فلاديمير بوتين وجاني ألفانتينو
فلاديمير بوتين وجاني ألفانتينو


رسائل «بوتين» السياسية على مائدة المستطيل الأخضر بالمونديال

أحمد نزيه

السبت، 14 يوليه 2018 - 09:12 م

 

دائمًا ما كانت كرة القدم للتقارب بين الشعوب، وكأس العالم لكرة القدم هو أبرز حدث رياضي على وجه الأرض، ونهج الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" المشرف على اللعبة في العالم هو عدم خلط الرياضة بالسياسية، وتنحية أي خلافاتٍ سياسيةٍ بعيدًا عن ساحة ملاعب كرة القدم.

أمرٌ أراد تطبيقه أيضًا في مونديال روسيا 2018، خاصةً في ظل الأحاديث التي سبقت المونديال، والتي كان أكثرها من بريطانيا عن نية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغلال كأس العالم سياسيًا، وفي مقدمة من تحدثوا عن تلك النية وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، وقت توليه رئاسة الدبلوماسية البريطانية.

لكن مع وصول المونديال إلى نهايته الأحد 15 يوليو بالمباراة النهائية التي تجمع فرنسا بكرواتيا، أعلن الكرملين اليوم أن أربعة عشر رئيسًا سيحضر النهائي من منصة الشرف يتقدمهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش.

ومن بين الحضور، رئيس جمهورية أبخازيا راؤول خاجيمبا ورئيس جمهورية أوستيتا الجنوبية إدوارد كويكويتي، والجمهوريتان لا يحظيان بأي اعترافٍ دولي، وهما جمهوريتان مستقلتان من جانبٍ واحدٍ، ومدعومتان من قبل روسيا.

واعترفت سوريا مؤخرًا في أواخر مايو الماضي بتلك الجمهوريتين، وتسببت خطوة دمشق في غضب دولة جورجيا، التي تعتبر الجمهوريتين جزءًا من أراضيها، ودفعت تبلسيي لقطع العلاقات الدبلوماسية بينها وبين سوريا.

وسوريا هي خامس دولة في العالم تعترف بالجمهوريتين كدولتين مستقلتين بعد روسيا وفنزويلا ونيكارجوا (أكبر دول أمريكا الوسطى) وناورو (دولة في منطقة أوقيانوسيا)، فما هي إذًا قصة تلك الجمهوريتين؟

قصة الجمهوريتين

البداية مع جمهورية أبخازيا، الواقعة على الساحل الشرقي للبحر الأسود، والتي أعلنت انفصالها عن جورجيا عام 1991، في حين لا تعترف الأخيرة باستقلالها عنها.

وأعقب الانفصال حرب أبخازيا عام 1992، وفي عام 1993 أُجبرت الجيوش الجورجية على الانسحاب من المنطقة بعد حرب دامت لمدة عام مع الثوار الانفصاليين.

جمهورية أبخازيا عاصمتها هي ساخومي، ورئيسها الحالي كما أشرنا سلفًا هو راؤول خاجيمبا، ورئيس الوزراء هو بيسلان بارتسيس، ويبلغ تعداد سكانها نحو 216 ألف نسمة فقط، وهي تتبع نظام الحكم شبه الرئاسي.

أما أوسيتيا الجنوبية، فهي تقع وسط جورجيا من ناحية الشمال، وحدودها محاذية لجمهورية أوسيتيا الشمالية، وغالبية سكانها في جمهورية الجنوب من المسيحيين.

وكانت أوسيتيا الجنوبية مسرحًا للأحداث عام 2008، خلال الحرب الروسية الجورجية، التي عُرفت بـ "حرب أوسيتيا الجنوبية"، والتي بدأت رسميا يوم 8 أغسطس 2008 بهجومٍ عسكريٍ من جورجيا على مقاطعتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وبعدها قامت القوات الروسية بهجومٍ مضادٍ سريعٍ على جورجيا.

وتاريخيًا، استولت روسيا على أوسيتيا كاملة عام 1878، تم تقسيمها بعد الثورة البلشفية عام 1917 إلى كيانين، ألحق الشمالي بروسيا والجنوبي بجورجيا.

وفي عام 1991، انفصلت أوسيتيا الجنوبية عن جورجيا، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، في خطوةٍ لم تعتد بها جورجيا، وهو الحال نفسه مع أبخازيا.

وترفض جورجيا الاعتراف إلى الآن باستقلال أبخازيا أو أوسيتيا الجنوبية، وتدعمها أوروبا والولايات المتحدة في تلك الخطوة، ولا تحظى الدولتان بأي اعتراف رسمي حقيقة، فهما جمهوريتان إحاديتان الجانب، في ظل غياب الشرعية الدولية، وعدم الاعتراف بهما من قبل الأمم المتحدة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة