«سبوبة» البعثات الأثرية.. حلال للأجانب حرام على المصريين
«سبوبة» البعثات الأثرية.. حلال للأجانب حرام على المصريين


«سبوبة» البعثات الأثرية.. حلال للأجانب حرام على المصريين

شيرين الكردي

الأحد، 05 أغسطس 2018 - 06:44 م

ليس كافيًا لوزارة الآثار ومن خلفها الاحتفال باكتشاف أثري ما.. بل إن هذه الاكتشافات تظل محاطة بدائرة النقصان إذا كانت خالية من يد خبراء وأثريين مصريين.

 

في محافظة الشرقية جرت أحداث غير عادية لقوم موسى من اليهود المقيمين – آنذاك- في مصر، وفي تلك المنطقة أيضًا اتخذ رمسيس الثاني عاصمته الحاكمة لمصر، ومع ذلك تتزايد أهمية التنقيب والبحث عن الآثار بتلك المنطقة؛ لكن ذلك لا يحدث.

 

 

غير أن معلومة بسيطة مرتبطة بأعمال التنقيب عن الآثار بهذه المنطقة، أظهرت سلسلة من علامات الاستفهام بخصوص عدم السماح لأي بعثة مصرية بالتنقيب عن الآثار بهذه المنطقة، والاكتفاء ببعثة ألمانية للتنقيب، وما يتبع ذلك مما يُسمى بـ«سبوبة» البعثات الأثرية.

 


تشير غالبية المراجع التاريخية والأثرية إلى أن قصة ولادة نبي الله موسى وما تبعها من أحداث شهدتها تلك البقعة؛ لكن المشكلة الحالية أن أجزاءً كبيرة اختفت تحت بحيرة المنزلة، ثم أتى جفاف الفرع البلوزي لتقل كثير من الأدلة والآثار في قنتير والختاعنة وعزبة رشدي، وكلها أماكن كانت سكن للآسيويين «الهكسوس»، الذين غزو مصر، ومن بينهم قبيلة بني إسرائيل، وهذه المناطق حكر على البعثة الألمانية بقيادة بيتاك.. فلماذا؟

 

 

حين طرحت «بوابة أخبار اليوم» سؤالا على مصدر موثق بـ«الآثار» عن سبب استبعاد الأثريين المصريين، وربما ارتباط ذلك بضعف إمكانياتهم، كانت الإجابة بالنفي القاطع.

 

وعن التخوف من ظهور آثار يهودية، وما يترتب عليها من نغمة إسرائيلية بحق النسبة فيها، تحدثت المصادر عن عدم وجود أي آثار يهودية بالمنطقة، وزادت: «اليهود أيام الفراعنة اشتغلوا كعمال فقط، وليس معنى أن أجيب عامل يبني لي حاجة يبقى يكون له نصيب فيها».

 

إذن فمن المسئول عن تحديد دخول البعثات؟.. تجيب المصادر: «كان المفروض هناك اللجنة الدائمة لاختيار البعثات الأجنبية للتنقيب عن الآثار، وكانت هذه اللجنة مشكلة من 50 عضوا، ثم تراجع عدد أعضائها إلى 12 عضوا، جميعهم من أصحاب المعاشات الآن».

 

 

ولا ترى المصادر وجود تكاليف باهظة للبعثات الأثرية المصرية في عمليات التنقيب لكونها لا تحتاج سوى «شوية فلوس» للحفر، ويمكن أن تتولى جهة ما تكاليف ذلك، لكن المشكلة الحقيقية تتمثل في غياب الإرادة، مضيفة: «لكم أن تتخيلوا أن «هناك بعثات أثرية من جنوب إفريقيا والبرازيل والصين للتنقيب عن الآثار في مصر!».

 

ولعل أبرز البعثات الأثرية الأجنبية والمشتركة في مصر فيصل عددها إلى 238 تمثل 24 دولة مختلفة، موزعة كالتالي: «المصرية (12)، والفرنسية (49)، والأمريكية (40)، والألمانية (34)، والإنجليزية (21)، والإيطالية (19)، والبولندية (17)، واليابانية (9)، والإسبانية (7)، والسويسرية (6)، والنمساوية (5)، والبلجيكية (5)، والأسترالية (4)، والهولندية (4)، والروسية (4)، والمجرية (3)، واليونانية (3)، والكندية (2)، والأرجنتينية (1)، والتشيكية (1)، والبرازيلية (1)، والدومينيكية (1)، والمكسيكية (1)، والبلغارية (1)».

 

 

وربما لا يعلم كثيرون أن البعثات الأثرية الأجنبية لا تحقق كسبًا مباشرًا؛ بل إنها تحتفظ بحق النشر العلمي، وإصدار الكتب، والتصوير، وإدخال وسائل الإعلام للمناطق المكتشفة، وكسب رعاة للإعلانات، وهذا كله «بيزنس» لا يمكن الخروج منه بسهولة.

 

وعن «بيزنس» البعثات الأجنبية فإن استفادة تمتد إلى عقد جمعيات ومحاضرات، خصوصًا أن الآثار الفرعونية «بضاعة لها زباين»، فمثلا عندما تكون شركة أجنبية أمريكية تتولى رعاية المؤتمر يتزايد الاهتمام، وإلا فلماذا الظروف يحرص السفراء على هذا التواجد الدائم.
 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة