المخرج محمد خان
المخرج محمد خان


شيمي يكشف عن أسرار المخرج محمد خان: لم ينجرف أمام الثقافة الغربية

منال بركات

الجمعة، 24 أغسطس 2018 - 04:19 ص

في زمن تدور رحاه بـ"كبسة زر" يخرج علينا المصور السينمائي سعيد شيمي بكنز ثمين احتفظ به على مدار نصف قرن ويزيد.
 
قد لا يخطر على بال شباب اليوم الذين يتراسلون ويتفاعلون عبر الوسائط المتعددة من "واتس آب، و تويتر، وفيسبوك"، أن تلك المراسلات قد تختفي وتتلاشى في لحظة، وتذهب سدى كل ذكرياتهم وأفكارهم التي تداولها عبر الأيام إذا ما تعطلت تلك الآلة الرهيبة.
 
ويفتح أمامنا سعيد شيمي كنزه الثمين ويخرج لنا ذكرياته مع المخرج الحاضر الغائب محمد خان في الجزء الأول من كتاب يحمل عنوانا "خطابات محمد خان إلى سعيد شيمي ..مشوار حياة"، تضم مشاعر وأحاسيس مخلصة بين صديقين أقرب من الأشقاء، وأحلام وطموحات شباب جيل النصف الأول من القرن الماضي، ويعكس في الوقت ذاته قوة وعزيمة هذا الجيل في الصمود للوصول إلى غاياتهم رغم المشقة والصعوبات.
 
أحلام خان وسعيد


كان مقدرا للزميل الناقد محمود عبد الشكور أن يكتب كتابا عن سينما محمد خان بمناسبة تكريمه في الدورة الثامنة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ولكن القدر لم يمهل محمود تلك اللحظة التي استعد لها، إذ فاجأ الجميع خبر رحيل خان، ولم يغفل سعيد شيمي هذا الأمر فأسند مقدمة كتابه إلي الصديق المشترك عبد الشكور ليشاركه في كتابة كلمات عن صديقهما عاشق السينما محمد خان في لمسة وفاء من جانبه.    
 
حلاوة روح

ورغم أن الإهداء الذي صاغه الكاتب في صدر كتابه يحمل نبرة اليأس والشجن إذ كتب كلمة يقول فيها "سحبت روحي معك.. وحتى نلتقي مرة أخرى،" غير أن فصول الكتاب تضم ملحمة من التحدي وروح الفكاهة بين رفيقي مشوار الحياة فتارة نجدهما يتبادلا النكات بكل أشكالها، وتارة أخرى نستمع إلى قصص الحب التي وقعا فيها كل من خان وشيمي في مطلع شبابهما، وتفاصيل وتفاصيل عن الأزمات التي ألمت بخان في بلاد الضباب وحبه الأول وحلمه الأول.


فلسفة خان عن الإخراج


في رسالة تحمل تاريخ 21 أغسطس 1960 أزاح خان الستار عن مكنون ذاته، فيقول لصديق عمره، حتى أصبح ما أريد ، فأنا أريد أن أكون"أعبر عن مشاعري بإخراجي الذي سيحرك الكاميرا بطريقة تؤثر على القلوب والذي سيحرك الوجوه بطريقة تجذب العيون .. أريد أن أعبر عن رأيي في إخراجي".
 
أوجاع المصريين

ولم ينجرف خان أمام الثقافة الغربية التي شكلت جانب كبير من وجدانه، ولم يتأثر كثيرا بالأفلام ذات الجنسيات المتعددة التي يتابعها بشغف، فنجده قدم على مدار مشواره الفني أفلاما "معجونة" بأوجاع المصريين مثل "الحريف 1983"، "خرج ولم يعد 1984"، "عودة مواطن 1986"، "زوجة رجل مهم وأحلام هند وكاميليا 1988"، و"فتاة المصنع 2014 ".
 
وتكمن همية هذا المخطوط الثمين يرجع إلى كونه وثيقة مهمة للأجيال الشابة من السينمائيين لتتعلم كيف صاغ محمد حامد حسن خان ثقافته السينمائية وبلور رؤيته الفنية عبر الأيام والليالي بالجهد والعرق ولم تكسره الظروف والأهوال.

رحلة البحث عن السعادة


تلك الأعمال توضح مدى تأثره بالواقع المصري وعمق فهمه بالحياة، فهو لم يستنكف أن يبلغ صديقة أنه عمل شيالا في بلاد الغربة ليوفر مصروفه.
ويبلور سبب رضائه عن تجربته في الغربة لأنها رحلة البحث عن معنى الحياة، فالحياة لديه ليست أكل وشرب ونساء بل أعمق من ذلك، لأنه من الصعب أن نتمتع بالحياة ونكون صادقين مع أنفسنا بأن من نحن فيه هي السعادة، لأن السعادة الكاملة غير مخلوقة، ولن توجد وعقولنا تمنعنا بأن نتمتع بالسعادة الكاملة. تلك العبارات صاغها ابن التاسع عشر من العمر بعد أن لطمته الحياة بعد أن أذاقته النعيم لفترة وجيزة.

ضربة شمس

 وقبل أن يتم خان العشرون من العمر، كان قد أتقن الإنجليزية وأصبح يعبر بها بطلاقة كالعربية  وساقت إليه الأقدار قصة إنجليزية بعنوان "شمس" التي أصبحت باكورة أفلامه الروائية في مصر "ضربة شمس". كما تمني وكانت الانطلاقة عام 1978. 

وبين اليأس والأمل كانت الحياة تلعب مع خان لعبتها فتارة تدفعه إلى أعنان السماء وآخري تقذف به إلي جوف الأرض ولكنه لم ييأس أو يستسلم وهو ما نكتشفه في سطور خطاباته لصديق العمر سعيد شيمي الذي رافقه الدرب الطويل. 

أهمية هذا المخطوط الثمين يرجع إلى كونه وثيقة هامة للأجيال الشابة من السينمائيين لتتعلم كيف صاغ محمد حامد حسن خان ثقافته السينمائية وبلور رؤيته الفنية عبر الأيام والليالي بالجهد والعرق ولم تكسره الظروف والأهوال.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة