آسر ياسين
آسر ياسين


آسر ياسين: تراب الماس «أرهقني»

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 22 أغسطس 2018 - 12:07 ص

 

أحداث وتفاصيل مألوفة لمحبي الأدب يعرفونها منذ ٨ أعوام، عندما أطلق الكاتب أحمد مراد روايته «تراب الماس»، في عام ٢٠١٠، وبعد عامين أعلن عن تحويل الرواية الناجحة لفيلم سينمائي، وتعرضت للعديد من الصعوبات والمشكلات التى طالت المحاكم، لكنها خرجت أخيرا للنور، فى فيلم من بطولة «آسر يس ومنة شلبى وماجد الكدواني وعزت العلايلي وشيرين رضا وآخرين»، والسيناريو لكاتب الرواية أحمد مراد، والإخراج لمروان حامد.


ولأن الفيلم انطلق قبل العيد بأيام، وفى ظل شغف وتطلع كثيرون لمشاهدة التجسيد الفني للرواية، دخل «تراب الماس» موسم العيد متربعا بالفعل على قمة الإيرادات، إذ حقق نحو ٦ ملايين جنيه قبل انطلاق موسم العيد بالفعل، وهو ما يعتبره الفنان آسر يس نجاحا كبيرا له، ونقلة في حياته الفنية.


ولم يكن هذا النجاح برأيه وليدا للصدفة، إذ اضطر «يس» إلى بذل جهود كبيرة ومرهقة لخروج العمل بهذا المستوى، منها قيامه بتعلم الدرامز خصيصا من أجل الدور، وهو ما تطلب تدريب وصل إلى عام ونصف، وخسارته لبعض الكيلو جرامات من وزنه قبل التصوير، ليبدو ضعيفا وهزيلا تماما كالشخصية المرسومة لـ«طه»، والتدريب على التعامل مع والده القعيد في الفيلم ليظهر وكأنه يفعل ذلك بشكل يومي روتيني.

 

كما شارك «يس» في وضع تصورا دراميا لشخصية طه، وغيرها من تحضيرات مكثفة بذلها قبل وخلال تصوير العمل، إذ يرى آسر ضرورة أن يكون الفنان شاملا ويتعلم الكثير من الأشياء حتى يكون أداءه واقعيا، كما أن الفيلم يمثل واحدا من أهم وأصعب أدواره، ويستحق كل المجهود الذي بذل فيه.


وعلى الرغم من أن العمل مأخوذ عن رواية شهيرة، كشف يس إنه لم يقرأها بالكامل، واكتفى بالسيناريو ليكون المرجع الرئيسي للشخصية، خاصة أن كاتب السيناريو هو نفسه كاتب الرواية، وصاحب الرؤية والعمل نفسه.


ويمكن لمن شاهد الفيلم بعد قراءة الرواية أن يلاحظ تغيرات طفيفة بينهما، ربما تخلى عنها صناع العمل منعا للإطالة، فمثلا كان هناك صديق لطه في الرواية ولكنه اختفى في الفيلم، كما أن هناك تفاصيل لم يتطرق لها الفيلم لكنها لم تؤثر في البناء الدرامي له أو سير الأحداث.


ولأن «تراب الماس» أول عمل روائي لآسر يس، فقد تحمس له بشكل كبير، على الرغم من المشكلات التي واجهته فى البداية، أما منة شلبي فلم يكن التعاون الأول بينهما، وبعيدا عن موهبتها المؤكدة هناك كيمياء خاصة تجمعهم فى العمل وصداقة قوية بينهما، كما أنه ليس التعاون الأول له مع المخرج مروان حامد، لكنه التعاون الأهم، إذ سبق أن شارك معه بدور بسيط فى فيلم «عمارة يعقوبيان»، المأخوذ عن الرواية التي تحمل الاسم نفسه أيضا، للكاتب علاء الأسوانى، كان ذلك قبل ١٢ عاما من مشاركته في «تراب الماس».


ولمروان حامد قدرة مميزة على تحويل الروايات إلى أفلام دون الإخلال ببنائها الدرامي، بل وتفوق أفلامه على الروايات المأخوذة عنها، وهو ما أثبتته الأيام بداية من عمارة يعقوبيان، مرورا بالفيل الأزرق، وانتهاء بـ»تراب الماس»، وهو ما يحطم أسطورة أن الجمهور يبحث عن الأعمال الركيكة، فبمجرد أن يقدم صناع السينما عمل مميز يلقى رواجا جماهيريا كبيرا.


ويناقش الفيلم العديد من القضايا إلى جانب قصته الفنية، منها السياسية مثل القرارات الخاطئة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر والتي ندفع ثمنها حتى اليوم حسب رؤية صناع العمل، وكذلك قضايا الفساد في المحليات ومجلس الشعب والإعلام، وبعض الجهات السيادية في الدولة، ويتعرض أيضا بشكل واضح لقضايا الشذوذ الجنسي، والبلطجة، والاتجار فى المخدرات، وهى التفاصيل التي تسببت في تصنيفه +١٨، بالإضافة لمشاهد العنف والضرب، وهو التصنيف الذي رحب به صناع العمل مؤكدين أنه كان ضروريا.


وعلى جانب آخر يستعد «يس» إلى تقديم العديد من الأعمال الفنية بعد نجاح «تراب الماس»، أبرزها فيلم «الراهب»، ويبدو أن تيمة البطل البديل هي تميمة حظ آسر يس في أعماله الفنية، ففيلم «تراب الماس» كان من المفترض أن يقوم ببطولته أحمد حلمي، ولكن بعد سقوط حقوق ملكيته عنه، أسند الدور إلى «يس»، وهو ما حدث أيضا فى فيلم «من ضهر راجل»، الذى كان من المفترض أن يتولى بطولته «محمد رمضان»، ولكن اعتذاره تسبب فى تقديم «يس» للدور.

 

وفيلمه «رسائل البحر» كان أيضا مكتوبا للنجم الراحل أحمد زكى، إلا أن ظروف مرضه ووفاته تسببت فى إسناد الدور إلى يس، وفيلمه المقبل «الراهب» يتولى بطولته بديلا لهاني سلامة، لكن تظل شخصية آسر المميزة وأداءه المتقن وقاعدته الجماهيرية الكبيرة سببا فى نجاح أعماله.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة