صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قصص وعبر| الأخ السفاح.. وعلاقات شقيقته المشبوهة

علاء عبدالعظيم

الخميس، 26 يوليه 2018 - 05:14 م

غلى الدم في عروقه ساخنًا مجنوًنًا، حيث كانت نظرات أهل القرية تخترق جسده وكأنها جمر يستقر بين ضلوعه، أثقلت رأسه بالتساؤلات، وعصفت بداخله الأفكار، وتملكت جسده القشعريرة عندما تردد على مسامعه سمعة شقيقته المطلقة وعلاقاتها المشينة على ألسنة الناس، فقرر الانتقام ليس منها فحسب بل ممن يترددون عليها، بعدما رسم خطته الشيطانية للإيقاع بهم، حيث دماء تراق وأجساد إلى الموت تساق.

اعتاد الشاب المكافح السفر إلى القاهرة، تاركًا قريته بإحدى محافظات الصعيد، بحثًا عن لقمة العيش، بينما شقيقته المطلقة تقوم برعاية أبويهما المسنين، وأثناء عودته لفت نظره همز وغمز على وجوه أهل القرية، علت وجهه علامات الدهشة التي تعاظمت وتموج انفعالاتها على وجهه، وتملكته حالة من الغضب الشديد، عندما تردد على مسامعه أن شقيقته تربطها علاقات مشينة بأكثر من رجل، اكتوى بنار الفكر التي كادت أن تودي بعقله ليتيه في عالم «المجاذيب»، لكنه أنهى أعاصير تلك الأفكار في لحظة كانت له ذات حسم.

انقض عليها كالأسد المجروح لمعرفة هؤلاء الأشخاص بعد أن لقنها علقة ساخنة كادت أن تودي بحياتها، فما كان منها إلا أن اعترفت على شخصين اعتادا التردد عليها، وبسرعة شديدة أرغمها على الاتصال بهما لتتفق معهما على مقابلة في مكان اتفق عليه، بأحد أطراف الأراضي الزراعية المهجورة.

أسودت الدنيا في عينيه، وتسلل خلسة، واختبأ بين الزراعات، يرقب الطريق بعين ثاقبة، وغضب حانق، وما أن وقعت عيناه على «توكتوك» يستقله العشيقان، ودون أية مقدمات أشهر سلاحه الآلي، وأطلق عدة طلقات مدوية اخترقت جسديهما، بينما لقي سائق التوكتوك أيضًا مصرعه، الذي لا ذنب له.

استجمع الشاب قواه، وتنفس الصعداء، وتسلل كالثعلب عائدًا إلى قريته وكأن شيئًا لم يحدث.

المشهد مهيب، يدمي القلوب، حين اكتشف أحد المارة جثث الثلاثة، وبإخطار اللواء عمر عبد العال مدير أمن سوهاج، انتقل على الفور اللواء حسن محمود حكمدار المديرية، بمصاحبة رجال المباحث، وتم عمل تحريات مكثفة على مستوى عال جدًا لكشف لغز الجريمة.

وجاءت التحريات تفيد بقيام الشاب بارتكاب الجريمة، وبعد القبض عليه اعترف بصحة الواقعة، وذكر في أقواله بأنه أقدم على قتلهم دفاعًا عن شرفه، وصدا لمعايرة الناس له، وأخذ يردد «أنا كده ارتحت نفسيًا»، وليس نادمًا.

حررت الأجهزة الأمنية المحضر اللازم، الذي أحيل إلى النيابة التي صرحت بدفن جثتي العشيقين، وسائق التوكتوك البريء، بعد العرض على الطب الشرعي، والتحفظ على السلاح المستخدم في الجريمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة