حسين احمد النجاح
حسين احمد النجاح


«عم حسين السوري»: «فساتين العرايس» حلم قررت تحقيقه في مصر

محمد حسنين

السبت، 21 يوليه 2018 - 07:35 م

«من الأزمة تظهر المنحة».. هكذا يقولون، أو تلك العبارة ربما تنطبق على رجل خمسيني هرب من صراع ويلاته لم تبق ولم تذر، فكان القرار الصعب، الهروب من أرض الوطن «سوريا»، فرارا بحياته هو وأسرته من الموت بسيف أو عيار ناري أو قذيفة صاروخية أو ربما تحت أنقاد بيته، فكانت مصر هي الوجهة والملاذ.

 

«الهروب من الوطن إلى الوطن».. لم يأخذ «عم حسين السوري» وقتا في التفكير عن وجهته، شد رحاله دون ووضع خطة للنجاة عقد وأسرته العزم والكل في ذهنه «مصر»، ربما كان ذلك لما سمعت أذانهم وشاهدت عيونهم الأخبار المتوالية عن حال اللاجئين في مخيمات الإيواء ببعض الدول، التي يكون فيها المشهد العام هو «الصراع مع الحياة من أجل الحياة».. صراع على شربة ماء أو لقمة خبز أو غطاء يقي البرد القارس والشمس الحارقة.

 

«حسين أحمد النجاح» سوري الجنسية يقول: «إن أول شيء فكر فيه بعد حدوث أزمة الحرب في سوريا هو الذهب إلى مصر، فهي تفتح ذراعها للجميع، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي يعشقها كل سوري، فلها معزة خاصة في قلب كل السوريين، ونحن نعامل فيها كأننا نعيش في وطننا».

 

«ترزي تخصص فساتين عرائس» كانت تلك مهنة «عم حسين» قبل أن يتعرض محله الخاص في سوريا للخراب والدمار على أيدي عناصر تنظيم داعش الإرهابي الذي دخل في صراع مع الجميع داخل البلاد السورية، فيقول: «حلم عمري كان محلي الخاص، لكن الخراب والدمار اللذان تعرضت لهما سوريا أطاحا بتعب السنين في غمضة عين عندما جاء الدواعش إلى أراضينا».

 

 جاء مصر ولم يشعر بغربة الوطن فيها فيقول: «أول ما فكرت.. فكرت في مصر  لأني أعتبرها بيتي الثاني، فأخذت عائلتي وجئت على أول طائرة إلى القاهرة، وحاولت أكثر من مرة أن أجد عملا يناسب تخصصي، وهي مهنه الخياطة ترزي».

 

السوق مفتوح للجميع، لقمة العيش يقتسمها المصريون مع الكل، يضيف «عم حسين»: «جئت ومعي مبلغ من المال، قمت على الفور بإيجار محل، وتعرفت على شاب مصري وشاركته في المحل، والحمدلله توافد الزبائن علينا حتى وصلت بفضل الله أني زوجت ابني الكبير لفتاة سوريا في مصر».

 

أنهى «عم حسين» حديثه عن مستقبل أولاده في مصر فيقول، «بالنسبه لباقي أولادي علمتهم المهنة، وهم الآن يساعدونني في المحل، ومن حين لآخر تذهب زوجتي إلى دمشق لأهلها للاطمئنان عليهم ثم تعود إلى وطنها الثاني مصر».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة