جمال عبد الناصر - صورة أرشيفية
جمال عبد الناصر - صورة أرشيفية


في ذكرى ثورة 23 يوليو..

جمال عبد الناصر| «أمير الفقراء» رمز الكرامة والعدالة للمصريين

أسامة حمدي

الأحد، 15 يوليه 2018 - 04:09 م

«زهران»: مشروع الألف مصنع حقق الأمان لغالبية الشعب.. ونكسة 67 انتهت آثارها

«سامي»: أبناء البسطاء نالوا مراكز في الجيش والشرطة والقضاء واختفت «الواسطة»

«قنديل»: عبد الناصر تخلص من الاعتقالات قبل وفاته.. والتنمية تعادل كوريا الجنوبية

 

منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، ورفع الثوار في الميادين شعارات العيش والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية واستقلال القرار السياسي، ثم تبعها بعامين الموجة الثانية للثورة وهي 30 يونيو، والتي جاءت لتصحح مسار الثورة الأولى وتؤكد مطالبها، واستلهم الثوار نموذج الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رمزا لتلك المطالب التي أرسى مبادئها منذ ثورة 23 يوليو 1952، وارتفعت صور الزعيم الخالد «أمير الفقراء» في الميادين والشوارع وكأنهم يتمنون حاكما يكرر سيرة «عبد الناصر» ويحقق مطالب الثورتين بعد مضى 66 عام على ثورة يوليو.

 

 

«عبد الناصر» يشرح «العدالة الاجتماعية»

 

ومن الأقوال المأثورة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر عن العدالة الاجتماعية «لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون الغنَى إرثاً والفقر إرثاً والنفوذ إرثاً والذل إرثاً، ولكن نريد العدالة الاجتماعية، نريد الكفاية والعدل، ولا سبيل لنا لهذا إلا بإذابة الفوارق بين الطبقات، ولكل فرد حسب عمله، لكل واحد يعمل ولكل واحد الفرصة ولكل واحد العمل، ثم لكل واحد ناتج عمله».

 

 

نجيب محفوظ يصف الزعيم

 

وقال نجيب محفوظ عن «عبد الناصر» «إن عبد الناصر أكثر من أنصف الفقراء.. وما لم يستطع تحقيقه أعطاه لهم أملا لذلك فالناس لا تنساه أبدا، لأن الأمل لا يموت وربما كان هذا هو السبب الذي يجعل اسم عبد الناصر وصوره ترتفع في كل مظاهرة شعبية».

 

 

في هذا الصدد استطلعت «بوابة أخبار اليوم» آراء عددا من رموز التيار الناصري في ذكري ثورة 23 يوليو للإجابة على سؤال لماذا يرفع المصريين صور «عبد الناصر» في كل مظاهرة شعبية وحراك جماهيري؟

 

 

 

فرص كبرى للفقراء

 

في البداية يقول المهندس محمد سامي، رئيس حزب الكرامة – أحد أبرز الأحزاب الناصرية – إن الفقراء والبسطاء يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع المصري، وهم نالوا فرص كبيرة وغير مسبوقة في المرحلة الناصرية تمثلت في التعليم المجاني والحصول على مراكز مرموقة ومتعددة في الدولة، ولم يكن هناك أي تمييز بالوساطة والمحسوبية، وكان المجموع الذي يؤهل من خلال التنسيق للالتحاق بالكليات، وبذلك تبوأ أبناء البسطاء والفقراء مراكز داخل القوات المسلحة والشرطة وصاروا أساتذة بالجامعات وأطباء ومهندسين وغيرها.

 

وأضاف المهندس «سامي»: «ذلك فتح المجال أمامهم كي يرتقوا في المستويات الاجتماعية لا شرط أمامهم سوى الكفاءة والتميز».

 

وأوضح «كذلك كان هناك اهتمام بشريحة الفلاحين والعمال، فقوانين الإصلاح الزراعي مكنت الفلاحين من تملك الأراضي الزراعية وتوفير دخل من قوت عملهم ومن ملكيتهم دون أن يكونوا أجراء عند أصحاب الملكيات الكبرى، أما العمال فنالوا فرص كبيرة من خلال المصانع التي تم بناءها وأصبحت النظرة للمظهر العام وزى العمال نظرة فخر».

 

وتابع رئيس حزب الكرامة، أن هؤلاء الذين نالوا فرص ومواقع مرموقة كانوا قادمين من كل النجوع والحواري والأماكن الشعبية، وهذا عكس شعور أن المرحلة الناصرية أتاحت لهم ما لم يكن متاح سابقا واختفت الطبقية والفوارق الاجتماعية، وهذا هو السبب الرئيسي للامتنان المستمر للمرحلة الناصرية.

 

 

يجسد العدالة والكرامة

 

وصرح عبد الحليم قنديل، الكاتب الصحفي ذو الخلفية الناصرية، أنه لابد من التفرقة بين التجربة التي حكم فيها عبد الناصر مصر طوال 16 عام وقد يرد فيها الخطأ والصواب ككل تجربة بشرية، واختلاف المؤرخين حول تقييم التجربة أمر طبيعي لأنهم ليسوا على الحياد دائما، لأننا في مجتمع به صراعات اجتماعية وعبد الناصر كما له خصوم له أنصار، وبصفة عامة في تقييم أي فترة تاريخية ننظر إلى نقطة البداية ونقطة النهاية؛ هل الرئيس دفع للأمام أم الخلف؟ الشاهد أن عبد الناصر عندما مات ترك مصر على جبهة السلاح وليس جبهة الهزيمة وكان قد خاض حرب الاستنزاف كبداية لحرب أكتوبر 1973.

 

وتابع: «كما تخلصت مصر قبل وفاته من فترة الاعتقالات المرتبطة بالثورات كالعادة ووصل إجمالي المعتقلين حينها 273 شخص، ومن حيث التنمية رأسا برأس مع كوريا الجنوبية وقتها والصين كأعلى معدل على مستوى العالم الثالث وقتها، ومصر مركز العالم العربي وقائده بلا منازع».

 

وأكد أن عبد الناصر كرمز فالشاهد أنه في ثورات يناير ويونيو وفي كل هبات المصريين ترفع تلقائيا صوره، حتى أشد أعداء عبد الناصر كالإخوان خلال الـ18 يوم لثورة يناير رفعوا صوره ولم يرفعوا صور «حسن البنا»، وأذاعت منصاتهم أغاني عصر عبد الناصر ولم تذيع أغاني دينية، وذلك إشارة لأغلبية ساحقة من المصريين أنه بطلهم المفضل.

 

وذكر أن اسم وصور عبد الناصر في الثورات ينطوي على معنيين مهمين هما «العدل» وبصورة مطلقة لا يوجد رمز يجسد لفكرة العدالة أكثر منه، وقدوة شخصية إذ مات ولم يملك بيتا وكان يستأجر بيتا في منشية البكري، وقد استبدل معاشه حتى يستطيع تزويج بنتيه «هدى ومنى»، وهو يذكر الضمير الجمعي للأمة العربية والإسلامية بمثال عمر بن الخطاب.

 

وأضاف: «المعنى الثاني لاسم وصور عبد الناصر هو الكرامة حيث كانت مصر محكومة لفترات طويلة من الأجانب، وقيمة الاستقلال وتأثير مصر في محيطها العربي والإقليمي والعالمي، وبذلك يتحول عبد الناصر من جسد في كوبري القبة إلى معنى عابر لكل العصور».

 

 

النكسة انتهت آثارها وتبقى الانجازات

 

وقال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد، إن السيرة الذاتية للشخص لا تقف عن حدث وإنما تقف عند مرجعية، فلا يمكن تقييم عبد الناصر بحدث مثل نكسة 67، والتقييم بالإجمالي وليس الجزئيات، فحرب 67 كانت حرب استنزاف وهو من جهز لحرب أكتوبر 73، وأزيلت آثارها بنصر أكتوبر ولا يجب أن نقف عندها إلا بالدرس والتحليل.

 

وتابع: «البسطاء يرفعون صور عبد الناصر لأن نظام ثورة يوليو حمى وتبنى حقوق هذا الطبق، وقبل ثورة 1952 كانت الطبقة الكادحة معدمة والتعليم والجيش والشرطة والقضاء للأثرياء والرأسماليين والإقطاعيين، وجاءت ثورة يوليو لترفع شعارات القضاء على الفساد والاستغلال والاستعمار والعدالة الاجتماعية والقضاء على الرأسمالية والإقطاع، كلها إجراءات اجتزأت للأغلبية حقوقها وحققت العدالة».

 

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن المرحلة الناصرية تبنت مشروع الألف مصنع في عهد عزيز صدقي، ووفرت فرص العمل، وحققت الاستقرار والأمان للشعب، وهو ما نفتقده حتى الآن، وعاشت الطبقة الوسطى والفقيرة ظروفا أفضل في ظل مناخ آمن، ولازال في ضمير الشعب مشروع عبد الناصر الذي يحقق مصالح الغالبية فضلا عن العزة والكرامة واستقلال القرار السياسي».

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة