الدكتور محمود الصاوي
الدكتور محمود الصاوي


وكيل الدعوة الإسلامية: ضعف الإيمان و«التعري» يؤديان للتحرش

إسراء كارم

الثلاثاء، 21 أغسطس 2018 - 03:27 م

أعرب د. محمود الصاوي، وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، عن استيائه من حالات التحرش التي تكثر في العيد.

 

وتساءل «الصاوي»، في تصريح خاص لبوابة أخبار اليوم: «ماذا حدث للمصريين ؟، أين ذهبت الشهامة والمروءة وأخلاق أولاد البلد الجدعان الغيورين على بنات بلدهم ويفدونهم بأرواحهم وأنفسهم؟، أين ذهب المعني الحقيقي للأعياد عند المصريين؟».

 

وقال وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن من أهم ما يميز عيدي الفطر والأضحى، أنها أعياد دينية تأتي عقب عبادات من أهم العبادات في الإسلام، بعد صيام شهر كامل وقيامه وسياحة نورانية في أجواء الطاعة والعبادة والقرب يأتي عيد الفطر.

 

وتابع «الصاوي»: «بعد أداء الركن الخامس من أركان الإسلام وأداء مناسك الحج والوقوف بعرفة، يولد إنسان جديد، ويرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فالمسلمون مابين حاج ومتشوق للحج متطلع إليه تهفو روحه و يرنو ببصره لهذه البقاع الطاهرة ليكون هناك على سفوح عرفات وفِي رحاب البيت العتيق  في هذه الأجواء يأتي عيد الأضحى».

 

وأكد د. محمود الصاوي في تصريحه، على أن «التحرش آفة خطيرة وداء عضال أصيب به أهل الشهوات، فأطلقوا العنان لعقولهم وأجسادهم يتصرفون فيها بما تمليه عليهم شهواتهم، ومن المؤسف أنه ينتشر في أيّام الأعياد والتجمعات».

 

أسباب التحرش

 


 أشار د. محمود الصاوي، إلى أن التحرش وذهاب النخوة لهما أسبابهما، ومنها: 


- ضعف الإيمان، وضعف الالتزام بأوامر الله عز وجل، والوقوف عند حلاله وحرامه، فيتسلط الشيطان علي هؤلاء ويقود حركتهم لبعدهم عن طاعة الله تعالى.


- غياب دور الأسرة، وإهمالها لتربية أبناءها وبناتها وعدم تحمل المسؤولية، فـ« كلكم راع وكلكم مسؤول عنً رعيته».


- السلبية واللامبالاة، وعدم القيام بواجب التناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


- التبرج والسفور والتعري، وهو وإن لم يكن مبررا لتحرش الرجل بالمرأة لكن يجب أن لا نغفل أنه سبب أساس في حصول هذا المنكر، لحديث: « شر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم».


- تعقيد الزواج، وتعسير إجراءاته حتى عف الشباب عن الحلال وبحثوا عن الحرام.


- الدراما، والأفلام، والمسلسلات، والإعلانات، التي بالغت في استغلال جسد المرأة، والمتاجرة بها.

 

 

المسئول عن ظاهرة التحرش


أوضح د. محمود الصاوي، وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن مشكلة التحرش معقدة و مركبة، ولا يمكن إسناد المسئولية أو الإلقاء باللائمة علي عنصر واحد، فهي حزمة عناصر مجتمعة، وهي:

 


- أولا: الأسرة

 

 تلعب الأسرة دورا في تشكيل الصورة الذهنية، وتنميها في عقول ووجدان الأبناء والبنات عن الطرف الآخر.

 
وتابع: «الصاوي»: «فإذا تم تربية الولد على احترام أخته، واحترام بنت جارته، وبنت خالته، وعمته، وزميلته، وزميلة أخته في المدرسة، وعدم للتعرض لها بالأذى والإساءة ومعاملتها بالأدب واللباقة، لكبرت في قلبه هذه المعاني وتلك القيم فلا يفكر أن يتحرش بأي بنت يراها  بل لا يكتفي بهذا بل إنه يدافع عنها إذا لحقها أي آذي أو تعرض لها إنسان بأي سوء فإنه يهب لنجدتها».

 

ثانيًا: الإعلام والدراما

 

يقول د. محمود الصاوي: «أول ما يقع عليه عين الصبي في البيت، هي الأفلام، والمسلسلات، التي بها قدر كبير من العري والسفور، وعدم التحفظ في التعامل بين الفتى والفتاة، خاصة في ظل الانفتاح العالمي، وغزو الثقافات الأخرى لغرف نومنا وغرف معيشتنا عبر مسلسلات عالمية مكسيكية كندية أمريكية هنديه تركية، وكلها لا تعكس بالضرورة قيمنا وعاداتنا وقناعاتنا».

 


ثالثا: المؤسسات التعليمية

 

شدد وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، على أنه يجب أن يرتبط التعليم بالمجتمع، وخدمته، واستطرد «الصاوي» حديثه قائلا: « يجب ألا يترك التعليم أي ظاهرة يعاني منها المجتمع بلا تتبع ورصد ومعالجة، وإن عجزت المقررات الدراسية فينبغي أن نجدد في مقررات التربية الدينية والأخلاقية».


 

رابعًا: الخطاب الديني

 

أكد د. محمود الصاوي، عل أن الخطاب الديني يجب أن ينقل عبر كل وسائله التقليدية، والحديثة، وعبر المنابر والدروس في المساجد، والمنتديات العامة، ونوادي ومراكز الشباب، وغيرها، أو عن طريق الصحافة المقروءة، والمسموعة، والمرئية.

 

واختتم "الصاوي" حديثه قائلا: "لابد من مساندة كل مؤسسات صناعة الوعي بالمجتمع المصري، عبر حملة قوية قومية متصلة متواصلة، لاستعادة القيم الأخلاقية لتجلس علي عرشها مرة أخرى، بعد أن أصابتها نكبة كبيرة بفعل عوامل عدة".

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة