سعاد ماسي
سعاد ماسي


سعاد ماسي: الموسيقى عالجت أحزاني.. ولا أحب السياسة

مصطفى حمدي

الثلاثاء، 17 يوليه 2018 - 04:45 م

لم أعرف أنها "مهندسة مدنية" قبل أن تكون مطربة وشاعرة وملحنة، من المدهش أن يجتمع المنطق والنظام مع عبثية الفنان الحالم، ولكن لأن لكل قاعدة استثناء تبدو سعاد ماسي استثناء بين جيل كامل من المطربات، صباحًا التقينا أمام مصعد الفندق قبل أن تتوجه لتعقد مؤتمرًا صحفيًا لحفلها في مهرجان موازين ، وقبل صعودها إلى المسرح مساء اقتسمنا بعضًا من الدقائق لتتحدث عن أشياء كثيرة ربما أقربها إلى قلبي أغنيتها "غير انت" !

تضحك هنا وتقول : ألبوم deb الذي قدمت فيه هذه الأغنية تحديدًا كان حالة انسانية فيها الكثير من الخصوصية، أغلب الأغاني لمستني شخصيًا، بعضها جزء من حياتي، ولكنني لا أغني عن نفسي ولنفسي طوال الوقت، أنا أعيش وسط الناس وأغني عنهم ، قلت من قبل أنني أعيش في حسي شعبي في الجزائر، لا أريد أن انفصل عن الناس حتى يظل هذا الرابط ممتدا بيني وبينهم .

رغم المنطق والدبلوماسية لا تخفي سعاد ردودها الجريئة وآخرها ماقالته بأنها لا تحب فن الراي الجزائري، تلقفت الصحف الجزائرية التصريح وصنعت منه قصة أشعلت المواقع في دقائق، تندهش من رد الفعل وهي تقول : أنا لا أحب "الراي" بصيغته التجارية، لقد اختصروا الثقافة الجزائرية في الراي المُصَدر للعالم بصورته الحداثية الاستهلاكية، نحن لدينا فنون متنوعة في وطني، وهناك ألوان أخرى من "الراي"، للعلم أنا أمازيغية الهوى وعربية الهوى أيضًا ولهذا أغنية باللغة العربية ، أقرأ الشعر كثيرًا لأحرر أفكاري وربما ألتقط قصائد بعينها وأغنيها مثل قصيدة "زار الرئيس المؤتمن" للشاعر أحمد مطر والتي سأغنيها في حفلي القادم بلبنان ، الفن أوسع وأرحب من تضييقه وتصنيفه .

تغني سعاد وتعزف على الجيتار في حفلاتها، تسرد قصص العشق والهجر والخذلان، وتحكي عن المهاجرين والغرباء، تتنقل بين موسيقات من عوالم مختلفة مثل الجاز والروك والريجي، ترى الموسيقى عالم رحب لا حدود له ولا حواجز، ولهذا تترك مساحة للعازفين في فرقتها كي يتحرروا على خشبة المسرح ، ولهذا تقول : أنا وفرقتي عائلة واحدة متماسكة ومتناغمة يمدنا المسرح بالقوة والطاقة والمحبة ، في الواقع الموسيقى هي خلاصي من كل الأحزان التي واجهتها في حياتي ، منذ طفولتي الوحيدة في بلدتنا وحتى علاقتي مع اطفالي ووالدهم ، لا أحب الحديث عن حياتي الخاصة ولكنني أعبر عن كل مايدور فيها بالغناء .

رغم الرومانسية هناك دائمًا لمسة سياسية في أغلب أغاني سعاد، ولكنها تقول : السياسية في أغنياتي لا تخرج عن إطار نبذ التفرقة والتعصب وازالة الحدود، التسامح هو رسالتي السياسية الأهم ، أنا لا أحب السياسة بمفهومها الدارج ، ولكن دور الفنان أن يقرب بين الشعوب ، أنا لا يعنيني ما يفعله السياسيون ، ولكن مايعنيني مثلا أن أواجه العنصرية التي عانيت منها خلال رحلتي الى فرنسا، وهذا امتد مثلًا لشركة انتاج عالمية رفضت ألبوم قدمته لأنه مستوحى من التراث الإسلامي ويتحدث عن حضارتنا العربية، ولهذا قررت أن أتعاون مع شركة أخرى ، كل هذه التفاصيل تجعلني كفنانة أرفض الخوض في السياسة التي تضع حدودا وعراقيل أمام تواصل الشعوب والثقافات.

لأول مرة تخوض سعاد تجربة الغناء باللهجة المصرية، بل انها ستقدم لونًا مختلفًا تمامًا عن فلسفتها الغنائية ، السر في أغنية "سلام" التي تعاونت فيها مع الشاعر نادر عبدالله والملحن والموزع خالد عز ، تقول سعاد : الأغنية سأضمها لألبومي القادم ، ولكنني سأطرحها قبل صدوره في مصر ، سجلت الأغنية منذ فترة في القاهرة وسعيدة جدًا بهذه التجربة، والحقيقة أنني أحب الأغنية المصرية وكنت أتمنى أن أقدم عملًا مصريًا منذ فترة طويلة .

ونحن ننهي حوارنا ذكرتني سعاد بوعدها لي قبل الصعود إلى خشبة المسرح ، قالت وهي تبتسم : لن أنسى طلبك ، سأغني "غير انت" .


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة