محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


الفرصة ذهبية .. والكرة بملعب الوزراء .. ولهذه الأسباب تم تكليف القوات المسلحة

محمد البهنساوي يكتب: الهوية البصرية .. ولأول مرة أفكار خارج صندوق " الكلام والشعارات " !!

محمد سعد

الثلاثاء، 31 يوليه 2018 - 09:20 م

 

" أفكار خارج الصندوق " .. هذه الجملة يتشدق بها الكثيرون في مصر.. وفي قطاع السياحة .. تعد تلك الجملة الأكثر استخداما بعد ثورة يناير من الوزراء وكبار المسئولين بالوزارة والقطاع الخاص .. لكن وبكل أسف لم تغادر هذه الجملة صندوق التصريحات والكلام فقط .. ومع تعاقب الوزراء ورؤساء الهيئات خاصة التنشيط ومسئولي الإتحاد والغرف والجمعيات السياحية .. لم نجد فكرة واحدة خارج صندوق الشعارات والكلمات .. بل إن بعض المسئولين يعرضون أفكارا قديمة على أنها حلا سحريا جديدا ومبتكرا لمشاكل السياحة .. !!

 

وبدا الشك يتسلل للجميع بأنه لا يوجد صندوق أصلا ولا أفكار خارجة ولا داخلة وكله بيعمل بالدفع الذاتي .. لكن مشاركتي في جلسات مؤتمر الشباب بجامعة القاهرة اليومين الماضيين .. حطمت هذا اليأس وأظهرت للجميع أن هناك وبحق أفكار عبقرية خارج كل صناديق القطاع السياحي .. بأجنحته المتعددة الحكومية والخاصة .. وتبين أيضا أن الأفكار العبقرية ليس شرطا أن تكون مكلفة أو تحتاج لخبراء ومستشارين ولجان وشركات وخلافه .. فقط تحتاج إرادة للوصول إلي تلك الأفكار وتحقيقها على أرض الواقع.

 

غادة وياسمين والي .. فتاتان من الجامعة الألمانية .. عرضتا فكرة قد تبدو بسيطة لكنها عبقرية .. لخلق هوية بصرية بل وسمعية لمصر ومقاصدها ومدنها ومحافظاتها خاصة السياحية منها .. تلك الهوية تعتمد وببساطة شديدة على اختيار لوجو وتصميمات لكل ما يميز كل مدينة سياحية تحمل طابع ومزايا تلك المدينة .. ممزوجة بروح عصرية .. وقد بدأت الجامعة الألمانية بالفعل تطبيق تلك الفكرة بمدينة الأقصر بتعاونها مع محافظها محمد بدر صاحب الخبرات السياحية السابقة .. وخرج المنتج أكثر من رائع ورغم بساطة الفكرة إلا أنه بكل تأكيد تساهم في الترويج السياحي للمدينة بل وزيادة التدفق.

 

وعلي الفور تفاعل الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الفكرة بمجرد عرضها باختصار من قبل الفتاتين بمؤتمر الشباب.. بل وتضمنت توصيات المؤتمر التي أصدرها الرئيس بتكليف مجلس الوزراء وبالتنسيق مع القوات المسلحة بوضع تصور لتعميم الفكرة على كل محافظات مصر وعرض الخطة على الرئيس خلال 3 أشهر .. ومن خلال متابعة ردود أفعال البعض بقطاع السياحة على الفكرة تجد العجاب .. فهناك من سخر من الفكرة حتى قبل معرفة تفاصيلها .. وهناك هواة خلط الأوراق والصيد في الماء العكر المتشائمون من كل جديد أو ابتكار بأنه لن يفيد السياحة .. بل وهناك من أنتقد تكليف القوات المسلحة بتنفيذ الفكرة ولم تكلف وزارة السياحة مع نسج قصص وروايات مرضية حول هذه الفكرة.

 

ومن جانبنا نؤكد أن الفكرة بالفعل تخدم السياحة وتعد عمل منظم يعطي شخصية للسياحة المصرية وهوية تنبع من طبيعة كل مقصد تتماشي مع مزاياه .. إما قصة تكليف القوات المسلحة ففي رأيي هذا أهم ما في التوصية .. بالقوات المسلحة لا تعرف الهزار أو التراخي وتنفذ ما تكلف به في أسرع وقت وبأفضل جودة .. إما المضمون فمتروك لمجلس الوزراء .. وفي رأيي تكليف مجلس الوزراء أشمل من تكليف السياحة وأسرع إنجازا .. ولمجلس الوزراء أن يستعين بوزارة السياحة ومعها من يراه من الوزارات وكل وزارة تضع خطتها ورؤيتها لتصب في النهاية في بوتقة واحدة تخرج منتجا متميزا يليق بمصر .. وهنا نؤكد أن الجامعة الألمانية وكما قال رئيسها بالقاهرة أشرف منصور تهدى لمصر استخدام الهوية البصرية والملكية الفكرية لهذا الشعار لمصر وتتمنى عمل نفس الأمر بباقي المحافظات .. إذن لا حجة أو سبب يعوق الاستعانة بالجامعة الألمانية وخبرائها وطلابها الذين نفذوا تجربة الأقصر لتعميم التجربة.

 

وتقوم فكرة مشروع "الهوية البصرية لمصر" على تصميمات تناسب كل محافظة، وكل حرفة أو قطاع داخل مصر، على أن يكون هدفه الدعاية لمصر والترويج السياحي لها وكما شاهدنا بالمؤتمر التصميمات المعروضة تخطف البصر فعلا وتعد ميزة لا تنسي .. بل أن هناك فكرة رائعة بإعداد دليل زيارة متكامل لمصر لمدة 48 ساعة لسياحة الترانزيت بمطار القاهرة أو السفن العابرة.

 

وبنظرة علي مشروع الأقصر كنموذج نجد انه يظهر المدينة بشكل تاريخي للمهتمين بتاريخها وحضارتها العريقة .. وشبابي وعصري في نفس الوقت من خلال وضع لوجو للمدينة يكشف أثريتها وبألوان وتصميم حديث متطور .. وبدلا من أن ينظر للمدينة أنها أثرية تجذب كبار السن فقط .. تصبح نموذج لجذب الشباب مع تثبيت عملية التسويق وعدم تغيير اللوجو كل فترة.

 

والفكرة عمل بها أكثر من 300 خبير من الجامعة الألمانية مصريين وألمان لوضع تصور لتطوير المحافظة بالكامل بل وتدشين موقع إلكتروني يتضمن كافة مواقع المحافظة بثلاث لغات العربية - الإنجليزية – الصينية.

 

والشعار الجديد للأقصر تم تصميمه مستوحي من هوية المدينة الفرعونية في كتابة كلمة الأقصر باللغة الإنجليزية LUXOR فحرف L يمثل رؤية معمارية للمدينة بزاوية قائمة ..وحرف U مستوحى من ممرات المعابد والحياة الأبدية و X تلاقي الشط الغربي والشرقي من خلال النيل.. و O ترمز ل "الشمس والنيل " كمصدر للحياة، وR عين حورس.

 

وكما يقول أشرف منصورة أن الهوية البصرية أو التسويقية عميقة لأن مصر فيها آثار عظيمة للغاية وإمكانيات غير محدودة وكانت تحتاج إلى رؤية للتناول والتعاون لإفادة كل محافظة على حدة وليس الأقصر فقط .
 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة