قناة السويس الجديدة
قناة السويس الجديدة


قناة السويس الجديدة.. «قاطرة» التنمية والرخاء

محمد وهدان- محمد قنديل

الأحد، 05 أغسطس 2018 - 10:33 م

 

10 مليارات دولار إيرادات فى 2022

 

رشاد عبده: الاستثمارات تبلغ 80 مليار دولار بالتخطيط العلمى


صلاح الدسوقى: إضافة قوية للدخل القومى

 

خبراء الاقتصاد وصفوا إنشاء مشروع قناة السويس الجديدة بالإعجاز الذى أنجزه المصريون خلال سنة واحدة،  قدروا حجم الاستفادة التى يمكن أن تحققها مصر من هذا الإنجاز بعشرات أضعاف ماكانت تستفيد منه خلال السنوات الماضية .

 

ناهيك عن الفائدة التى تخطت الدول الأخرى والتى تمتلك قنوات ملاحة شبيهة بقناة السويس مثل بنما ودول أخرى عديدة فى شرق آسيا، وذلك نظرا لما تمتلكه مصر من إمكانيات لوجيستية واستيراتيجية وفنية تتفوق بها على تلك الدول.

 

 فى البداية يقول د. فخرى الفقى الخبير الاقتصادى ومستشار صندوق النقد الدولى السابق انه من الناحية الاقتصادية يضيف مشروق قناة السويس الجديدة قيمة كبيرة للاقتصاد المصرى، فبعد توسيع القناة وتعميقها اصبحت تقدم خدمة المرور فى شريان مائى هام يصل بين القارة الأفريقية والآسيوية والأوروبية مما يمثل جائزة للاقتصاد العالمى ككل، والقيمة التى تحصل عليها الدولة من خلال القناة نظير الخدمات المقدمة تدفع من خلال النقد الأجنبى.

 

ولكن رسوم المرور يكون عن طريق ما يسمي  بحق السحب الخاص وهو وحدة حسابية وليست عملة ملموسة وله فؤاد اقتصادية حيث يعد من ضمن الاحتياطات النقدية العالمية يضعها صندوق النقد الدولى ومعترف بها من جميع الدول الأعضاء الذى يبلغ 189 دولة، وحاليا حق السحب يساوى 1.4 دولار ويتغير حسب علاقة العملات الخمس الكبرى وبذلك يحقق نوعا من الاستقرار المالى لإيرادات القناة.

 

وتابع الفقى قائلا إن متوسط دخل القناة من النقد الأجنبى قبل مشروع التوسيع حوالى 5 مليارات دولار، وفى عام 2016 بلغ دخل القناة 5.2 مليار دولار، وعام 2017 بلغ 5.6 مليارات دولار، وفى العام الحالى تشير التقارير ان دخل القناة سيصل لـ6 مليار دولارات، ومن المتوقع ان تصل إيرادات القناة حوالى 10 مليارات دولار بحلول عام 2022 وهو تطور كبير يعكس مدى أهمية المشروع.

 

وبشكل عام يكون الناتج مرهونا بمعدل النمو فى حركة التجارة الدولية وانتعاش الاقتصاد العالمى، فكلما زاد النمو فى التجارة الدولية زادت الإيرادات، والقناة فى الوضع الحالى يمر منها 10% من حجم التجارة الدولية وهى نسبة كبيرة.

 

وأضاف الفقى ان من فوائد مشروع قناة السويس الجديدة تخفيف العجز فى الموازنة العامة للدولة من خلال دخول الإيرادات إلى البنك المركزى فيزداد احتياطات مصر من النقد الاجنبى فيعزز من قيمة العملة المصرية مقابل العملات الأجنبية خاصة الدولار، كما يقلل ذلك من احتياجات الحكومة فى الاستدانة بسبب تخفيف عجز الموازنة، بالإضافة إلى المشروعات الاقتصادية الكبرى التى ستتم بعد توسيع القناة وتطويرها.

 

إنجاز كبير

 

واضاف د. رشاد عبده الخبير الاقتصادى ان الرئيس عبد الفتاح السيسى قام بمجموعة كبيرة من المشروعات القومية فى مقدمتها مشروع قناة السويس الجديدة، فبعد ان تولى الرئيس زمام الأمور فاجأ المصريين بمشروعات ستحقق تنمية كبيرة للوطن.

 

وتابع قائلا ان مشروع قناة السويس الجديدة سيحقق الكثير من الفوائد والمزايا على الاقتصاد المصرى، فقد قسم هذه المنطقة الحيوية إلى مناطق لوجيستية وخدمية وتجارية وسياحية، وقد صنفتها الوكالة العالمية للملاحة الدولية كواحدة من أفضل 10 موانئ على مستوى العالم.

 

ويؤكد عبده على انه من خلال التخطيط بشكل علمى مدروس والاستعانة بالخبرات المتخصصة وبالتنسيق مع الشركات العالمية المتخصصة فى الترويج نستطيع جذب الشركات التجارية العملاقة للاستثمار، وستدفع هذه الشركات للدولة رسوما يصل مقدارها من 60 إلى 80 مليار دولار بحلول عام 2022-2023.

 

واشار إلى انه من المميزات الكبيرة لهذا الانجاز هى مشروعات البنية الاساسية التى تقوم عليه مثل الانفاق الجديدة التى تربط محافظة سيناء بباقى المحافظات، بالاضافة إلى السهارة التى ستنقل مياه النيل إلى سيناء، والمزارع السمكية وغيرها من المشروعات.

 

وقال عبده ان القناة الجديدة ترفع من الناتج المحلى المصرى، كما انها تجعل مصر تتحكم فى أكثر من 25% من صناعة وتجارة الحاويات على مستوى العالم، بالإضافة إلى المساهمة فى توزيع الخريطة السكانية، فالشركات التى تعمل فى المشروع احتاجت إلى عمالة مصرية مما دفع الدولة لبناء مدن سكنية، كما انها ساهمت فى علاج مشكلة البطالة وغيرها من النتائج التى تتحقق يوما بعد يوم من خلال هذا الانجاز الكبير. 

 

إضافة للاقتصاد

 

بينما اكد الدكتور صلاح الدسوقى «الخبير الاقتصادى» أن مشروع قناة السويس الجديدة استراتيجى ويعتبر إضافة للاقتصاد القومى، واضاف ان توافد الاستثمارات سيكون مؤشرا إيجابيا وسيضيف عائدا لا بأس به فى خزينة الدولة، فلولا توسعة مجرى القناة لكان أقل مما تم تحقيقه، فهناك إضافة اقتصادية تتمثل فى زيادة العائد على رسوم العبور، غير المنطقة الاقتصادية التى سيتم انشاؤها بطول مجرى القناة.

 

واضاف الخبير الاقتصادى انه من خلال الاستثمارات مثل المشروعات الخدمية والإنتاجية مثل «المزارع السمكية أو الحاويات وإنشاء صناعات بحرية والتوسع فى صناعات بناء واصلاح السفن، يساهم ذلك فى توفير فرص عمل جديدة ونمو فى الاقتصاد الوطنى بحيث يكون هناك مناطق صناعية جديدة وتقديم قيمة مضافة وتحقيق إنتاجية كبيرة، فمضاعفة ذلك عدد السفن المارة عبر القناة سينعكس إيجابا على حركة النقل البحرى، ومعها سترتفع حصة القناة من حجم التجارة العالمية المنقولة عبر البحار لأكثر من 30 فى المائة. 

 

حجر الأساس

 

واكد د. أحمد الشامى خبير اقتصاديات النقل البحرى أن مشروع قناة السويس الجديدة لا تتوقف أهميته على اختصار وقت السفن العابرة فقط فقد كانت أهميته كبيرة وهى بعث رسالة إلى الجميع أن مصر دولة كبيرة وقادرة على صنع مشروع كبير فى حجم قناة السويس مهما كانت ظروفها السياسية والاقتصادية.

 

واضاف الشامى ان القناة الجديدة خفضت تكلفة الشحن بين دول شرق إفريقيا، والخليج وأوروبا، وأيضا بين دول شرق آسيا وأوروبا، وذلك من خلال سرعة النقل التى ستوفرها للسفن، واشار الي ان المشروع اعطى رسالة مهمة إلى المستثمرين بأن مصر تدخل مرحلة جديدة من الاقتصاد من خلال محور قناة السويس وإنشاء الكثير من الصناعات الاستراتيجية داخل هذه المنطقة اللوجيستية.

 

واكد الشامى ان المشروع جاء فى وقته تماما حيث إن هناك تزايدا فى حركة الحاويات حول العالم والحاويات تمثل 60%من حجم التجارة عالميا، كما أن قناة السويس استطاعت أن توفر للدولة خلال 11 عاما 207 مليارات دولار، وجميع التقارير الدولية تؤكد انه خلال عام 2035سوف تستحوذ قناة السويس على 30 % من حجم التجارة عالميا، واختتم بأن القناة حجر الأساس للتنمية فى المرحلة المقبلة .
 

إقرأ أيضا:

حفر القناة.. قصة نجاح

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة