«حجاج قطر»..حين تفسد السياسة ما يفرضه الدين
«حجاج قطر»..حين تفسد السياسة ما يفرضه الدين


«حجاج قطر».. حين تفسد السياسة ما يفرضه الدين

ناريمان فوزي

الثلاثاء، 24 يوليه 2018 - 02:29 ص

«كونك قطري، فلا يحق لك أن تؤدي فريضة الحج كأي مسلم في العالم»، هذه ليست مزحة بل واقع ملموس يعيشه أبناء الشعب القطري وكأنهم يدفعون ثمن الخلافات السياسية، حيث يعاقب نظامهم السعودية التي حباها الله بنعمة الحرمين الشريفين.

بدأت بوادر الأزمة في العام الماضي، حيث تمت مقاطعة قطر من قبل بعض الدول العربية كانت من بينهم السعودية وذلك على خلفية خلافات سياسية لقيام قطر بالوقوف ضد مصالح المنطقة ودعم الجماعات الإرهابية، لكنها لم تكتف بذلك بل وصل بها الأمر إلى حد الخروج بتشريعات محرمة شرعا.

2017..السياسة تفسد الدين

بالرغم من أن الخلاف سياسي بحت إلا أن نظام الحمدين جعل منه سببا لممارسة انتهاكا جديدا بحق الحريات الدينية للقطريين من خلال حجب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية للتسجيل الإلكتروني للحصول على تأشيرات الحج.

وأمام هذا الإجراء العجيب، ردت السعودية ببيان أكدت فيه أن وزارة الحج والعمرة قررت تخصيص موقع إلكتروني لتمكين «الأشقاء القطريين» من التعاقد المباشر لأداء نسك الحج، مقدمة كافة التسهيلات لتلك المهمة ونافية تماما إقدامها على منعهم من أداء مشاعر الحج.

ليس هذا فحسب، بل أعطى خادم الحرمين، الملك سلمان بن عبد العزيز، أمرا بالسماح للحجاج القطريين بالدخول من دون تصاريح إلكترونية، وشملت الأوامر الملكية أيضا نقل الحجاج القطريين من مطار الملك فهد الدولي في الدمام ومطار الأحساء الدولي، على نفقة العاهل السعودي.

كما أمر الملك سلمان بإرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لنقل الحجاج القطريين على نفقته الخاصة لمدينة جدة، واستضافتهم ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة.

من جهة أخرى، أعلنت شركة طيران «الكويتية»، أنها تلقت آنذاك توجيهات سعودية، تسمح بنقل القطريين إلى مطاري جدة والمدينة المنورة، لأداء مناسك العمرة، دون الحصول على إذن مسبق من السلطات، نافية هي الأخرى ما تردد عبر عدد من وسائل الإعلام، حول منع السلطات السعودية المواطنين القطريين من أداء مناسك العمرة، موضحة أنها «لم تتلق من التوجيهات المشار إليها بذلك».

حج 2018..التعنت مستمر والمملكة من جديد «نرحب بالأشقاء القطريين»

للعام الثاني على التوالي، تستمر قطر في ممارسة التعنت ذاته، حيث قام النظام بحجب الموقع الإلكتروني الذي بمقتضاه يتم التسجيل للحصول على تأشيرات الحج.

وأمام هذا التصرف، كررت المملكة العربية السعودية نفس تصرف العام الماضي، حيث خصصت موقعا إلكترونيا لتلك المهمة سعيا منها إلى تذليل العقبات أمام القطريين.

وتعبيرا عن رفض هذا القرار، علق المعارض القطري، الشيخ سلطان بن سحيم، على حرمان المواطنين القطريين من أداء فريضة الحج، قائلا: «ذنب القطريين في رقاب هذا النظام الذي لا دين ولا مروءة له»، متابعا: «بينما المسلمون من كل أصقاع الدنيا يأتون لبيت الله من كل فج عميق.. وبينما المملكة تفتح قلبها قبل حدودها لمئات الآلاف من الحجاج.. ها هو النظام القطري يمنع مواطنيه من الحج للعام الثاني.. ذنب القطريين في رقاب من لا دين ولا مروءة تردعهم».

وأضاف «بن سحيم»، عبر حسابه الرسمي، بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قائلا: «بلغت فيهم الدنائة منع مواطنيهم من بيت الله.. وصلت فيهم الخصومة عقاب المسلمين إذا ما أدوا فريضتهم.. ستنتهي الأزمة وتنجلي الغمة وسيحاكمهم القطريين على إجرامكم واستبدادكم».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة