الخلافات الداخلية تغيّب الأحزاب الناصرية عن الشارع وتفقدها شعبيتها
الخلافات الداخلية تغيّب الأحزاب الناصرية عن الشارع وتفقدها شعبيتها


«المحافظين»: آفة الأحزاب «الغموض وغياب المؤثرين»..

الخلافات الداخلية تغيّب الأحزاب الناصرية عن الشارع وتفقدها شعبيتها

حسن أبو العباس

الثلاثاء، 10 يوليه 2018 - 09:10 م

لم تستفد الأحزاب الناصرية في مصر من الحراك السياسي الذي حدث في الشأن الداخلي خلال السنوات الماضية، إذ انخرطت جميعها في العديد من الجهات المتشابكة، ولم تفز في أي معركة ولم تستطع أن تكسب شعبية كبيرة في الشارع المصري.

 

ومع قرب ذكرى ثورة 23 يوليو، نتحدث عن الدور الذي لعبته تلك الأحزاب في الحقبة الماضية، سواء في الفترة من ثورة 25 يناير مرورًا بثورة 30 يونيو حتى الآن، والتي لم تتمكن من تحقيق نجاحات كبيرة في الشأن السياسي المصري، خاصة أنها ذات ثقل كبير وأهمية تاريخية ضخمة.

 

وشهدت الأحزاب السياسية بكل تصنيفاتها في مصر منذ 30 يونيو، انقسامات وخلافات طالت معظمها منذ الثورة، مرورًا بانزواء عدد كبير منها وعجزه عن لعب دور فاعل في الحياة السياسية، ثم نجاح بعضها في الفوز بمقاعد برلمانية وتشكيل الائتلافات تحت القبة، وصولاً إلى شكل مختلف لخريطة الأحزاب في الوقت الراهن، فإن الأحزاب الناصرية غابت تمامًا عن المشهد واكتفت بمشاكلها الداخلية.

 

وتسود حالة من التخبط داخل تلك الأحزاب، ولعل أشهرها التيار الشعبي المصطبغ بالفكر الناصري لمؤسسه حمدين صباحي، والذي كان من المقرر أن يتحول إلى حزب سياسي لكن لم يتم اتخاذ أي خطوة نحو إشهار الحزب، بجانب حزب الكرامة الذي يترأسه محمد سامي، والحزب العربي الناصري.

 

وسعى عدد من التيارات والأحزاب ذات الفكر الناصري إلى الاندماج معًا من أجل تكوين جبهة سياسية مثل ما فعل حزب الكرامة والتيار الشعبي، حيث عقد مؤتمر صحفي في أبريل الماضي لإعلان دمج الحزبين، بحضور حمدين صباحي، بجانب عدد من قيادات حزب الكرامة والسفير معصوم مرزوق.

 

وأطلق على الحزب الجديد اسم «تيار الكرامة»، بدلاً من حزب «التيار الشعبي والكرامة»، قبل أن يتم اتخاذ قرار جماعي بتأجيل المؤتمر العام للتيار لمدة عام.

 

ويكشف المهندس عبد العزيز الحسيني القيادي بحزب تيار الكرامة، عن أن السبب وراء عدم عقد المؤتمر العام في موعده يعود إلى وجود بناء في قواعد المحافظات، والتي يعاد بناؤها مرة أخرى لتنتخب القيادات من خلال المؤتمر العام.

 

وقال الحسيني: «تقرر تأجيل المؤتمر العام للحزب لمدة عام واحد، بعد أن كان مقررًا له خلال أيام، وسيتم من خلاله انتخابات رئاسة الحزب والهيئة العليا والإجراءات التنظيمية الخاصة بالحزب.. المهندس محمد سامي رئيسًا للحزب كما هو لمدة عام آخر، حتى إجراء الانتخابات».

 

الانتخابات البرلمانية

وخير مثال على غياب الأحزاب الناصرية، الانتخابات البرلمانية التي أقيمت في 2015، حيث استطاعت قائمة «في حب مصر» حصد جميع مقاعد القوائم على مستوى الجمهورية، والتي بلغ عددها 120 مقعدًا.

