الشائعات.. حروب هدفها التأثير على الدولة
الشائعات.. حروب هدفها التأثير على الدولة


شائعات السوشيال ميديا.. حروب خلف «الكيبورد» !

محمد وهدان- محمد قنديل- ياسمين سامي

السبت، 14 يوليه 2018 - 09:42 م

- رغيف العيش للحد من الخصوبة وتغيير سرينة الإسعاف آخر الأخبار «المضروبة»
- الخبراء: كتائب إلكترونية تستهدف إحباط الرأى العام
- تدريب الإعلاميين واختيار الكفاءات أهم الحلول

 

الكلمة أو المعلومة سلاح قوى يمكن أن يدمر أو يبنى أى دولة مهما كانت قوتها، وفى عصر السوشيال ميديا وضعت الكتائب الإلكترونية الإرهابية أيديهم على ذلك « السلاح الافتراضي» لمحاربة الدولة.. ففى كل معركة جديدة كانت كتائبهم تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى كالمليشيات خلف «الكيبورد»، يقومون بدس الأكاذيب، لإضعاف معنويات الشعب وافقاد الثقة فى رموزه وقياداته الذين رفضوا ان يكون المصريون لقمة سائغة امام شبح الشائعات.

«الاخبار» رصدت احدث الشائعات التى غزت مواقع التواصل الاجتماعى خلال الفترة الاخيرة والتى هدفت لمهاجمة الدولة، ووجهت السؤال للخبراء والمتخصصين عن كيفية التغلب على حروب الجيل الرابع والشائعات المنتشرة عبر السوشيال ميديا.
كانت آخر الشائعات التى انتشرت تغيير صوت «سارينة الإسعاف» إلى صوت يردد «تحيا مصر» واللافت فى الأمر أن تم تداول هذه الصورة بشكل كبير عبر مواقع الإخوان وصفحاتهم، ومن بعدها تداول الخبر المضروب الكثير من المنابر الإعلامية ليقعوا فى فخ الكتائب الإلكترونية رغم الإنجازات المستمرة فى القطاعات الطبية ، ولم تنته الأكاذيب التى تستخدمها الكتائب الإلكترونية الإرهابية عند هذا الحد فخرجت علينا شائعة جديدة أن «رغيف العيش» سيضاف إليه مادة تحد من الخصوبة لإيقاف الكثافة السكانية وذلك فى محاولة من هذه الكتائب الإرهابية لإثارة الرأى العام ضد هذه القضايا التى تهم المواطن البسيط.


مغلوطة ومغرضة
وفى البداية أكد د. حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام الأسبق، أن مواقع التواصل الاجتماعى يعتبرها عدد ضخم من القراء والمتصفحين المصدر الأساسى لمعرفة الأخبار لكن بحسب الدراسات التى اجراها الباحثون فى هذا الشأن فقد أثبتت أن معظم المعلومات على هذه الوسائل إما مغلوطة أو مغرضة أو ناقصة وأن السبب وراء اعتماد عدد كبير من الجمهور عليها سرعة انتشارها وكذلك تدفق الأخبار عليها بشكل ضخم وسريع ولأكثر من مصدر.
وأضاف مكاوى أن بعض الجماعات التكفيرية تستغل فكرة الكتائب الإلكترونية والتى تعتبر كارثة، وهى مجموعة من الحسابات الوهمية مغلوطة البيانات ويمتلك الشخص الواحد فى الكتيبة عدد كبير من الحسابات والتى يروج من خلالها لخبر ما مغلوط او يخدم الجماعة التكفيرية او الارهابية المنتمى لها ثم يقوم ببقية الحسابات الاخرى بالتأكيد على الخبر ونشره فى مجال أكبر وأوسع، حتى يبدأ الناس فى تصديق الخبر ونشره ايضًا وذلك من أجل زعزعة الاستقرار والتأثير على الدولة وعلى أمن المواطنين وخلق حالة من الجدل والبلبلة.
وأوضح أن الإعلام يجب ان يكون له دور أقوى وأسبقية فى نشر الأخبار بعد التحرى منها ونشرها بدقة لأن ما يحدث الآن خطأ كبير بسبب أن وسائل التواصل الاجتماعى تسبق غالبا فى نشر الاخبار وبالتالى تستقى وسائل الاعلام الاخبار من السوشيال ميديا.
أما عن الحلول فأكد مكاوى أنه لابد من تصحيح الوضع فى الإعلام وأن تكون السوشيال ميديا تابعة للاعلام وتنقل عن التلفاز والصحف وليس العكس وأنه يجب حدوث تطوير وطفرة من خلال تدريب الاعلاميين الجديد وتصحيح بعض المفاهيم واختيار الكوادر التى تتمتع بالكفاءة، وحتى يحدث هذا لابد من التأكد من صحة الأخبار المتواجدة على السوشيال ميديا لأنها نادرا ما تكون صحيحة فهى غالبا ذات توجه او بها اخطاء قبل نشرها وتداولها.


تهديد كبير
وتقول د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، ان ترويج الشائعات من خلال السوشيال ميديا يمثل بالفعل تهديدا كبيرا على الوطن، حيث تمتلك مصر 60% من الشباب بالاضافة إلى 30% من الأميين، ناهيك عن الجهل الثقافى الذى ترتفع نسبته من حين لآخر.. ولذلك لابد من مواجهة تلك الشائعات والحرب التى يتعرض لها الوطن باستخدام السوشيال ميديا من خلال تكوين جهات رسمية على هذه المواقع للرد على الشائعات المغرضة التى يتأثر بها بشدة بعض الفئات بالمجتمع، بل يساعدوا على انتشارها أيضاً.
وتشير خضر إلى ضرورة وجود وزارة للإعلام من شأنها وضع ضوابط وإلزامات تحد من هذه الظاهرة، وتتصدى لغيرها من الظواهر التى تهدف إلى زعزعة استقرار وامن الوطن باستخدام سلاح السوشيال ميديا، والإعلام.


التحريض والقتل
ويوضح د. أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، أنه يجب وجود توعية إعلامية لمواجهة الشائعات، إلى جانب وجود قانون جديد لترويج الشائعات من المنتظر تطبيقه، ولكن الدور الأهم لمواجهة الشائعات يقع على عاتق مستخدمى السوشيال ميديا؛ لذلك يجب على الإعلام توجيه مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى للتأكد من مصدر أى خبر قبل نشره للتأكد من صحته وعدم نشر الشائعات.
ويضيف أن الرقابة من مستخدمى السوشيال ميديا حيث يجب عليهم عند رؤية أى شائعة الإبلاغ على الفور لاتخاذ الإجراءات القانونية، لأن بعض الشائعات تصل للتحريض على القتل والإرهاب والفتنة فى المجتمع إلى جانب تدمير بعض البيوت، والشائعات سلاح يهدم أو يبنى أى دولة مهما كانت قوتها، ويكمل حديثه واشار إلى أن العقوبات فى القانون الجديد تصل للسجن 10 سنوات والغرامة تصل لمليون جنيه.
كما شرح د.جمال فرويز» أخصائى علم نفس سياسي» والذى أكد أن للشائعات أنواعا واهدافا كثيرة ومتعددة الهدف منها الترويج والكسب المادى بنشر شائعات اختفاء السلع او غلاء الأسعار ولابد من أن القضاء على هذه الظاهرة التى ترجعنا للوراء.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة