صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


قصص وعبر| خلعته «عشان عايزها زرقا»

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 01 أغسطس 2018 - 07:29 م

وقائع غريبة، وعجيبة تطفو على سطح محكمة الأسرة، ولم تكن موجودة في مجتمعنا من قبل، الزوجة ابنة الـ 25 عامًا تقف داخل محكمة الأسرة ترتدي نظارتها السوداء، وجهها الأبيض الشاحب المختفي في سحابة شعرها البني المائل للصفرة ينسدل على كتفيها تخفي وراءه حزن، ويأس تراود مخيلتها، وتفسح الطريق لعقلها تسبح في بحر من الذكريات الجميلة والمؤلمة في آن واحد، مع زوجها الذي قررت أن تخلعه "عشان عايزها زرقا".


انتبهت فجأة على صوت الحاجب يدعوها للدخول إلى مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة بزنانيري، وبخطوات يشوبها ثقة، تسير منكسة الرأس تخفي وجهها بخزي وكسوف، اتخذت مقعدها وتنفست الصعداء، وامتدت يدها تخلع نظارتها السوداء تشير بأصبعها إلى عينيها اللتين يكسوهما الاحمرار، وتتساقط الدموع منهما دون إرادتها، وبصوت يشوبه ألم وغصة، تروي مأساتها مع زوجها الذي انتابته حالة من الجنون، واللوثة واحتدمت الخلافات بينهما، ووصلا إلى طريق مسدود، مما اضطرها اللجوء إلى محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع منه لاستحالة العشرة بينهما بسبب تعنته، وإصراره على ارتداءها العدسات اللاصقة باللون الأزرق، معللًا خوفه من عينيها السوداوين، قائلا: «لون عينك بيخوفني».


امتثلت الزوجة لأوامر زوجها واعتادت ارتداء تلك العدسات إرضاءً له، لكن حدث ما لم يحمد عقباه، حيث أصيبت بالتهابات شديدة بالعين، وتساقطت الدموع دون إرادتها لفترات طويلة، وما إن توجهت إلى الطبيب نصحها بعدم ارتداء العدسات اللاصقة مرة أخرى، لم يهتم الزوج بإرشادات الطبيب، ونشبت بينها وبين الزوج مشادة كلامية انتهت بالاعتداء عليها بالضرب، وإصرار الزوج على موقفه، وتحذيرها من خلع العدسات لأنه لا يستطيع النظر إلى وجهها لشعوره بالخوف من لون عينيها السوداوين.


تركت الزوجة المنزل وأقامت بمنزل عائلتهان وتدخل الأهل والأصدقاء لفض النزاع وإقناع الزوج بما أصابها في عينيها، إلا أنه اشترط ارتداءها للعدسات حتى يسمح لها بالعودة، انتفضت الزوجة من فوق مقعدها وبصرخات مدوية تطلب منه الطلاق، إلا أنه رفض، فما كان منها إلا أن اتخذت القرار وتقدمت برفع دعوى خلع منه، وقرر أعضاء مكتب التسوية استدعاء الزوج لسماع أقواله في محاولة للصلح بينهما.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة