شاعر القضية الفلسطينية الراحل محمود درويش
شاعر القضية الفلسطينية الراحل محمود درويش


فيديو| «جدارية» تلخص مشوار محمود درويش في ساعة 

نادية البنا

الأربعاء، 08 أغسطس 2018 - 12:31 م

«جدارية محمود درويش».. أخر ما كتبه شاعر القضية الفلسطينية، وخشى ألا يعيش ليقرأها فأسماها "جدارية".

آمن درويش بأهمية قصيدته الأخيرة، وكان يرى أنها تستحق أن تعلق على الجدران، لأنها لخصت صراعاته المتعددة في الحياة خصوصا صراعه مع المرض.
شعر درويش بقرب نهاية حياته، فقرر أن يواجه الموت بكلمات أخيرة، وكان مؤمن بأن الموت ليس موت الجسد فحسب، ولكن عدم القدرة على نطق اللغة هو أحد أشكال الموت حيث قال :
"لقد استبدّ فيّ هاجس النهاية منذ أدركت أن الموت النهائي هو موت اللغة, إذ خيّل إليّ بفعل التخدير أنني أعرف وأعجز عن النطق بها, فكتبت على ورق الطبيب: لقد فقدت اللغة, أي: لم يبق مني شيء"

ووجه درويش رسالته الأخيرة للموت قائلا:


فيا موت انتظرني ريثما أنهي
تدابير الجنازة في الربيع الهش
حيث ولدت حيث سأمنع الخطباء
من تكرار ما قالوا عن البلد الحزين
وعن صمود التين والزيتون في وجه
الزمان وجيشه سأقول صبّوني
بحرف النون حيث تعبُّ روحي
سورة الرحمن في القرآن وامشوا
صامتين معي على خطوات أجدادي
ووقع الناي في أزلي
ولا تضعوا على قبري البنفسج، فهو
زهر المحبطين يذكّر الموتى
بموت الحب قبل أوانه
وضعوا على التابوت
سبع سنابل خضراء،
وبعض شقائق النعمان، إن وجدت
وإلا فاتركوا ورد الكنائس للكنائس والعرائس


"إن الموت يعشق فجأة مثلي وإن الموت مثلي لا يحب الانتظار" عبر درويش بتلك المقولة عن كرهه لانتظار الموت، فاعتاد درويش على المقاومة والنضال، في الشعر والسياسة والمرض ولم يستسلم لأي هزيمة، فظل مقاومًا الاحتلال الإسرائيلي، والاستبداد في كل مكان.


 

تحدى درويش مرضه قائلا" وها أنا ذا أستطيع الحياة إلى آخر الشّهر.. أبذل جهدي لأكتب ما يقنع القلب بالنّبض عندي.. وما يقنع الروح بالعيش بعدي.. وفي وسع غاردينيا أن تجدّد عمري.. وفي وسع إمرأة أن تحدّد لحدي".

ولكن عندما استشعر قرب النهاية كتب رسالته للموت والتي قال فيها 

أيها الموت انتظر!
حتى أعد 
حقيبتي.. فرشاة أسناني 
وصابوني وماكينة الحلاقة
والكولونيا، والثياب هل المناخ هناك معتدل؟
هل المناخ هناك معتدل؟
وهل تتبدل الأحوال 
في الأبدية البيضاء 
أم تبقى كما في الخريف 
وفي الشتاء؟
وهل كتاب واحد 
يكفي لتسليتي مع اللاوقت
أم أحتاج إلى مكتبة؟
وما لغة الحديث هناك؟
دارجة لكل الناس..
أم عربية فصحى؟
ويا موت انتظر 
يا موت، حتى أستعيد صفاء ذهني 
في الربيع


ولم ينتظر درويش الموت حتى يستعيد صفاء ذهنه، بعدما اشتد مرضه وشعر أنها النهاية، وقرر الأطباء المعالجون، إجراء جراحة قلب مفتوح، وهو ما لم يوافق درويش عليه إلا بعد أن أخذ عهدا على الأطباء بألا يتركوه على أجهزة الإنعاش إذا ساءت حالته ودخل في غيبوبة، وأن يقوموا بإزالتها لكي لا ينتظر الموت بل يذهب هو إليه.

 أجريت له عملية قلب مفتوح في مركز تكساس الطبي بالولايات المتحدة الأمريكية، وتوفى في 9 أغسطس 2008بعد إجراءها ، حيث دخل في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش بناءً على وصيته.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة