صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


قصص وعبر| الأب الفاسق يجبر ابنتيه على الرذيلة

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 15 أغسطس 2018 - 06:46 م

ليس فيلمًا سينمائيًا أو مسلسلًا دراميا، إنما واقعة تبكي لها الفضيلة، وتأباها الشهامة، وتنعاها المروءة، وتقشعر لها الأبدان حيث تجرد الأب الفاسق من كل مشاعر الأبوة والرجولة، والذي جرى دم أزرق في عروقه، وماتت عواطفه، ودفنها، وأجبر ابنتيه طالبتي الطب على ممارسة الرذيلة.

عاشتا تبحثا عن الحب في قلب متحجر فبدلًا من أن يمد لهما يد العون، ويعتز بهما، تركهما أطفالًا بجوار والدتهما التي أبت أن تتركهما وحيدتين في الدنيا تعانيا أهوالها، وتلاطم أمواجها، دأبت على تربيتهما، بصبر وبمثابرة منهما، لم يفقدا ثقتيهما بنفسيهما، وكللتا مجهوديهما لدراستهما حتى حصلتا على مجموع كبير والتحقتا بكلية الطب، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث كلت الأم وضاقت بها سبل الحياة، ولم تعد تقوى على توفير مصروفات الكلية، واضطرت مكرهة والدموع تنساب من عينيها على فلذتي كبدها تطلب منهما التوجه إلى الأب ليتحمل مسئوليتهما بعدما أدت رسالتها تجاههما.

انتقلتا الفتاتان للعيش مع أبيهما الذي تحجر قلبه، واعتاد معاملتهما بجفاء وقسوة، غير مبالٍ بتوفقهما في دراستهما، وامتنع عن دفع المصروفات، غير أنه أخذ في معاقبتهما لإجبارهما على العمل بحجة أنه فاض به الكيل ولم يعد يمتلك نقودًا تكفي للعيش، وامتنع عن تقديم الطعام لهما للضغط عليهما، إلى أن أعلن عما يجيش بصدره من خبث يطلب منهما البحث عن عمل، حاولتا الاستفسار عن نوع العمل الذي ستقومان به، وبابتسامة صفراء تجردت من مشاعر الأبوة والرجولة رد قائلا: أنتما تتمتعا بجمال وأنوثة.. وممكن تشتغلوا إيه.

ابتلعتهما الدهشة، وأخذت تموج انفعالاتها على وجهيهما أمام محاولاته الحثيثة في التفريط في شرفهما، ومصاحبة راغبي المتعة المحرمة، وهددهما بعدم تقديم أي مساعدة لهما ولا طعام، أو يتركا المنزل، مرددًا بأن «الإيد البطالة نجسة».

 انسابت دموع القهر والحزن على وجنتيهما ولم يجدا أمامها سبيلًا غير العودة إلى الأم لكن وقعت المفاجأة على رأسيهما عندما اعتذرت عن مساعدتهما بعدما تزوجت من آخر إمكاناته محدودة ولم تقدر على طلب شيء منه.

لم تجد الشقيقتان سوى الذهاب إلى شقيق والدتهما الذي تملكته حالة من الغضب والاستياء من تصرف الأب الفاسق مع ابنتيه، واستضافهما بمنزله، ووعدهما بتقديم أي مساعدة لهما، ونصحهما برفع دعوى بمحكمة الأسرة بالجيزة على الأب الفاسق يطالبانه فيها بدفع نفقاتهما، وذكرا أيضًا جحوده تجاههما، وإذلالهما إن لم يمتثلا لفكرته التي تبرأ منها الشيطان، ومحاولته الدنيئة وتشجيعهما على ممارسة الحب المحرم مع راغبي المتعة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة