هيروشيما
هيروشيما


قنبلة واحدة و 140 ألف قتيل..كيف وثقت الصور جريمة «هيروشيما»؟

ناريمان فوزي

الإثنين، 06 أغسطس 2018 - 03:05 ص

73 عاما مضت ولا تزال الذكرى المؤلمة حاضرة، بقيت ذكرى هيروشيما المأساوية لتشهد على عمل إجرامي لا يمت للإنسانية بصلة ومهما قدم له من مبررات، فلا شيء يبقى شفيعا لما تعرضت له المدينة اليابانية منذ عقود على يد الولايات المتحدة إبان الحرب العالمية الثانية.

في السادس من أغسطس عام 1945، أمرت حكومة الرئيس الأمريكي بإلقاء قنبلة نووية أطلق عليها اسم «الولد الصغير» فوق مدينة هيروشيما اليابانية، وبدون ضمير قام أحد الطيارين بتنفيذ هذا الأمر الذي رأوا فيه وقتها أنه انتقام وجلب حق لزملائهم الذين لقوا حتفهم في هجوم ميناء بيرل هاربر على يد القوات اليابانية.

أسفرت هذه الكارثة عن سقوط نحو 140 ألف قتيل أي نحو 30% من عدد السكان ومثلهم من الجرحى الذين مات معظمهم لاحقا متأثرين بالتسمم الإشعاعي الناتج عن التفجير فيما وصل ارتفاع سحب الدخان الناتج عن الانفجار إلى 1000 متر فوق سطح المدينة وبعد مرور نحو ساعتين على الانفجار سقطت أمطار سوداء شحمية في أماكن متفرقة من المدينة كانت بفعل اختلاط أبخرة الماء مع المواد المشعة.

ورغم إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما، رفضت حكومة اليابان آنذاك بقيادة الإمبراطور هيرو هيتو الاستجابة للإنذار الذي وجهه لها ترومان بالاستسلام فأعطى الأخير أوامره بإلقاء قنبلة أخرى على مدينة ناجازاكي اليابانية بعد يومين من قنبلة هيروشيما والتي أدت بدورها إلى مقتل نحو 80 ألف ياباني، فقامت اليابان بالاستسلام بعدما خسرت كثيرا.

أضرار القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما لم تقتصر على توقيت إلقاءها بل امتدت إلى سنين طويلة في مستقبل الأجيال بسبب استمرار التأثيرات الضارة الناجمة عن التلوث الإشعاعي فمن لم يقتل ساعة الانفجار مات بعد ذلك بسبب تأثيرات الإشعاع الضارة التي تشير الدراسات إلى أن تأثيرها مستمر حتى اليوم وتتسبب في الإصابة بالسرطانات وإصابة المواليد بعيوب خلقية.

وقد قامت إحدى الجامعات اليابانية بدراسة آثار الإشعاع الناجم عن القنبلة فتبين للباحثين أنه بين كل 4 مواليد من أبناء الجيل الأول لضحايا الكارثة يصاب واحد منهم بعيوب خلقية ولا يستطيع أحد في الوقت الحالي أن يقرر إلى أي حد من الأجيال سيستمر توارث آثار الإشعاع.  

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة