د. محمد عبد العاطى واللواء كامل الوزير يستعرضان المشروع قبل افتتاحه رسميا
د. محمد عبد العاطى واللواء كامل الوزير يستعرضان المشروع قبل افتتاحه رسميا


بالصور| قناطر أسيوط تجدد شباب النيل

حمدي كامل

الأحد، 08 يوليه 2018 - 10:46 م

سد «عالى» يمنح قبلة الحياة لــ 1.65 مليون فدان فى الصعيد


وزير الرى: نقلة لتطوير الملاحة النهرية من فيكتوريا للمتوسط


التكلفة 6.5 مليار جنيه.. وينتج كهرباء نظيفة بـ300 مليون جنيه سنوياً


كامل الوزير ينقل شكر وتقدير الرئيس للعاملين

 

تسابقت أيادى عمال صعيد مصر، لإنجاز مشروع قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية، والذى يعتبر من أكبر المشروعات القومية التى تنفذها الدولة فى العصر الحديث، وواحداً من أهم الإنجازات المائية التى شهدتها مصر فى السنوات الأخيرة، على ضفاف نهر النيل بعد السد العالى دخل بالفعل حيز العمل.

 

ولم يتبق سوى الافتتاح الرسمى له، فسوف تمتد ثماره إلى مليون و650 ألف فدان فى خمس محافظات هى (الجيزة- الفيوم- بنى سويف- المنيا- أسيوط)، بنسبة 20% من مساحة الأرض المزروعة فى مصر، حيث يتم تحسين حالة الرى بها.. تصل تكلفة المشروع حوالى 6.5 مليار جنيه.

 

إضافة إلى أنها تساهم فى توليد 32 ميجاوات من الكهرباء النظيفة قيمتها السنوية 100 مليون جنيه، فضلًا عن إنشاء كوبرى علوى بحمولة 70 طنًا، وبعرض 4 حارات مرورية يربط شرق وغرب النيل، بجانب إنشاء هويسين ملاحيين من الدرجة الأولى؛ لخدمة أغراض الملاحة النهرية، وتطوير الملاحة وتسهيل الحركة المرورية بين غرب وشرق النيل.

 

المشروع احتاج لأكثر من 3000 عامل على مدى 5 سنوات، و300 فرصة عمل دائمة بعد اكتمال المشروع والتكلفة وصلت إلى 6.5 مليار جنيه، وتم حفر أكثر من مليونى متر مكعب، فضلاً عن تركيب ألواح الحماية وكميات عملاقة من الأحجار تذكر الجميع بالجهد الوطنى الجبار الذى بذله المصريون لبناء صرح عملاق آخر على نهر النيل قبل عقود وهو السد العالى فى أسوان.

 

وتتكون قناطر أسيوط الجديدة من 8 بوابات قطرية عرض الواحدة 17 مترًا وبطول 160 متراً، ما يعنى أنها جميعًا تُمثل سدًا عملاقًا على النيل، إضافة إلى محطة جديدة لتوليد الكهرباء بقدرة 32 ميجاوات، ورغم أنها سعة قليلة فى مجال توليد الكهرباء إلا أنها ستساهم بجزء فى دعم البنية التحتية لمصر من الكهرباء.

 

فكرة المشروع


بدأت فكرة المشروع أثناء عملية الكشف والمتابعة الدائمة التى تقوم بها لجان متابعة السدود على النيل، حيث اكتشفت اللجنة الخاصة بقناطر أسيوط أن العيوب بدأت تظهر بها والتشققات أصابت جسد السد، وهو ما اضطر الحكومة المصرية قبل 20 عامًا إلى التفكير فى تطوير المشروع وتجديده، لكن إعادة تطوير المشروع وتجديده وإصلاح ما به من تشققات، سيكون مكلفًا جدا، إضافة إلى عدم وجود ضمانة كافية بأن تستعيد القناطر كفاءتها بعد قرن على إنشائها. لهذا بدأ التفكير فى قناطر أسيوط الجديدة. وتم بدء العمل الفعلى به عام 2011.

 

أكد الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى، أنه تم الانتهاء من تنفيذ مشروع قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية بنسبة تنفيذ 100% بالنسبة للأعمال المدنية والميكانيكية والكهرومائية، وأشار إلى جاهزية المشروع للعمل بكامل طاقته وافتتاحه كأكبر مشروع مائى على نهر النيل وهو بديل قناطر أسيوط القديمة التى تم إنشاؤها عام 1898.

 

وقال إن المشروع يعد ثمرة التعاون المصرى الألمانى، حيث شارك بنك التعمير الألمانى فى تمويل المشروع بقرض قيمته 300 مليون يورو، كما نفذت المشروع نخبة من الشركات المصرية والعالمية.

 

وأضاف أن القناطر الجديدة تخدم خمس محافظات بمعدل مليون وستمائة وخمسين ألف فدان، وهو ما يعادل 20% من مساحة الأراضى الزراعية فى الجمهورية، ويعتبر المشروع من ضمن خطة الدولة لتطوير الملاحة النهرية من أسوان حتى البحر المتوسط، وعلى الصعيد الإقليمى من بحيرة فيكتويا وحتى البحر المتوسط، وهو يسمح بمرور كافة الوحدات الملاحية طوال العام.

 

كهرباء نظيفة

 

وأوضح  وزير الرى أن المشروع اشتمل على إنشاء محطة لتوليد طاقة كهرومائية نظيفة «صديقة للبيئة»، من خلال 4 توربينات بإجمالى طاقة منتجة 32 ميجاوات، لتوفر نحو 15 مليون دولار سنوياً، باستخدام الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى كوبرى علوي، يربط ضفتى النيل الشرقى والغربي، ويضفى سيولة مرورية لمدينة أسيوط.

 

وأشار إلى أن المشروع يسهم بنقلة حضارية لمحافظة أسيوط، بسبب مردوده الاقتصادي، ومن خلال عمل مساحة 23 فدانا كمكتسبات المشروع، لتكون مكاناً سياحياً وجمالياً للمدينة..وأوضح أن قناطر أسيوط الجديدة ذات موقع استراتيجى سيساعدها  فى أن تكون عامل جذب للاستثمار والسياحة، حيث إنها تتميز بطراز بنائى مميز، فضلاً عن توسطها مياه النيل، كما تعد من أهم خزانات مصر.

 

وقال إن التصميمات الهيدروليكية لـلقناطر الجديدة تتضمن قدرتها على مقاومة كل الظروف الجوية والكوارث الطبيعية من سوء فيضانات أو زلازل، حيث إن معامل الأمان التى وضعت فى التصميمات الهندسية للقناطر فوق المناسب.

 

وأضاف إنه تم وضع خلايا مزودة بحساسات ذات تقنية عالية أسفل الخرسانة المسلحة، لرصد وقياس الأحمال والتغيرات التى قد تحدث وتؤثر على المنشأ، وهى متصلة بغرفة التحكم المركزية لتشغيل القناطر، حيث تقوم بنقل ما يحدث داخل المنشأ «خاصة الأماكن المختفية عن الأنظار «الغاطسة» إلى أجهزة الكمبيوتر بالغرفة، واتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل معها.

 

«سد عالى» جديد

 

وقال د. رجب عبدالعظيم وكيل وزارة الموارد المائية والرى: إن مشروع قناطر أسيوط يعد أكبر مشروع مائى على نهر النيل فى مصر، ومن أكبر المشروعات القومية التى تنفذها الدولة حاليًا، حيث يعتبر «سد عالى» جديداً فى مصر.

 

وأشار إلى بذل كل الجهود لإنجاز هذا المشروع الضخم والذى سوف يكون له مردود كبير على المحافظة، خاصة فى قطاعى الرى والكهرباء.

 

وأوضح أن الرئيس السيسى يولى اهتمامًا خاصًا بتنمية محافظات الصعيد وإقامة المشروعات التى تخدم الزراعة والرى لتحقيق التنمية المستدامة.

 

وأشار إلى أهمية مشروع القناطر والذى يعد صرحاً مائيا عملاقاً يضاف إلى المشروعات القومية التى تم تنفيذها فى عهد الرئيس.

 

وأضاف د. عبد العظيم  أن المشروع يستهدف إحلال قناطر جديدة بدلاً من القديمة، التى انتهى عمرها الافتراضى، حيث تم إنشاء القناطر القديمة لتلبية الاحتياجات المتزايدة من مياه الرى، وتوفير المياه التى كانت تُهدر من خلالها، من أجل الحفاظ على فرق التوازن، وتوليد طاقة كهربائية بقدرة 32 ميجاوات، وتوفير 300 مليون جنيه سنوياً قيمة الوقود اللازم لتوليد الطاقة نفسها من المحطات الحرارية، إضافة إلى تطوير الملاحة بإنشاء 2 هويس ملاحى يسمح كل منهما بمرور وحدتين ملاحيتين كبيرتين فى وقت واحد ويسمحان باستمرار الملاحة طوال العام، ويمكن استخدامها كمفيض لتمرير المياه فى حالات الطوارئ، وتم افتتاحهما للملاحة نهاية نوفمبر الماضى، وكذلك توفير محور مرورى جديد بإنشاء كوبرى حمولة 70 طنًا، أعلى القناطر الجديدة، بعرض 4 حارات مرورية لربط شرق وغرب النيل، وأيضًا توفير منظومة تحكم على أحدث النظم العالمية للتحكم فى التصرفات والمناسيب، وتصل تكلفة المشروع حوالى 6.5 مليار جنيه.

 

تحسين حالة الرى

 

وأضاف أن القناطر تستهدف تسهيل الحركة المرورية بين غرب وشرق النيل عن طريق إنشاء طريق جديد حمولة 70 طناً بعرض إجمالى 19 متراً، ورفع مستوى المعيشة فى منطقة المشروع عن طريق توفير آلاف فرصة عمل مؤقتة خلال مراحل تنفيذ المشروع، و300 فرصة عمل دائمة لتشغيل وصيانة المشروع بعد الانتهاء من تنفيذه، وتحسين حالة الرى لمساحة مليون و650 ألف فدان على ترعة الإبراهيمية بـ5 محافظات.

 

وأشار إلى أنه على مدار 5 سنوات استطاع أكثر من 3000 مصرى إنجاز مشروع قناطر أسيوط الجديدة عملوا خلالها 39420 ساعة ليل نهار  حتى تدخل الخدمة فى موعدها وتصبح سدا عاليا جديدا فى صعيد مصر، وضعوا أمام أعينهم هدفاً واحداً «بناء مصر» على الرغم من الظروف الصعبة إلا أنهم تحدوا الظروف وأثبتوا للجميع قدر مسئوليتهم واستطاعوا تحقيق ذلك.

 

وقال إنه تم تشغيل الطريق الدائم بمشروع قناطر أسيوط الجديدة، أمام حركة مرور السيارات من خلال الاتجاهات الجديدة للطريق، والتى تضمنت المتجه من مدينة أسيوط غربًا إلى مركز ومدينة الفتح شرقاً يسلك الطريق الدائم بمنطقة الوليدية مرورًا بأعلى الكوبرى فوق القناطر الجديدة إلى طريق الفتح -أبنوب شرق النيل.

 

عبور 285 وحدة نهرية

 

وقال المهندس مجدى عباس، المهندس المقيم بمشروع قناطر أسيوط الجديدة، إن المشروع يهدف لتحسين الملاحة النهرية، حيث يهدف لعبور نحو 285 وحدة نهرية.

 

وأضاف أنه تم الانتهاء من أعمال تكريك وتطهير المجرى الملاحى الجديد شرق نهر النيل أمام وخلف القناطر القديمة والجديدة تحت إشراف الهيئة العامة للنقل النهرى، كما تم الانتهاء من أعمال الحمايات بالقاع بالكامل خلف القناطر الجديدة كما تم الانتهاء من الطبقة السطحية للطريق الخدمى الواصل بين القناطر القديمة والجديدة، وعمل الاختبارات الـجافة لبوابات المفيضين الغربى والشرقى، والانتهاء من جميع أعمال التركيبات والاختبارات الخاصة بالأهوسة الملاحية. وربط منظومة التشغيل للهويسين بمنظومة التشغيل والتحكم للمبنى الإدارى وجارٍ أعمال تنفيذ الطرق الداخلية حول المبنى الإدارى بالبر الأيمن. جار إمرار جميع التصرفات والموازنات من المفيضين.

 

وأشار إلى أن أعمال الحفر وصلت لـ2219755 متراً مكعباً، وأعمال الردم 2260000 متر مكعب، بينما أعمال الحماية بشرائح الجيوتكستايل بلغت 325,000 متر مكعب، وأعمال الحمايات بأنواع الأحجار المختلفة 361 050 متراً مكعباً.

 

وقال: «تم إنشاء ستارة دائمة أسفل المنشأ بطول 1394 متراً، وسد دائرى مؤقت حول حفرة الإنشاء بعرض 16 متراً على منسوب 49.00 متر مكعب، وحوالى 400 ألف متر مكعب تربة زلطية، بينما بلغ إجمالى كمية حديد التسليح 52 ألف طن، وإجمالى مكعبات الخرسانة المسلحة بأنواعها المختلفة بالمشروع 422 841 ألف متر خرسانة.

 

وكشف أن الهويس الملاحى وسط النيل، وعلى عمق 48 متراً تحت مستوى سطح الأرض، يسمح بمرور السفن العملاقة التى كانت تتوقف عند حدود أسيوط، لعدم قدرتها على المرور من المعبر القديم، ولكنها مع هذا المعبر سوف تتغير الصورة.

 

شكر الرئيس

 

خلال زيارة وزير الرى واللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية الأسبوع الماضى نقل اللواء كامل الوزير، خالص شكر وتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية لجميع العاملين بمشروع قناطر أسيوط الجديدة وأهالى أسيوط وما حققوه من إنجاز ضخم سيظل شاهدا على قوة وعزيمة المصريين، مشيداً بأهمية المشروع الذى بلغت نسبة العمالة المصرية به 97% من مهندسين وفنيين وعمالة مهرة.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة