نهائي كأس العالم فرنسا وكرواتيا
نهائي كأس العالم فرنسا وكرواتيا


روسيا 2018| نهائي كأس العالم.. بين الحلم الكرواتي وتكرار الإنجاز الفرنسي

عمر البانوبي

الأحد، 15 يوليه 2018 - 10:21 ص

تنطلق في تمام الخامسة مساءً بتوقيت القاهرة صافرة نهائي كأس العالم بين منتخبي فرنسا وكرواتيا بملعب لوجنيكي الأولمبي في العاصمة الروسية موسكو وهي المباراة التي ينتظرها عشاق الساحرة المستديرة على مستوى العالم.

يدير المباراة طاقم تحكيم مكون من الأرجنتيني نيستور فابيان بيتانا يعاونه مواطناه هيرنان مايدانا، وجون بابلو بيلاتي ووقع الاختيار على الدولي الهولندي بيورن كيبرز حكمًا رابعًا.

وقال الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في تقديمه للمباراة، دارت عجلة الزمن وتغربلت المنتخبات واحدة وراء أخرى، ليتبقّى اثنان فقط. بعد 63 مباراة حافلة بالتشوق والحماس والضربات الثابتة والمفاجآت، تم تحديد هوية الفريقين المتأهلين للنهائي: فرنسا وكرواتيا. ولموقعة حسم هذه النسخة نكهة تُذكر بنهائيات 1998، التي شهدت تألق المنتخب الفرنسي على أرضع واعتلائه منصة التتويج قبل عقدين من الزمن.

والمؤكد أن المنتخب الكرواتي سيبذل الغالي والنفيس في سبيل الثأر من هزيمة نصف النهائي على يد الديوك في 1998، فقد حُرم آنذاك الوافدون الجدد على البطولة من بلوغ النهائي بسبب الهدفين الدوليين الوحيدين للفرنسي ليليان تورام. أما فرنسا فتتطلّع إلى أن يجلب كابتن الفريق في النهائي قبل 20 سنة الحظ السعيد في موقعة الأحد على ملعب لوجنيكي، ليُصبح ديدييه ديشامب الشخص الثالث فقط بعد ماريو زاجالو وفرانز بيكنباور الذي يرفع الكأس الذهبية كلاعب ومدرب. ولتحقيق ذلك، يتوجّب عليه أن يقود كتيبة الديوك إلى برّ الأمان من موقعه كمدرب، بعد أن قام بذلك كقائد للفريق بمواجهة البرازيل سنة 1998.

ورغم أن ذكريات الماضي لدى الفريقين لا تزال حاضرة بقوة، إلا أن طرفي المباراة يمتازان بالواقعية الكروية وفهم كبير للمهمة المقبلة. فقد أظهرت الكتيبة الفرنسية كفاءتها وصلابة صفوفها أمام بلجيكا لتتغلّب على الشياطين الحمر بنتيجة 1-0 في نصف النهائي يوم الثلاثاء. وعلى المقلب الآخر، احتاجت كرواتيا للوقت الإضافي لكي تحسم النتيجة - في سيناريو تكرر للمرة الثالثة على التوالي - أمام إنجلترا على ملعب لوجنيكي يوم الأربعاء. فهل بوسع الكروات أن يتجاوزا هزيمة 1998 على يد نفس الفريق ويخطفوا الذهب هذه المرة، أم سيكون يوم المجد لديشامب مرة أخرى؟ عيون العالم بأسره شاخصة إلى ملعب لوجنيكي لمعرفة الإجابة على هذا السؤال.

هل تعلم؟

أن المباراة النهائية التي لم يتم حسم نتيجتها في الوقت الإضافي أو ركلات الترجيح تعود إلى 16 سنة مضت أي نسخة 2002. وفي النسختين الماضيتين انتهت موقعة الحسم بنتيجة 1-0، حيث تم تسجيل هدف الفوز في الوقت الإضافي. أما آخر لاعب يسجّل هدفاً في الوقت الأصلي (90 دقيقة) من المباراة النهائي للعرس الكروي العالمي هو ماركو ماتيراتزي لصالح إيطاليا في شباك فرنسا عام 2006.

وفي تصريح له من فندق المنتخب في وسط موسكو، قال زلاتكو داليتش بكل هدوء: "لا نزال نعيش الحلم." وبالنظر إلى أن الفرصة لم تسنح له على الإطلاق لتمثيل بلاده كلاعب، لم يتردّد بقبول عرض تدريب المنتخب الأول في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما واجه الفريق خطر الغياب عن روسيا 2018.

وقال داليتش: "اخترتُ طوال حياتي ومسيرتي الطريق الأصعب. لم أرغب بأن أكون مدرباً عادياً في كرواتيا. كان عليّ أن أبدأ بالنادي الأضعف ترتيباً. وخلال عام فقط في آسيا، أصبحتُ أفضل مدرب، وأشرفتُ على نادي العين (الإماراتي) لثلاث سنوات، وهو فريق بمكانة ريال (مدريد) في أوروبا. كانت تلك تجربة هائلة بالنسبة لي. درّبتُ اثنين من أكبر أندية آسيا، ولذلك عندما تم استدعائي لتدريب المنتخب الكرواتي، لم أتردّد على الإطلاق."

وسيُعيد نهائي اليوم الأحد في روسيا 2018 بين فرنسا وكرواتيا العديد من ذكريات الماضي إلى أذهان عشاق الساحرة المستديرة. فقبل 20 عاماً، التقى الفريقان في نصف نهائي كأس العالم فرنسا 1998، عندما استضاف الديوك البطولة على أرضهم وبين جماهيرهم.

فمن نواح عديدة، هناك أوجه تشابه بين تلك المباراة ونهائي يوم الأحد المرتقب في موسكو. ذلك أن كرواتيا كانت قد وصلت حينها إلى نصف النهائي على نحو مبهر، مُحققة أكبر نجاح لها على الإطلاق منذ استقلالها. من جهتهم، كان الفرنسيون يعيشون موجة شغف أشبه ما تكون من الجنون في طريقهم إلى اللقب. صحيح أن كرواتيا أبهرت الجميع بأدائها الساحر، لكن أصحاب الأرض لم يكن ليرضوا بأقل من النهائي، وإن كان وصولهم إلى المربع الذهبي يُعتبر نجاحاً كبيراً في حد ذاته.

وبينما فازت كرواتيا على ألمانيا 3-0 في ربع النهائي في 1998، فإنها حققت إنجازاً مماثلاً في روسيا 2018 بتغلبها على الأرجنتين - وصيف بطل العالم - بنفس النتيجة في مرحلة المجموعات. وعلى الطرف الآخر، كان منتخب فرنسا قوياً في الدفاع - على غرار هذا الفريق الذي شق طريقه بثبات نحو نهائي 2018 - حيث لم تستقبل شباكه سوى هدفاً واحداً قبل ملاقاة دافور سوكر ورفاقه في موقعة 1998، ناهيك عما كانت تزخر به كتيبة الديوك بمواهب مذهلة في خط الوسط والهجوم من خلال لاعبين ذائعي الصيت مثل زين الدين زيدان وتييري هنري.

وهناك أيضاً بعض النقاط المشتركة بين موقعة الأحد ومواجهة ذلك اليوم: فمدرب فرنسا الحالي ديدييه ديشامب كان هو كابتن منتخب 1998 حيث قاد فريقه على ملعب فرنسا ضد كرواتيا في تلك الأمسية على أرضية سان دوني.

في تلك الليلة، انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي بين الطرفين. وحتى الآن في روسيا 2018، ساد التعادل السلبي في الشوط الأول خلال 22 مباراة (35 في المائة) أيضاً، حيث سُجل 61 هدفاً قبل الإستراحة مقابل 97 هدفاً في الشوط الثاني.

وفي موقعة نصف نهائي 1998، شهد الشوط الثاني بداية نارية عندما تقدم الكروات في النتيجة عن طريق دافور سوكر. لكن تقدم كتيبة فاتريني دام دقيقة واحدة فقط، حيث استرجع المدافع ليليان تورام الكرة على مشارف منطقة الجزاء الكرواتية قبل أن يُطلق قذيفة سجل بها هدفه الأول بقميص فرنسا.

وبشكل لا يصدق، لم يتوقّف تورام عند هذا الحد. فقد أضاف الهدف الثاني بتسديدة مقوسة مذهلة في الدقيقة 70 مانحاً فريقه الفوز بنتيجة 2-1. وفي سيناريو مماثل، سجل المدافع صامويل أومتيتي الهدف الحاسم الذي منح الفوز للمنتخب الفرنسي في نصف نهائي روسيا 2018، تماماً كما كان المدافع تورام بطل تلك الليلة في ملعب فرنسا، حيث منح أصحاب الضيافة تذكرة العبور إلى النهائي الذي فازوا فيه على البرازيل 3-0 ليرفعوا الكأس للمرة الأولى في تاريخهم.

وبالعودة إلى الإحصائيات، فإن نهائي الأحد قد ينتهي بنفس نتيجة الموقعة التي جمعت الفريقين قبل 20 عاماً: ذلك أن 2-1 هي النتيجة الأكثر تكراراً في روسيا 2018 (14 مرة) بعد 1-0 (15 مرة).

ما هو إذن السيناريو الذي سيشهده الفصل الثاني من مواجهات فرنسا ضد كرواتيا في كتاب ذكريات كأس العالم؟

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة