ أخرى، لكن بالطبع لا يمكن اختزالها في الرئيس الأمريكي ترامب وحده.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة