يوسف الشريف
يوسف الشريف


«بنى آدم».. عمل سينمائي سقط في فخ «الدراما التليفزيونية»

هويدا أحمد

الأربعاء، 22 أغسطس 2018 - 12:17 ص

«يوسف الشريف، أحمد جلال، عمرو سمير عاطف» ثلاثى لهم صولات وجولات فى الدراما التليفزيونية فى السنوات الأخيرة، وحظت المسلسلات التى قدموها معا بشعبية ضخمة حققت ليوسف الشريف تحديدا نجومية وجماهيرية لم تمنحها له أعماله فى السينما.

 

 آخر أعمال يوسف الشريف «العالمى» الذي حقق نجاحا كبيرا عند عرضه منذ تسع سنوات، لكنه لم يستثمر هذا النجاح سينمائيا، ولم يستمر، وولىّ وجهه إلى قبلة التليفزيون حتى أصبح من فرسانه الأوائل.

 

يبدو أن «الشريف» شعر بأنه ربما حان الوقت ليعكس اتجاهه ويستثمر جماهيريته الكبيرة فى السينما فعاد، ومعه شريكاه فى معظم مسلسلاته التى حققت نجاحا ضخما «المؤلف عمرو سمير والمخرج أحمد جلال»، واختاوروا نفس النوعية التى تميزوا فيها بالتشويق والأكشن، فكان «بنى آدم»، وهو فيلم مستنسخ من مسلسلاته «كفر دلهاب»، «الصياد»،«لعبة إبليس»،«القيصر» باختلاف التفاصيل تبدو الأجواء المسيطرة عليها واحدة تقريبا خاصة ومعظمها تأليف عمرو سمير.

 

دخل الثلاثى مغامرة غير محسوبة فى «بنى آدم» دون اكتراث بأن ما يجوز وينجح فى الدراما التليفزيونية لا يضمن نفس النجاح فى السينما بالعكس ربما يكون سبب فشله، فخيب الفيلم آمال جمهور يوسف الشريف الذى حضر منذ اليوم الأول فى دور العرض، ليخرج محبطا مصدوما فى نجمه الذى كان أداؤه باهتا.

 

الفيلم سقط فى بحر الغموض والارتباك، حتى التشويق الذى تميز به المؤلف فى أعماله السابقة كان غائبا، فالأحداث تبدو محروقة ومكشوفة، وأسبابها مفتعلة دون منطق، والأكشن لعبة المخرج أحمد جلال كان تنفيذه ساذجا تقليديا، وتاهت كل التفاصيل والعناصر وسقط السيناريو فى فخ الملل ودخل الجمهور معه فى متاهة لا لزوم لها.

 

يبدأ الفيلم بعصابة تسرق بنك بشكل ساذج جدا، يقودها آدم (يوسف الشريف) الذى يختلف مع أحد أعضاء العصابة (خالد كمال)، اختلاف مقحم نتوقع من خلاله أنه سيكون الخيط الذى يكشف الجريمة، ويتسبب فى إيقاع العصابة بسبب دافع الانتقام، وبالفعل يتصل بالمباحث ويكشف سر الجريمة للعقيد الشربينى (أحمد رزق)، بعدما نكتشف أن الأب الروحى والعقل المدبر للعصابة هو (أستاذ جامعى معتزل) ابنته (هنا الزاهد) مدمنة مخدرات تكره والدها البخيل.

 

 

بلا سبب تبدو «هنا الزاهد» معجبة بآدم لندرك من اللحظة الأولى أيضا أنها ستكون سببا فى كشفه أمام زوجته الساذجة (دينا الشربينى) التى عاشت معه أحد عشر عاما ولم تعرف أنه مجرم خطير، وتتوالى الأحداث مقحمة بلا منطق يرويها آدم لشخص نتصور أنه طبيب نفسى (بيومى فؤاد)، فنكتشف فى النهاية أنه ميت، وأن جميع الشخصيات تقريبا قد ماتوا.

 

ويعتمد  السيناريو على كشف الألغاز، ويزداد الفيلم سذاجة وكآبة وارتباكا بدلا من الغموض والتشويق، وينعكس الارتباك والتشويش على أداء الممثلين، فكانوا فى أسوأ حالاتهم، بداية من يوسف الشريف فرس الرهان، مرورا بأحمد رزق الذى كان أداؤه باهتا جدا، ودينا الشربينى التى تاهت تماما، وبيومى فؤاد الذى سيطر عليه الافتعال.

 

أما محمود الجندى فنجح فى رسم كاراكتر للشخصية بصوته وأدائه، لكنه كان مبالغا فى تعبيراته، الماكيير أيضا ساهم فى حالة السقوط العام، فلم نشعر بوجوده فى الفيلم للماكيير، وهى إنجى علاء زوجة النجم الشريف، الكل تعامل مع الفيلم بروح الدراما التليفزيونية، ولم يخرج من تلك الدائرة المحبطة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة