الأحد، 12 أغسطس 2018 - 09:40 م

فى قرية نزلة البدرمان بمحافظة المنيا ولدت وتربيت.. أعرف جيدا قدر معاناة أهل الصعيد، والمشاكل المتراكمة التى عاشوها على مدار سنوات طويلة مع التجاهل المتعمد لمشروعات التنمية.

هذا التجاهل دفعنا جميعا ثمنه مع انتشار الفقر والجهل بقرى ونجوع الصعيد، ومع تحول شباب الصعيد إلى فريسة سهلة لجماعات الإرهاب والقتل.. حيث يتم تجنيدهم ودفعهم للقيام بعمليات إجرامية باسم الدين وتحت شعاره، وعلى مدار سنوات طويلة نادى العقلاء بتدخل الدولة لانقاذ الصعيد ووضعه على خريطة التنمية والتقدم، لكن الأنظمة السابقة لم تستجب «ودن من طين وودن من عجين».

ومنذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الحكم تغير الحال تماما.. أخيرا وجد أهلنا فى الصعيد من يحنو عليهم ويضعهم على خريطة التنمية والتقدم.. وبالأمس كان الموعد مع افتتاح مشروع جديد عملاق، قناطر أسيوط الجديدة التى ستخدم ١٨ مليون نسمة فى ٥ محافظات.. الجيزة والفيوم والمنيا وبنى سويف وأسيوط.

حيث ستساهم فى تحسين حالة الرى لمليون و٦٥٠ ألف فدان من الأرض الزراعية تساوى ٢٠٪ من مساحة الأرض المزروعة بمصر، ووصلت تكلفة المشروع الى 6.5 مليار جنيه.. كما سيساهم فى توليد 32 ميجاوات من الكهرباء النظيفة سنويا قيمتها 100 مليون جنيه، ومع المشروع تم إنشاء كوبرى علوى ضخم فوق النيل بحمولة 70 طناً وبعرض 4 حارات مرورية وإنشاء هويسين ملاحيين لخدمة الملاحة النهرية، المشروع العملاق عمل به 3 آلاف عامل على مدار 5 سنوات ويوفر 300 فرصة عمل دائمة، وتضم القناطر الجديدة 8 بوابات عرض الواحدة 17 مترا وبطول 160 مترا بما يجعله سداً عالياً جديداً على النيل.

مع المشروع الجديد، انطلقت الأيدى المصرية لتجديد محطات وشبكات الصرف الصحى بأسيوط بتكلفة 54 مليون جنيه.

إنجاز يفتح أبواب الأمل لأهل الصعيد، ويتكامل مع المشروعات الضخمة للطرق والكبارى والاستثمار وإقامة المصانع والمدن الجديدة بكل محافظات الصعيد، فى انطلاقة غابت منذ نصف قرن.. وأخيرا عرف الصعيد معنى التنمية الحقيقية والدائمة.

ومن أسيوط إلى سوهاج.. حيث افتتح الرئيس متحف سوهاج الكبير بتكلفة 72 مليون جنيه، مشروع تعثر على مدار 30عاما فمدت له الدولة يديها ليخرج الى النور ويعيد للمحافظة العريقة مكانتها على خريطة التنمية السياحية.. وافتتح الرئيس السيسى عبر الفيديو كونفرانس ٢٥ بئراً بالطاقة الشمسية فى الوادى الجديد وخلال أيام يفتتح الرئيس فى بنى سويف أكبر مجمع صناعى لإنتاج الأسمنت والرخام والجرانيت على مساحة 5 كيلومترات مربعة.. الإنجاز الحلم تم الانتهاء منه فى عامين فقط بمشاركة 12 شركة مصرية وأجنبية باستثمارات ضخمة ويتيح آلافاً من فرص العمل لأبناء الصعيد.

مع الرئيس السيسى وجد الصعيد نفسه على قائمة أولويات مشروعات التنمية الكبري، وهو ما جسده إنشاء الهيئة العليا لتنمية الصعيد، والتى تهدف للإسراع بالتنمية الاقتصادية والعمرانية والاجتماعية الشاملة مع جذب الاستثمارات.

ما تم إنجازه بالفعل على أرضنا الطيبة من مشروعات عملاقة فى الصناعة والزراعة والاستثمار والبنية التحتية يؤكد أننا أمام واقع جديد، الصعيد فى قلب الوطن.. وعلى طريق المستقبل يسير بخطوات حاسمة سريعة واثقة.