 

وتصدر حزب «المصريين الأحرار» المركز الأول من حيث عدد المقاعد وحصد 65 مقعدًا، يليه «مستقبل وطن» بـ50 مقعدًا، و«الوفد» 45 مقعدًا، و«حماة الوطن» 17 مقعدًا، و«الشعب الجمهوري» 13 مقعدًا، و«المحافظين» 6 مقاعد، و«السلام الديمقراطي» 5 مقاعد، بينما استطاعت أحزاب «المصري الديمقراطي الاجتماعي، والحركة الوطنية، ومصر الحديثة، والحرية» حصد 4 مقاعد لكل منها، بينما فاز حزب «التجمع» بمقعد واحد.

 

الأرقام خير دليل على التأثير الضعيف أو السلبي للأحزاب الناصرية، التي كانت تحظى بشعبية كبيرة في أعقاب 25 يناير، إلا أن مقدار حجم الحزب وقوته لا يتحدد بعدد أعضائه وإنما بحجم الأصوات التي حصل عليها.

 

من جانبه، أكد نائب رئيس حزب التجمع التقدمي المصري عاطف مغاوري لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن أزمة الأحزاب الناصرية تكمن في عيب النشأة، كما أنها تواجه مشكلة في التأسيس لأنها لا يجمعها برنامج، مضيفًا: «من الممكن أن يكون الشارع المصري تفكيره ناصري، لكن التشكيلات الناصرية انقسامية، لذا فالأمر عبارة عن مرض يدحر الحياة الحزبية في مصر.. وهناك عيب وخلل في الأحزاب سواء الليبرالية أو الناصرية».

 

وتابع مغاوري: «وضحت الرؤية في عام 2018 عند إحياء مئوية ميلاد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث سعت اللجنة القومية الناصرية لإحياء تلك الدعوة، لكن حاولت مجموعات ذات فكر ناصري القفز على الحدث، والتنازع والحصول على القيادة، ما أدى إلى تفرق الصفوف».

 

وعن الحل، قال مغاوري: «عندما يكون لدينا حياة حزبية صحيحة في مصر سيؤدي ذلك إلى إفراز قيادات جديدة، عكس ما هو مطروح على الساحة السياسية الآن»، منوهًا بأنه بعد 25 يناير حدث انفجار حزبي غير مسبوق، ما أدى إلى تأسيس نزاعات بين أشخاص كل شخص يرغب في تأسيس حزب، ويسانده أشخاص، دون الاستناد إلى قواعد وأسس صحيحة، مستطردًا: «الحياة الحزبية في مصر نشأتها غير طبيعية، وهي تدور حول فكرة شخص، لتفت حوله عدد من الأشخاص، وهذا يؤدي إلى وجودها بشكل ضعيف في الشارع».

 

وشدد على أن الممارسة الحقيقة قد تطيح بأشكال موجودة في الساحة، لكن طالما هناك حالات دخل ستستمر حالة الهزال.

 

فيما قال أحمد حنتيش المتحدث الرسمي لحزب «المحافظين»، لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن الأحزاب عبارة عن مجموعة من الأفكار والبرامج، وحتى تكتسب قناعة شعبية لا بد أن يكون أفرادها وبرامجها مقنعين للعامة، مؤكدًا على أن معظم الأحزاب كانت أفكارها تتماشى مع المرحلة، لكن التطور الطبيعي للقطاع السياسي تطور وتأثر بسبب التكنولوجيا، وأصبحت أفكار الكثير من الناصريين لا تتماشى مع الشكل الحالي، وهذا لا يعيبها.

 

وتابع: «آفة الأحزاب هي الغموض في بعض النقاط، لكن لا يوجد قيادات مؤثرة ولا قدرة على التطوير، خاصة تطوير خصائص الحزب»، مشددًا على أن فكرة الأحزاب الأيديولوجية انتهت وأصبح هناك أحزاب ذات أفكار وبرامج.

 

ومضى يقول: «طرحنا فكرة الشراكة الحزبية حيث إن كل حزب يتوافق في الرؤية ويكون تحالف من أجل مواكبة المستجدات السياسية على الساحة المصرية».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة