الأحد، 05 أغسطس 2018 - 07:23 م

نسج خيوط حولها، وأمطرها بكلمات الحب والعشق، اعتقدت أن الدنيا فتحت ذراعيها لها، وباتت تحلم بعش الزوجية، والمشاركة في بنائه بـ«طوبة» فضة وأخرى من ذهب، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، ولم تكن تعلم «ست الحسن» أن الحبيب العاشق سينهي قصة حبه لها بـ40 غرزة.

تقدم الشاب لشقيق والده، يطلب منه الموافقة على خطبة ابنته التي أحبها من كل قلبه، وأصبحت كالماء والهواء بالنسبة له، ووعده بالحفاظ عليها فهي ابنة عمه، وهو أحق بها من الغريب، وستصبح زوجة المستقبل، رحب الأب، ووسط فرحة عائلية عارمة تمت الخطبة، ومرت الأيام يمطرها بكلمات الحب والغزل، ومدى اشتياقه أن يجمعهما عش الزوجية، إلى أن انقلب الحلم إلى كابوس بعدما حدثت بينهما مشادة كلامية أثناء سيرهما بأحد الشوارع العامة.

وفوجئت الفتاة به ينهال عليها بالضرب المبرح أمام المارة الذين نجحوا في إنقاذها من بين براثنه، وتساقطت الدموع من عينيها كالشلالات حتى كادت عيناها أن تبيض من كثرتها، تعاظمت الدهشة على وجه الأب من تصرف ابن أخيه الذي لاحقها بالذهاب إليه، يقدم الاعتذار، وفروض الولاء والطاعة، لكنها كانت قد اتخذت القرار، بعدما جرى في عروقه دم أزرق، وماتت عواطفه جميعًا ودفنها، تراود مخيلتها تصرفه ذلك أثناء الخطبة، ينتابها خوف وهلع وبرأس مثقلة بالتساؤلات ماذا سيفعل بعد زواجهما إذا حدثت بينهما أية مشكلة؟

اشتاط الأب غيظًا، وقرر فسخ الخطبة بناءً على رغبة ابنته التي أصابتها حالة نفسية سيئة، وشعورها بخداعه لها، واكتشافها حقيقة شخصيته، وبعد مرور عدة أيام تقدم شاب لخطبتها، وما إن علم ابن العم، انطلقت شرارات الغضب من عينيه، وأصبح لا يرى غير شعلة حمراء.

اتخذ القرار بالانتقام منها، ولبس عباءة إبليس وأمسك بعصاه ليبطش بها، وأخذ يراقبها عن كثب غير مبال بصلة الدم، وانقض عليها كالأسد، داخل السيارة التي كانت تستقلها، وأخرج من بين طيات ملابسه مطواة، ولكي يلفت نظرها إليها، ردد: «عاجبك كدة ياست الحسن»، فأصابها في وجهها حتى انفجرت الدماء التي غطت مقاعد «الميكروباص» وسط صرخات وعويل الفتاة، وفر هاربًا ولم يستطع أحد من الركاب الإمساك به.
 
تم نقل الفتاة إلى مستشفى القصر العيني لخطورة حالتها، وإصابتها بالعين اليمني، ونجح الأطباء في إيقاف النزيف، ومعالجة تشوه وجهها الذي استلزم 40 غرزة، وتم تحرير المحضر اللازم، ويكثف رجال المباحث جهودهم للقبض على ابن العم العاشق المجنون.