علما البلدين
علما البلدين


الصدام اليوناني التركي لا يزال قائمًا .. ونهج أنقره لم يتغير

أحمد نزيه

الثلاثاء، 17 يوليه 2018 - 06:23 م

 

أمرت محكمة تركيةً في إقليم إدرنة شمال غرب البلاد، باستمرار حبس جنديين يونانيين تعتقلهما السلطات التركية منذ مارس الماضي، وذلك حسبما ذكرت صحيفة "جريت" التركية.

جنديان ضلا الطريق أواخر مارس الماضي، فوجدا نفسهما داخل الحدود التركية، لتقوم السلطات التركية بالقبض عليهما ورفضت الإفراج عنهما، رغم تأكيدات اليونان بأنهما دخلا الحدود التركية عن طريق الخطأ.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رهن حينها مسألة الإفراج عن الجنود بتسليم اليونان ثمانية جنود أتراك، تمنحهم بلاد الإغريق حق اللجوء السياسي، وتتهمهم أنقره بالضلوع وراء الانقلاب العسكري الذي كاد يعصف بحكم أردوغان في منتصف يوليو عام 2016، بيد أن أثينا رفضت الرضوخ لمطلب الرئيس التركي.

وتقول اليونان إن الجنديين عبرا الحدود إلى تركيا بطريق الخطأ أثناء تعقبهما لأثر من يشتبه في أنهم مهاجرون غير شرعيين، في حين أمرت محكمة تركية بحبسهما انتظارًا للمحاكمة في اتهامات بدخول البلاد بشكلٍ غير مشروعٍ ومحاولة التجسس العسكري.

ولم توجه أية اتهاماتٍ رسميةٍ للجنديين اليونانيين إلى الآن من قبل السلطات التركية، لكنها في الوقت ذاته ترفض إطلاق سراحهما.

محاولة التقارب

ويأتي قرار المحكمة بعد بضعة أيام من لقاء رئيس الوزراء اليوناني ألكسي تسيبراس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قمة حلف الناتو ببروكسل، حيث اتفقا على التركيز على جهود الحد من التوترات في منطقة بحر إيجه.

وقد انتقد نائب وزير الدفاع اليوناني فوتيس كوفيليس قرار المحكمة، وأكد مجددًا أن اليونان لن تدخل في أي مساومات لتأمين إطلاق سراحهما، في إشارةٍ منه للعرض الذي قدمه لهم أردوغان من قبل نظير إطلاق صراج الجنديين.

موقفٌ جديدٌ يضاف إلى رصيد أردوغان السيء في الآونة الأخيرة مع قادة دول الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها ألمانيا، كما أنه يضرب جهود اليونانيين والأتراك في إذابة الجليد في علاقاتهما في مقتلٍ.

منافس أردوغان الرئيسي في الانتخابات التي جرت في الرابع والعشرين من يونيو الماضي محرم إينجه، كان من ضمن مشروعه الانتخابي حال فوزه هو تحسين علاقات بلاده مع اليونان.

وحسم أردوغان انتخابات الرئاسة بعدما حصد نحو 52.6% من أصوات الناخبين في الجولة الأولى، في حين حصل محرم إينجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري، على 30.4% من أصوات الناخبين.

أردوغان بدأ ولايته الرئاسية الثانية، والأولى له التي يتمتع خلالها بصلاحياتٍ رئاسيةٍ غير مسبوقة، لكن توجهات الماضي القريب ما زالت حاضرةً من قبل دون تغيير يوحي بأن تركيا في طريقها لرأب الصدع في علاقاتها الخارجية.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة