أحمد نزيه

الأحد، 15 يوليه 2018 - 12:12 ص

في كل نسخةٍ موندياليةٍ يخرج من رحم البطولة منتخبًا بعيدًا عن الأنظار لم يرشحه أحد للوصول إلى أدوار متقدمة، فيتمكن هذا المنتخب من شق الصعاب لتحقيق إنجاز تاريخي بالمضي بعيدًا في المونديال.

أمرٌ حدث كثيرًا مع منتخباتٍ، فلا تمضِ نسخةٌ موندياليةٌ، إلا ويخرج منتخب في هذه البطولة، ويحصل على لقب الحصان الأسود.

بيد أن أحلام هذه المنتخبات تتوقف دائمًا عند المربع الذهبي، فلا تمضَ تلك المنتخبات أكثر منذ ذلك، بل وكانت كرواتيا في نسخة 1998 واحدة من المنتخبات التي حازت لقب الحصان الأسود في المونديال، فلم تغير وقتها من واقع تكسر أحلام الصغار المتعملقين على عتبة الدور نصف النهائي.

وطوال تاريخ كأس العالم، لم يصعد أي فريقٍ للمباراة النهائية بعيدًا عن القوى التقليدية في كرة القدم في ذلك التوقيت، فلم يعبر منتخبًا بصورةٍ مفاجئةٍ لهذا الدور، وكان المنطق هو الحاكم في كل النسخ المونديالية، لكن كرواتيا كسرت تلك القاعدة، وفرضت نفسها طرفًا في المباراة النهائية التي ستجرى غدًا في ملعب لوجينكي بالعاصمة الروسية موسكو أمام الديوك الفرنسية.

بولندا 1982

البداية ستكون مع منتخب بولندا عام 1982 في مونديال إسبانيا، بولندا تصدرت مجموعتها بعد تعادلين سلبيين أمام إيطاليا والكاميرون، ثم انتصار عريض على البيرو بخمسة أهداف لهدفٍ واحدٍ لتتأهل إلى الدور الثاني.

وفي الدور الثاني الذي كان يُلعب بنظام المجموعات أيضًا، ويتأهل المتصدر منها للدور نصف النهائي، أبدعت بولندا فسحقت بلجيكا بثلاثية نظيفة، وبعدها فاز منتخب الاتحاد السوفيتي على بلجيكا بهدفٍ نظيفٍ، ليكون وقتها التعادل كافيًا لبولندا للعبور للمربع الذهبي، فحضر التعادل السلبي في مباراتها مع منتخب الاتحاد السوفيتي.

لكن أحلام بولندا في المونديال توقفت عند المربع الذهبي رغم الأداء الهائل الذي قدمته على مدار البطولة، فخسرت أمام إيطاليا بهدفين نظيفين، ولتكتفي بالمركز الثالث بعد الفوز على فرنسا بثلاثة أهداف لهدفين.

بلجيكا 1986

مونديال 1986 بالمكسيك شهد بروز نجم بلجيكا، فعلى الرغم من البداية المتعثرة بالخسارة أمام أصحاب الأرض بهدفٍ لهدفين، انتفض البلجيكيون فهزموا العراق بهدفين لهدف، قبل أن يتعادلوا أمام باراجواي بهدفين لمثلهما، ليتأهل المنتخب وقتها كأفضل أحد أربع ثوالث بالمجموعات الست.

وفي الدور ثمن النهائي، انتصرت بلجيكا على الاتحاد السوفيتي بأربعة أهداف لثلاثة، وفي الربع نهائي عبرت بلجيكا للمربع الذهبي من بوابة إسبانيا بالانتصار عليها بركلات الترجيح بعد التعادل الإيجابي في الوقتين الأصلي والإضافي بهدفٍ لمثله.

أحلام بلجيكا في المضي نحو المباراة النهائية ذهبت تحت أنقاض أقدام ديجو أرماندو مارادونا، الذي قاد بلاده للنهائي ومن ثم التتويج بعد انتصار منتخب التانجو على بلجيكا بهدفين نظيفين، لتخسر بلجيكا بعدها رهان المركز الثالث لصالح فرنسا بنتيجة 4-2 بعد التمديد.

منتخبان في 1994

مونديال الولايات المتحدة عام 1994 شهد بزوغ نجم منتخبين هما السويد وبلغاريا، وأمضيا طريقهما سويًا نحو المربع الذهبي قبل أن يفشلا في تخطي هذا الدور ويلتقيا معًا في مباراة تحديد المركز الثالث، التي ابتسمت وقتها للسويد.

بلغاريا بدأت مشوارها بهزيمةٍ قاسيةٍ أمام منتخب نيجيريا بثلاثية نظيفة، قبل أن تعيد حساباتها وتنتصر برباعية نظيفة أمام اليونان، قبل أن تنتصر على منتخب الأرجنتين بهدفين نظيفين، لتعبر للدور الثاني في المركز الثاني خلف نيجيريا.

بلغاريا بعد ذلك شقت طريقها للمربع الذهبي بانتصارٍ على المكسيك بركلات الترجيح في دور 16 بعد التعادل الإيجابي في الوقتين الأصلي و الإضافي من بهدفٍ لمثله، ثم فجرت كبرى المفاجآت بإقصائها ألمانيا من ربع النهائي بالفوز عليها بهدفين لهدفن قبل أن تودع المونديال على يد إيطاليا بذات النتيجة.

أما السويد فبدأت المونديال بتعادلٍ مع الكاميرون بهدفين لمثلهما، ثم انتصارٍ على روسيا بثلاثة أهداف لهدف، قبل أن تنهي الدور الأول في المركز الثاني بالتعادل مع البرازيل بهدفٍ لمثله.

وفي الدور الثاني انتصرت السويد على السعودية بثلاثة أهداف لهدفٍ واحدٍ، قبل أن تتخطى رومانيا في الدور ربع النهائي بركلات الترجيح بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي 2-2.

والتقت السويد مع البرازيل مجددًا في نصف النهائي، لكنها خسرت هذه المرة بهدفٍ نظيفٍ، لتكتفي بالمباراة الترتيبية أمام بلغاريا، والتي فازت خلالها برباعية نظيفة لتحرز المركز الثالث وقتها.

كرواتيا 1998

وفي مونديال 1998 بفرنسا، حان دور كرواتيا لتلعب دور الحصان الأسود، فاستهلت مشوارها في الحضور المونديالي الأول لها في تاريخها بعد استقلالها عن يوغسلافيا، بفوزٍ على جاميكا بثلاثة أهداف لهدفٍ واحدٍ، ثم انتصرت على اليابان بهدفٍ نظيفٍ لتؤمن عبورها للدور الثاني، قبل أن تخسر أمام الأرجنتين بهدفٍ نظيفٍ، وتتأهل للدور الثاني في مركز الوصافة.

وفي الدور ثمن النهائي، عبرت كرواتيا من بوابة رومانيا إلى ربع النهائي بعدما انتصرت عليها بهدفٍ نظيفٍ، لتضرب موعدًا مع ألمانيا في دور الثمانية.

ومثلما كانت ألمانيا بوابةً لعبور بلغاريا للمربع الذهبي في مونديال 1994، كانت بوابةً أيضًا لكرواتيا بعدما تلقت خسارةً قاسيةً أمامها بثلاثية نظيفة.

لكن أحلام كرواتيا في بلوغ النهائي ذهب حينها أدراج الرياح بعد الخسارة أمام فرنسا، خصمها في نهائي موسكو غدًا، بهدفين لهدف، لتنال المركز الثالث وقتها بالانتصار هولندا بنفس النتيجة.

3 منتخبات في 2002

مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، كان استثنائيًا، بعدما حمل ثلاثة منتخبات لقب الحصان الأسود في البطولة، وهي منتخبات تركيا وكوريا الجنوبية والسنغال.

تركيا عبرت لنصف النهائي من بوابة السنغال بالهدف الذهبي في الدور ربع النهائي لكنها خسرت أمام البرازيل بهدفٍ نظيفٍ، لتحرز بعدها المركز الثالث بالانتصار على المنتخب الكوري بثلاثة أهداف لهدفين.

كوريا الجنوبية خاضت مغامرة تاريخيةً بدايةً من إقصائها البرتغال في دور المجموعات، ثم انتصارها على إيطاليا في الدور ثمن النهائي، مرورًا بإسبانيا نحو نصف النهائي قبل أن تتوقف مغامراتها على يد الألمان بالخسارة أمامهم بهدفٍ نظيفٍ.

السنغال بدورها خاضت مغامرةً تاريخيةً في أول ظهورٍ موندياليٍ لها بدءًا من الانتصار على فرنسا في الافتتاح بهدفٍ نظيفٍ، ثم العبور للدور ربع النهائي أمام السويد قبل وداع المونديال على يد أبناء الأناضول.

وباتت السنغال ثاني منتخب أفريقي يعبر للربع نهائي بعد الكاميرون عام 1990، والتي قدمت موندياليًا مميزًا أيضًا في الأراضي الإيطالية.

أوروجواي 2010

وفي مونديال جنوب أفريقيا 2010، بعد أن خفت بريق أوروجواي بعد تتويجين لها بالمونديال، عادت أوروجواي لكي تشرق شمسها بكأس العالم من جديد.

أوروجواي بدأت المونديال بتعادل سلبيٍ أمام فرنسا قبل أن تسحق جنوب أفريقيا بثلاثيةٍ نظيفةٍ، وأمنت تأهلها للدور الثاني بانتصارٍ على المكسيك بهدفٍ نظيفٍ جعلها في صدارة المجموعة.

وفي الدور ثمن النهائي انتصرت أوروجواي على كوريا الجنوبية بهدفين لهدف، قبل أن تعبر لنصف النهائي في مباراةٍ دراميةٍ على حساب غانا بركلات الترجيح بعد التعادل الإيجابي في الوقتين الأصلي والإضافي بهدفٍ لمثله، في مباراة شهدت إهدار أسامواه جيان ركلة جزاء حاسمة في الدقيقة 120 بعد منع لويس سواريز الكرة من ولوج المرمى بيده.

وفي الدور نصف النهائي توقفت أحلام أوروجواي عند هذا الحد بالخسارة أمام هولندا بهدفين لثلاثة، لتخسر بعدها مباراة المركز الثالث أمام ألمانيا بنفس النتيجة.

معجزة كوستاريكا 2014

آخر النسخ المونديالية في البرازيل 2014 شهدت معجزةً حقيقيةً تمثلت في منتخب كوستاريكا، المنتخب الذي لم ترحمه القرعة فأوقعته في المجموعة الرابعة، والتي وُصفت بمجموعة الموت رفقة أوروجواي وإيطاليا وإنجلترا.

لكنه أطاح بالكبار واحدًا تلو الآخر، فبدأ بأوروجواي بالانتصار عليها بثلاثة أهداف لهدف، ثم إيطاليا بهدفٍ نظيفٍ، ليعبر للدور الثاني ويؤمن صدارة المجموعة بالتعادل السلبي أمام إنجلترا.

وفي الدور الثاني أكملت كوستاريكا مفاجآتها بإقصاء اليونان عبر ركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدفٍ لمثله، قبل أن تقف ركلات الحظ حائلًا أمام عبورها المربع الذهبي بالخسارة أمام هولندا في الدور ربع النهائي بعد التعادل السلبي الذي سيطر على 120 دقيقة من عمر المباراة.