علي زيد إسماعيل وبابلو إسكوبار
علي زيد إسماعيل وبابلو إسكوبار


مصير واحد .. زيد إسماعيل .. النسخة اللبنانية من «بابلو إسكوبار»

أحمد نزيه

الأربعاء، 25 يوليه 2018 - 10:57 م

بابلو إميليو إسكوبار، ذلك الرجل الذي ذاع صيته في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وما زالت ذكراه حاضرةً إلى أيامنا هذه، ليس لحسن صنيعه في هذه الحياة، ولا أنه كان رئيسًا لبلده كولومبيا، أو حاكمًا غير مجرى التاريخ، أو إنه رئيسٌ حارب الرأسمالية في بلدان أمريكا الجنوبية كالفنزويلي الراجل هوجو تشافيز، فكانت شهرته ترجع إلى كونه تاجر مخدرات!

وفي لبنان، حاكى رجلٌ يُدعى علي زيد إسماعيل نموذج بابلو إسكوبار فتاجر في المخدرات، ووسّع نشاطه ليشمل الأسلحة والذخيرة الحية، لتلاحقه نحو ثلاثة آلاف ملاحقةً قضائيةً، بعدما روّع المواطنين وأطلق النار على عسكريين في لبنان، ليكون بمثابة "إسكوبار لبنان".

يرتبط اسم إسكوبار في كولومبيا بشخصين، أحدهما هو أندريس إسكوبار، الرجل الذي فقد حياته وقتلته المافيا الكولومبية، بعدما أحرز هدفًا بالخطأ في مرماه، في مونديال الولايات المتحدة عام 1994، تسبب في إقصاء كولومبيا من الدور الأول، بعدما كانت من بين المرشحين وقتها لإحراز اللقب العالمي.

قصة إسكوبار

أما الثاني، فكان زعيمًا للمافيا الكولومبية، وأشهر تاجري ومحتكري تجارة المخدرات في التاريخ، اشترك بالعمل السياسي، وكان نائبًا بالبرلمان الكولومبي، بعد انتخابه ضمن الحركة الليبرالية البديلة عام 1982.

وأشرف إسكوبار على بناء الملاعب غرب البلاد، والتي كان يُنتظر أن تنظم كأس العالم 1986، وهو ما أكسبه شعبيةً غرب كولومبيا، قبل أن تتنازل كولومبيا عن التنظيم بعد تصويتٍ للبرلمان في البلاد، ويتم تعويضها بالمكسيك آنذاك.

إسكوبار أُقيل من البرلمان بعد عامٍ واحدٍ، بأمرٍ مباشرٍ من وزير العدل رودريجو لارا، بعد أن فجرت صحيفة "الإسبكتادور" قضية أعماله غير الشرعية، وبعد الإقالة بشهورٍ، لقى رودريجو ومدير الصحيفة مصرعه بأمرٍ من إسكوبار، ولم يكن هؤلاء فقط من نالتهم رصاصات رجال إسكوبار، فقد كان مسؤلًا عن مقتل نحو 657 خلال الفترة ما بين عامي 1989 و 1993.

أسس إسكوبار أموالًا طائلةً من تجارة المخدرات، وثروة قُدرت ب25 مليار إلى 30 مليار دولارٍ، جعلته يحافظ على صدارة تصنيف مجلة فوربس الأمريكية، لأغنى رجل في العالم، لمدة سبع سنوات متتالية.

نهاية سكوبار الذي تولى زعامة المافيا، وبات أخطر رجلٍ على وجه الأرض، كانت صبيحة عيد ميلاده الرابع والأربعين، حينما أُطلق النار عليه، في مدينة ميديلين الكولومبية، في الثاني من ديسمبر عام 1993، أثناء محاولته الهرب أثناء محاولة القبض عليه من السلطات الكولومبية، وهو الذي تمكن من الهرب من محبسه في المدينة ذاتها، بعد أن سلم نفسه، شريطة أن يُسجن في سجنٍ، يختاره هو، وفقًا للمواصفات التي يريدها.

مصير إسكوبار رآه زيد إسماعيل اليوم، وهو يصارع الموت بعدما طالته رصاصات قوات السلطات اللبنانية، رفقة سبعة آخرين حسبما أعلن الجيش اللبناني، ليكون هو وإسكوبار جمعهما نشاطٌ إجراميٌ واحدٌ، ونهايةٌ مأساويةٌ، كان الجزاء فيها من جنس العمل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة