محمد البهنساوى رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم
محمد البهنساوى رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم


من سيدي جابر إلى جزر المالديف.. الفرص لا زالت ضائعة!!

محمد سعد

الإثنين، 23 يوليه 2018 - 08:08 م

صورتان.. بينهما آلاف الأميال بعدًا.. وربما لا علاقة بينهما موضوعيا.. لكن تربطهما شعرة بسيطة تميزت بها السياحة المصرية مؤخرًا.. ألا وهي الفشل الذريع في استغلال الفرص الذهبية للترويج لمصر سياحيا وتحسين صورتها أمام العالم كله.. هذا الفشل تجسده الصورة الأولى تمامًا.. وهي للتابوت الذي تم الكشف عنه مصادفة في منطقة سيدي جابر بالإسكندرية مؤخرًا.. فبدلا من تحويله إلى حدث عالمي يشغل بال العالم بأثره لأيام وأسابيع.. تم التعامل معه وكأنه سرًا حربيًا لا بد من التكتم والسرية في كل ما يخصه.. وتسلل مسؤولو الآثار فجرًا بعيدًا عن أعين وسائل الإعلام التي كانت قد بدأت الاهتمام فعليًا بالحدث ومتابعته.

التابوت الأضخم في مقابر الإسكندرية.. تحدث العالم بأكمله عنه «تابوت الإسكندرية»، وما سبقه بالعثور على رأس تمثال أثري في المكان الذي كان يحفره أحد المواطنين استعدادًا لبناء عقار.. ومع استمرار الحفر تم العثور على التابوت الأسود.. وسارت احتمالات حول العالم أن يكون الكشف مقدمة لكشف لغز مقبرة الإسكندر الأكبر.. وازدادت التكهنات بالوصول للتابوت الضخم الذي يزن 20 طنًا ومصمم من حجر الجرانيت.. وتصدر «تابوت الإسكندرية» قائمة البحث في موقع التواصل الاجتماعي ورغم ذلك تم منع الصحفيين من حضور فتح التابوت.. واكتفت وزارة الأثار بإصدار البيانات الصحفية حوله فقط !!

وبوقفة بسيطة.. كيف فات مسؤولو الأثار والسياحة تحويل الموضوع لحدث عالمي.. ونسج القصص حوله لأيام.. وتشويق العالم كله انتظارا لما سيسفر عنه فتح التابوت.. حتي ولو كانت وزارة الأثار تعرف أن بداخله جماجم ومياه صرف صحي.. لكن كانت فرصة ذهبية أن يتابع العالم قصة أثرية مثيرة وثرية.. تفتح شهية العالم أولا لزيارة مثلا بحثًا عن أثار الإسكندر الأكبر.. وثانيا إلقاء الضوء على الإسكندرية التي لازالت بعيد كل البعد عن الخريطة السياحية رغم الكنوز التي تزخر بها.. ما المانع لو أخرنا فتح الصندوق ونسجنا كما قلت قصصًا وروايات.. وننتهزها فرصة للحديث عن تاريخ الإسكندر بمصر.. ومدينة الإسكندرية الساحرة.. ثم يتم فتح التابوت بعد هذه الإثارة أمام العالم كله.

وهنا تحضرني مغامرة الرائع العبقري زاهي حواس حول الممر السري بالهرم الأكبر.. وكيف ظل العالم يترقب ولا حديث له سوى ممر الهرم وإمكانية أن يقود لسر خطير وكبير.. وأثق تمام الثقة أن حواس كان يعلم أن الممر لن يقود لشيء.. لكنه نجح أن يلفت أنظار العالم.. ثم عمل بثًا حيًا لحركة الروبوت للعالم أجمع حتى الفجر ولم يصل لشيء لكنه نجح أن يحول أنظار العام بأسره لمصر.. وسبقه قبل 100 عام فتح مقبرة توت عنخ أمون أمام العالم أجمع.. ونقل تمثال رمسيس الثاني من ميدان رمسيس إلى المتحف الكبير أمام العالم أيضًا.

الواقعة تجسد غياب التنسيق بين جهات الدولة خاصة السياحة والآثار.. فهل هناك الآن وبعد ضياع الفرصة الذهبية خطة لاستغلالها سياحيًا وتنشيط السياحة الثقافية والدعاية لمدينة الإسكندرية وجذب المولعين حول العالم وما أكثرهم بالآثار المصرية.. وهل يعلم المسؤولون أن منطقة "سيدي جابر" التي وجدوا فيها التابوت هي المدينة الأساسية التي أسسها "الإسكندر الأكبر"، وكان مهمًا للغاية أن تتم عملية فتح التابوت على الهواء مباشرةً عبر عدد من القنوات الفضائية، استغلالا لحالة الزخم والاهتمام العالمي بالكشف، لجذب المزيد من السياح لزيارة مصر.. وهل تواصلنا مع القنوات العالمية المهتمة الوثائقية لعرض فيلم تسجيلي حول هذه المنطقة والدعاية غير المباشرة لها؟ بالطبع لم يحدث واعتقد أنه لن يحدث!!

 ننتقل للصورة الأخري والمرتبطة بالصورة والموضوع السابق لتكشف نفس الفشل في استغلال الفرص الذهبية.. صورة نجم مصر والعالم محمد صلاح على شواطيء جزر المالديف.. والتي تم تداولها في العامل كله.. فقد استغلت سلطات جزر المالديف تواجد نجم مصر وليفربول الإنجليزي للترويج لسياحتها.

 ونشر الحساب الرسمي للسياحة في المالديف صور "مو" وقالت إنه اختار جزرها لقضاء إجازته بعد انتهاء فعاليات كأس العالم.. وهنا لنا وقفتين.. الأولى كيف استفادت المالديف وجود صلاح سياحيًا.. في حين يزور مصر وبشكل مستمر نجوم فن ورياضة وسياسة ويكشفون انبهارهم بمصر وجمالها.. وسياحتنا لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم .. واستمر الفشل مرة تلو الأخرى في ضياع تلك الفرص الذهبية.

والوقفة الثانية أن محمد صلاح نفسه وأسرته أمضوا عدة أيام بمدينة الإسكندرية قبل كأس العالم مباشرة وكان وقتها محل اهتمام الجميع حول إصابته وإمكانية مشاركته في كأس العالم من عدمه.. ولأن زامر الحي لا يطرب ولأن النوم في العسل أمام تلك الأحداث أصبح شعار السياحة.. لم نر صورة واحدة لـ"مو" في عروس البحر ومر الأمر سريًا وضاعت فرصة ذهبية جديدة على الإسكندرية لنترك الفرصة للمالديف.. الآن هل نتعلم الدرس؟.. وهل نطلب علم التسويق ولو كان في المالديف؟!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة