صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


عودة الأب العاق

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 30 يوليه 2018 - 03:59 م

منذ أن أبصرت عينيه الدنيا لم ير سوى أمه بردائها الأسود الذي لم تعهد سواه منذ أن انفصلت عن أبيه، الذي لم يعرف أو يرى حتى ملامح وجهه إلا من خلال صورة صغيرة، تخبئها أمه داخل دولابها.

كان سؤال الطفل عن أبيه ملحًا منذ أن عرف صوته الطريق للحياة، إلا أن أذنه اعتادت تلك الإجابة التي كان مبعثها بداخله الملل، وهي أن والده سافر إلى الخارج ولن يعود الآن، فالأم تعمل في تطريز الملابس على ماكينة خياطة صغيرة بمنزلها، وعانت من ندرة زبائنها، إلا أنها كانت تعزي نفسها بالـ150 جنيهًا نفقة الزوج لطفله، والتي باتت مع مرور الزمن ليس لها قيمة.

شب عود الطفل وكبر وأصبح عمره 16 عامًا، وأصبحت متطلباته الشخصية فوق مقدرة الأم، نصحته الأم كثيرًا برفع دعوى زيادة نفقة ضد أبيه الذي يتقاضى معاشًا شهريًا بقيمة 4 آلاف جنيه، ويضن على ابنه في المأكل والملبس ومصاريف تعليمه، إلا أن الابن كان يواجه كلمات أمه بعيونه الدامعة، لا يطاوعه قلبه أن تكون المرة الأولى التي يرى فيها والده تكون داخل أروقة المحكمة.

أُثقلت رأسه بالتساؤلات ومع ضغوط الحياة المستمر، اضطر إلى رفع الدعوى ضد والده، وبمجرد أن رأي الابن أبيه نسي ما جاء من أجله وأقبل عليه مسرعًا، ملقيًا بنفسه في أحضانه، واستنشق رحيق الأب الذي لم يعرفه من قبل، تلك المشاعر التي استجابت لها دموع المستشار معتز مزيد رئيس محكمة الأسرة بمحرم بك، الذي أصدر حكمه بزيادة نفقة الابن إلى 300 جنيه، كما قضي بإلزام الأب بالمصاريف وأتعاب المحاماة.

وجاء في حيثيات الحكم، أنه إذا لم يكن للصغير مال فنفقته على أبيه، وتستمر نفقة الأولاد على أبيهم إلى أن تتزوج البنت أو تكسب ما يكفي نفقتها أو يتم الابن الـ15 من عمره، وأضافت المحكمة أنه في هذا السن يكون للابن الحق في مباشرة حقوقه بنفسه أمام القضاء وهو ما يُعرف بسن المخاصمة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة