هبة عبدالعزيز
هبة عبدالعزيز


يائيل ابنة ديان... طوبي للخائفين «٧»

هبة عبدالعزيز

السبت، 28 يوليه 2018 - 09:32 ص

"إنك يهودي جدًّا!" كانت تلك هي الجملة التي كنا قد توقَّفنا عندها في مقالنا السابق، والتي حدَّثتكم –أيضًا- بأنها قد جاءت علي لسان الأب (إيفري) حيث وجَّهها حينها إلي الإسكافي العجوز (لاميش) الذي حضر بلا دعوة للاحتفال بعيد ميلاد ابنه (نيمرود) البطل الرئيس الذي تدور حوله أحداث رواية (طوبي للخائفين) والتي نتحدث حولها هنا للمرة الخامسة علي التوالي.

ولعلي وجدت أنه ربما يكون من الجيد أن أنقل لكم الجزء التالي من نص الحوار الذي دار بين (إيفري) و(لاميش) كما ورد بالراوية حرفيًّا؛ حيث إن كل جملة منه تفسر مدي حقارة ودونيَّة الفكر الصهيوني، وعدم عدالة قضيته القائمة علي العنصرية والتي لا تمت للإنسانية ولا لتعاليم الديانة اليهودية بأيَّة صلة. كما يرد هذا الحوار كذلك علي العديد من علامات التعجب والاستفهام التي يطرحها علينا الواقع الأليم الذي خطَّطت له وفرضته الصهيونية العالمية بمساعدة بعض الدول -العظمي (بريطانيا) والكبري (أمريكا)- والتي تكيل بمكيالين لتحقيق مصالحها غير المشروعة في المنطقة العربية، هذا الواقع الذي بِتْنَا نسمع ونشاهد تفاصيله منذ العام ١٩٤٨م.

وحتي لا نتشعب كثيرًا ونستفيض في الشرح الذي قد يحتاج مِنَّا إلي مئات المقالات، سأعود للحوار وأنقل لكم هذا الجزء منه نصيًّا كما ذكرت منذ قليل:

"... فقد ارتجف الإسكافي العجوز غاضبًا، وقال للأب:

- كيف تجرؤ علي أن توجه هذا الكلام لي يا ابن القسيس (نمخاس)، إن تغيُّر اسمك لا يغيِّر حقيقتك، إن الله رزقك ابنًا بدعيًا، ولكن ماذا أنت صانع به؟

فرد (إيفري):

- هذا ليس من شأنك، إنك تريد أن تراه يشب مثل أي يهودي آخر في قرية أوروبية، ولكن ابني لن يكون هكذا، سيكون نوعًا جديدًا.

ويرد عليه (لاميش):

- الإنسان ليس له نوع جديد، وابنك كائن إنساني حساس، خذ أي قطعة من الجلد الطري؛ فقد تستطيع أن تظل تطرقها وتدبغها حتي تصبح في صلابة الحديد، ولكن ... آهٍ! إن أي شيء في هذه الحالة يمكن أن يكسرها، إنك تخسر الجلد، ولا تحصل علي الحديد!

ويستطرد قائلًا:

- إنني أريد أن يكون (نيمرود) شجاعًا، فالشجاعة صفة حميدة، أمَّا عدم الخوف فهوصفة بشعة ذميمة، إنك تمارس تأثيرك عليه ساعة بعد ساعة، ويومًا بعد يوم، تريد أن تقتلع منه كل خوف، ولكن يبقي له خوف رهيب؛ وهوخوفه من أن يخاف! هذا ما يسيطر عليه الآن. إنه لن يكون شجاعًا إذا مضيت في تربيته علي هذا النحو، ولكنه سيشب عاجزًا عن أن يخاف، وسوف يكرهك لهذا السبب يومًا ما!"

ومازال لحديثنا بقية ...

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة