الأكياس البلاستكية.. «سموم تقتل المصريين»
الأكياس البلاستكية.. «سموم تقتل المصريين»


الأكياس البلاستكية.. «سموم تقتل المصريين»

نشوة حميدة

الأربعاء، 25 يوليه 2018 - 06:26 م

إحصائية: مليار كيس سنويًا يستهلكها الإنسان.. وإعادة التدوير «صعب»

 

استاذ بـ«طب القاهرة»: تحتوى على الكربون والرصاص المسببة للسرطان.. وتؤدي لأمراض الكبد والكلي والسرطان وتشوه الأجنة

 

عضو البرلمان العالمي للبيئة محذرًا: تتغذي عليها «الأسماك» و«الترسة البحرية» وينتقل تأثيرها للإنسان

 

ومبادرة البيئة «طوق نجاة» للإنسان والحيوان.. وتوزيع «الشنط القماش والورقية» هي الحل

 

 

لا يخلو بيت مصري أو محل أو حتى مركز تجاري من الأكياس البلاستيكية، فهي أصبحت المتاع الأكثر انتشارًا في كل مكان، لاستخدامه في تعبئة المواد الغذائية والفواكه، وحمل الأمتعة والحوائج والمتطلبات الشخصية.

 

ورغم أن تلك الأكياس هي الأخف وزنًا، كما تسهل مهمة حمل المأكولات، إلا أنها الأكثر ضررًا على صحة الإنسان وكذلك على البيئة، فهي عبارة عن سموم تنتقل إلى أجساد المصريين بطريقة واحدة، بدءًا من الكيس مرورًا بالمأكولات أو الفاكهة أو من خلال طيور وحيوانات تتغذي عليها، فتخترق جسد الإنسان عقب حتى تكتب شهادة وفاته بعد نقلها لمواد خطرة.

 

مبادرة «البيئة»

 

في هذا السياق، أطلقت وزارة البيئة، مبادرة للحد من استهلاك الأكياس البلاستيك، واستبدالها بالورقية، مع ضرورة الحد من استهلاكها في مصر لحماية البيئة، ووقف تسببها في تشويه المنظر الجمالي للمدن السياحية، ما قد يساهم في تراجع معدلات السياحة المصرية.

 

وأكدت الوزارة أن تلك الأكياس تسبب أضرار عديدة على البيئة والإنسان، وخاصةً عند حرقها حيث تتصاعد منها مواد سامة وقاتلة تُسمى «الدايوكسن» يمكنها أن تؤدى إلى الوفاة في الحال، كما تخنق الحياة البحرية وخاصة الشعاب المرجانية في المدن الساحلية.

 

وشددت الوزارة في بيان رسمي لها، على ضرورة ترشيد استهلاك البلاستيك، وتغيير نمط الاستهلاك للمواطنين لما تمثله من خطر علی البيئة وصحة الإنسان، والتربة والكائنات البحرية.

 

 

مليار كيس مستهلك

 

أما الأمم المتحدة للبيئة، فأكدت في دراسة لها، أن هناك مليار كيس سنويا يستهلكها الإنسان، وتتكلف ما يقرب من مليار برميل من النفط، وتحتاج من 400 إلى 1000 سنة على التحلل، كما يصعب إعادة تدويرها.

 

وذكرت أن نسبة 1% فقط هي التي يتم إعادة تدويرها مقارنة بـ20 % من الأكياس الورقية.

 

 

أضرارها على الإنسان

 

في هذا السياق، حذر د.محمود عمر، مؤسس المركز القومي للسموم بكلية طب قصر العيني، من تلك الأكياس، مؤكدًا أنها تسبب أضرارًا عديدة ليس فقط على صحة الإنسان، لكنها تمتد إلى البيئة المحيطة والحياة البحرية، حيث تتسبب في انسداد المصارف بعد عفنها لاختلاطها بالمياه، كما تشوه المنظر الجمالي للمدن السياحية، ما ساهم في تراجع السياحة.

 

وبالنسبة لأضرارها على الإنسان، فكشف «عمر» أن عند حرقها تؤثر سلبًا على الجهاز التنفسي والهضمي للإنسان، والكبد والكلى والعين، وتشوهات خلقية في الأجنة.

 

وشدد مؤسس المركز القومي للسموم بكلية طب القصر العيني على ضرورة اتخاذ قرار من الأمم المتحدة لضرورة تجريم استخدامها.

 

 

اقتراح النواب

 

فيما تقدم النائب رضا البلتاجي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، قبل شهور، باقتراح برغبة إلى رئيس الوزراء، بشأن تجريم استخدام أكياس البلاستيك السوداء المعاد تدويرها في تعبئة المواد الغذائية والفواكه.

 

وذكر النائب أن استخدام الأكياس السوداء كارثة على الصحة العامة، لاحتوائها على الكربون والرصاص المسببان للسرطان.

 

وطالب الجهات المعنية، وخاصة وزارة البيئة بتنظيم حملة إعلانية لتوعية المواطنين بخطورة تلك الأكياس، مع توفير بدائل لها وهي إنتاج وتوزيع «شنط قماش أو ورق» -صديقة للبيئة- لكونها الأقل ضررًا للإنسان وكذلك الأقل تأثيرًا على البيئة.

 

 

 التأثير.. والعلاج

 

وبالنسبة لتأثيرها الكامل على البيئة، كشف د. وفيق نصير، عضو البرلمان العالمي للبيئة، أن الأكياس البلاستيك لها أخطار جسيمة على كثير من الكائنات، فهناك كائنات تأكلها وتموت مثل الترسة البحرية، أو تأكلها أسماك يتغذى عليها اﻹنسان، وبالتالي فتدخل في السلسلة الغذائية، وهو ما يؤدي انتشار الأمراض وعلى رأسها السرطان.

 

وكشف «نصير» في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الأبحاث والدراسات الأخيرة في مجال البيئة، أكدت تسلل 10 ملايين طن من البلاستيك سنويًا إلى بحار ومحيطات العالم، ومنها إلى الإنسان، لافتًا إلى وضع حد لتلك الأزمة.

 

وحذر «نصير» من تلك الأزمة، موضحًا أن هناك بعض الدول الأوروبية وضعت قوانين لمنع استخدام وتداول الأكياس البلاستيكية، كما وضعت عقوبة يجن 4 سنوات أو غرامة 50 ألف دولار لمن ينتج أو يوزع أو حتى يستخدم الأكياس البلاستيك.

 

وأضاف في نهاية تصريحاته، أن تلك الأزمة تتفاقم سنويا، بعد أن ارتفع الإنتاج العالمي من البلاستيك إلى 300 مليون طن من البلاستيك، مشددًا على ضرورة اتخاذ الحكومة المصرية إجراءات حاسمة لتلك الأزمة التي لا تتوقف.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة