الفلسطينية صبحية رشدي الفاخوري التي أطُلق عليها لقب خنساء الخليل
الفلسطينية صبحية رشدي الفاخوري التي أطُلق عليها لقب خنساء الخليل


فيديو| «خنساء الخليل».. وداع لـ «أم الشهداء» بـ«قلب راض» 

أحمد الشريف

الخميس، 05 يوليه 2018 - 12:17 م

73 عاما قضتها الفلسطينية صبحية رشدي الفاخوري - التي أطُلق عليها لقب «خنساء الخليل» - بين زيارات أبنائها الأسرى في سجون إدارة الاحتلال الإسرائيلي وتوديع أبنائها إلى مثواهم الأخير؛ الآن ترتاح من جم المعاناة الذي عاشته وتحملته على مدار 7 عقود، بعد أن وافتها المنية يوم أمس الأربعاء 4 يوليو؛ لتطوي معها صفحة مضيئة بالصبر والثبات؛ ضاربة أروع الأمثلة في الرضا بقضاء المولى.

 

عائلة من التضحيات
«خنساء الخليل»، ظل الاحتلال مُصرا على التنكيل بها وبعائلتها بكل ما أوتي من قوة وطغيان، وكانت تلاقي ذلك كله بجلد وثبات تحسد عليهما.. تلك السيدة التي استشهد لها ابنان؛ ويقضي 3 من أبنائها أحكاما بالسجن المؤبد في سجون الاحتلال، حيث استشهد من أبنائها، أحمد القواسمي 15 عاما، الذي استشهد برصاص الاحتلال عام 2000، والشهيد القسامي مراد القواسمي الذي اغتاله الاحتلال عام 2004، عقب اشتباك مسلح في مدينة الخليل.

 

أما أبنائها الأسرى، فيقضي الأسير حسام 40 عامًا، حكماً بالسجن المؤبد 3 مرات، بتهمة التخطيط والمشاركة في عملية خطف مستوطنين ثلاثة في مدينة الخليل في يونيو من عام 2014، في حين يقضي ابنها الثاني الأسير حسين القواسمي والذي اعتقل عام 2011، حكما بالسجن المؤبد و30 عاما، وذلك بعد تنفيذه عملية فدائية في القدس المحتلة وتخطيطه لخطف ثلاثة من جنود الاحتلال ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين.

 

فيما يقضي ابنها الثالث زياد حكما بالسجن 14 عاما، في حين أن ابنها الرابع الأسير المحرر محمود القواسمي، خرج من السجن خلال صفقة وفاء الأحرار، ليتم إبعاده إلى غزة، حيث اتهمه الاحتلال بعد خروجه من السجن بالتمويل والتخطيط لعملية خطف المستوطنين الثلاثة عام 2014 بالخليل بمساعدة شقيقه حسام.

 

لحظات قاسية
أم حسن التي كانت تعاني عدة أمراض مزمنة، لم يتوان الاحتلال عن اعتقالها أيضا وإخضاعها للتحقيق، فرغم كبر سنها إلا أنها خلال اعتقالها بقيت مقيدة اليدين والقدمين، لتمر في ذات ظروف الاعتقال والتحقيق الصعبة التي حاول أبناؤها إخفاءها عنها، ولم تتألم مرة لاعتقالها بقدر أنها كانت تألمها لمعايشتها لحظات قاسية كان يخفيها أبناؤها عنها عندما يتبادلون معها أحاديثهم الخاصة، وهو ألم عانوا منه لـ20 عاما ماضية دون أن يطلعوها على تفاصيله.

 

وربما كانت أخر كلمات خليل الخنساء؛ مطالبتها للمقاومة بأن تفك أسر أبنائها وخاصة حسام وحسين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، مستطردة: «أقول للمقاومة أدخلوا السرور إلى قلبي.. منذ 25 عاما لم أر أبنائي، استعجلوا في صفقة تحرير الأسرى أريد أن أفرح برؤية أبنائي قبل أن أموت».. ويبدو أن تلك الأمنية ستظل معلقة إلى يوم القيامة إلى أن تتلاقى الأرواح عند خالقها.

 

الآن تُغلق الفلسطينية صبحية الفاخوري، صفحة آلامها ومعاناتها إلى الأبد؛ بعد أن امتدت لها يد الله لتريحها من عذاب رؤية أبنائها يستشهدون ويؤثرون أمام أعينها؛ وهي لا حول لها ولا قوة؛ إلا أن تردد بطيب خاطر: «الحمد لله»؛ لتخط سطورا من ذهب في صفحة «الرضا والثبات».


 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة