أرشيفية
أرشيفية


حكاية فتاة المترو.. والهروب إلى الموت

محمد فاروق- علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 03 يوليه 2018 - 09:43 م

ما أصعب وأمر أن يقع الإنسان في قبضة اليأس، ويسيطر عليه شيطانه، فيدهوره، ويحطم معنوياته، حيث القتاة أبنة الـ٢٠ عاما والتي ضاقت بها سبل الحياة فاعتقدت أن في الموت طوق النجاة، وهربا من الحياة التي عاشتها تعاني أهوالها، وتلاطم أمواجها فقررت الذهاب إلى حيث أرادت.

 

فالموت أحب إليها من الضنى، والشقاء فأرادت أن تودع الحياة بإرادتها بعدما نشبت بينها وبين أشقائها مشادة كلامية، والذين اعتادوا تضييق الخناق عليها، والتحكم في تصرفاتها، وتوبيخها خاصة بعد وفاة والدتها التي كانت ملاذها في الحياة، وحضنها الدافئ.

 

استلقت الفتاة فوق سريرها تدق رأسها أفكار سوداء، كسواد الليل، تضرب بخاطرها في بطن الماضي، وتصرقات أشقائها معها ومعاملتها بحدة وقوة، اندفعت في ثورة من الغضب، وظلمة اليأس، واتخذت القرار، وتوجهت إلى محطة المترو، تراود مخيلتها ذكريات مريرة، وعزيزة، فأعصابها لا تقوى على الصبر، فالموت آت آت، فلماذا التأخير، فهي ليست أول الموتى ولا آخرهم.

 

وبعين مغرورقة بالدموع يشوبها صرامة حزينة، وتصميم رهيب، حيث اندفعت بخطوات سريعة مع دخول المترو إلى المحطة، وأغمضت عيناها تعبر البرزخ الفاصل بين الحياة والموت بسرعة، بينما تنطلق صفارات إنذار سائق القطار الذي أصابته حالة من الهلع عندما قفزت الفتاة وسقطت تحت عجلات القطار في مشهد تقشعر له الأبدان، ولقيت مصرعها في الحال.

 

وأفادت تحريات الرائد أحمد سعيد معاون أول مباحث قسم شرطة مصر القديمة، بأن الفتاة كانت تمر بحالة نفسية سيئة حادة بسبب ضغوط الحياة، ومشاكل أسرية متفاقمة مع أشقائها.

 

وراحت فتاة المترو ضحية اليأس فالذنب سوف يثقل كاهلها أمام الخالق.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة